عبَّرت اللجنة الوطنية الفلسطينيّة لمقاطعة "إسرائيل"، وهي أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS) عالميّاً، عن إدانتها الكبيرة للتطبيع المستمر لجريدة القدس، والذي كان آخره المشاركة في مشروع ممول من مؤسسة "قلب أمة" بالشركة مع صحيفة "جروزاليم بوست" الصهيونية المتطرفة.
ولفتت اللجنة إلى أنّ هذا المشروع يهدف إلى إشراك طلبة فلسطينيين و"إسرائيليين" وأمريكيين في كتابة مقالات حول "التعايش والعدالة"، وفي الوقت الذي يصعّد فيه الاحتلال من اعتداءاته ضد الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده بالذات في جنين ومُخيّمها الصامد، وإعدامه الميداني لعدد من بنات وأبناء الشعب الفلسطيني، وإحكامه الحصار على قطاع غزة واستمرار نهج التطهير العرقي في القدس والأغوار الفلسطينية، تتورط صحيفة القدس في برامج تطبيعية تهدف إلى تدجين الأجيال الفلسطينية القادمة وحرف بوصلتها تجاه ما تسميه "التعايش".
ورأت أنّ هذا التطبيع يحاول شرعنة نظام الاستعمار الاستيطاني والأبارتهايد "الإسرائيلي" لضرب مقاومة الشعب الفلسطيني له والنضال من أجل حقوق شعبنا الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وأهمها حق العودة وتقرير المصير والتحرّر الوطني.
وأشارت اللجنة إلى أنّ جريدة "القدس" قامت بنشر إعلان مدفوع للحكم العسكري "الإسرائيلي" ("الإدارة المدنية") -اللجنة الفرعية للاستيطان، بتاريخ 27/2/2017، يطرح عطاءً لمستعمرة "كوخاب يعقوب". وسبق ذلك مقابلة مجرم الحرب "أفيغدور ليبرمان" في عددها الصادر يوم الاثنين الموافق 24/1/2014 والذي وصفته في حينها بوزير "الدفاع الإسرائيلي"، في مخالفة واضحة لمعايير مناهضة التطبيع، وأخلاقيات مهنة الصحافة من خلال توفير مساحة واسعة لهذا المتطرف الذي يدعو لإبادة الشعب الفلسطيني.
ورأت أنّه وعلى الرغم من أهمية تغطية جريدة القدس لجرائم الاحتلال ضد شعبنا فإن استمرارها بالانخراط في هذه الأنشطة التطبيعية يعد مؤشراً إلى أن الصحيفة تعتمد نهج تجاري يتّسق بشكل واضح مع خطط واستراتيجيات حكومة الاحتلال القائمة على ممارسة التدجين والأسرلة للشباب الفلسطيني، متذرعةً بوضعها القانوني وطبيعة تراخيصها، مستخدمةً الوطنية والتاريخ كغطاء على ما تقوم به من تطبيع فج.
وأكَّدت أنّ قيام أي إعلام فلسطيني بخدمة البروباغاندا الصهيونية المتطرفة لنظام الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد لا يمكن أن يندرج تحت حرية الصحافة وحرية التعبير، بل هو تطبيع إعلامي يرقى إلى درجة التواطؤ، مُشددةً على أنّ مواجهة القمع "الإسرائيلي" المنظّم ضد الشعب الفلسطيني تحتّم تعزيز صمود شعبنا وحماية وعيه من الأسرلة والانهزامية، وهذا لا يمكن أن يكون بالمشاركة المتكررة في مشاريع التطبيع أو الخضوع إلى إرادة المحتل الباطلة في استعمار عقولنا وثقافتنا ووعينا.