بعد مرور حوالي 4 أشهر على قطيعة كادت أن تقسم الشارع الفلسطيني في لبنان، على إثر خلاف دموي بين حركتي فتح وحماس، أثمرت الجهود الفلسطينية واللبنانية بحلّ الخلاف ذاك، وجمع قيادتي كلّ من الفصيلين المتخاصمين.

وكان انفجار مخيم برج الشمالي، في مسجد أُبي بن كعب، التابع لحركة حماس، والذي رحل ضحيته عضو في الحركة هو حمزة إبراهيم شاهين، قد أفضى إلى حصول في توتر في المخيم، بين عناصر فتح وحماس، ليتطور ذاك التوتر، إلى إطلاق نار أثناء عملية التشييع ويقتل على إثره 4 أشخاص من حركة حماس.

ومع إراقة الدماء، رفعت حركة حماس من سقف خطابها، فوجهت أصابع الاتهام لعناصر من الأمن الوطني الفلسطيني، فيما رفضت فتح تلك الاتهامات، وبينما كان الشارع يغلي، عملت الفصائل الفلسطينية على تهدئة الخلاف، والطلب بأن يأخذ القضاء اللبناني مجراه وأن يحسم ويحاسب مطلقي النار على المشيعين.

فتح: انطباع إيجابي عن لقاء المصالحة

أمين سرّ حركة فتح في لبنان، فتحي أبو العردات، وصف الاجتماع مع ممثلي حركة حماس في لبنان برعاية من حركة "أمل" اللبنانية بالمفيد والمهمّ للغاية.

وعلى الرغم من أنّ أبو العردات، فضّل عدم الخروج بتصريح حول المسألة لحين انعقاد اجتماع هيئة العمل المشترك المفترض عقده اليوم الأربعاء، والخروج بمفاعيل تطبيقية، وفق قوله، إلّا أنّه أبدى حرصه على تأكيد إيجابية ما يجري على الساحة الفلسطينية في لبنان.

وتابع أبو العردات: "الأمور يجب أن تستكمل، والانطباع جيد وممتاز وحصل فيه مصارحة غنية، ونحن نعمل لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني في لبنان، ونستكمل دورنا الذي ما زلنا حاضرين فيه على صعيد هيئة العمل المشترك".

وفيما يخصّ أحداث برج الشمالي، علّق أبو العردات، قائلًا: "هنالك جريمة وقعت، ومجرمون قد ارتكبوها، الإخوة في حماس تسرعوا في توجيه أصابع الاتهام، فيما القضاء اللبناني لم يبدأ تحقيقاته بعد حينها، نحن سنترك للقضاء أن يحكم بالحق".

حماس: نعلّق بعد انتهاء لقاء الأربعاء

بوابة اللاجئين الفلسطينيين تواصل مع عدّة قيادات من حركة حماس، للتعليق على المصالحة، إلّا أنّ المكتب الإعلامي لديها قد أبلغنا، تفضيل الحركة عدم التعليق إلى حين حتى الانتهاء من لقاء اليوم الأربعاء لهيئة العمل المشترك.

  الشعب يطالب بمصالحة تفضي إلى حلول عملية لمشاكلهم

من جهته، قال مدير مركز دراسات التنمية الإنسانية في لبنان، سهيل الناطور، إنّ "المصالحة قد تمت بعد لأيٍ وجهدٍ كبيرين، ويُقدّر للقوى في حركة أمل والرئيس نبيه بري، إصرارهم على تحقيق أحد الأهداف التي كان من الضروري المبادرة لها، والمحافظة على وضع الفصائل الفلسطينية ومخيماتها بعيداً عن السياسات التي تقع كخلاف بين فصيل وآخر".

وأضاف الناطور، "المباركة هنا، لا تكفي، بل نطالب بمزيد من الدعم، لخطوات مشتركة تبرهن توحيد الجهود أمام جماهيرنا التي ملّت من آثار الانقسام السيئة، والمسارعة إلى تطبيق قرارات المجلس المركزي التي تنصّ على الخروج من نفق أوسلو نحو وحدة وطنية تكرر تلقين الاحتلال الدروس والعبر"، مشيراً إلى أن الفلسطينيين في لبنان قدموا نموذجاً لإمكانية التفاهم بين الفصائل، دون التوحد والتفاهم على جميع المواقف، وعليه نأمل أيضًا أن تتمّ المصالحة في غزة والضفة وفي كلّ المناطق، خاصة بين "الفصيلين الأكبر حماس وفتح".

يؤكد الناطور أن الشعب الفلسطيني يطالب اليوم بحلول عملية مشتركة، لا حلول فردية أو فصائلية انتقائية، بهدف تحسين وضعه الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وأن هذا الأمر يتطل إبراز صورة القيادة التي ترعى مصالح شعبها.

وكان لقاء قد عقد، برعاية رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، حضره ممثل رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" في بيروت جميل الحايك، وعضوي المكتب السياسي محمد الجباوي وبسام كجك، وشارك عن فتح سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور وأمين سر الساحة فتحي أبو العردات، وعن حماس رئيس الحركة في الخارج موسى أبو مرزوق وممثلها في لبنان أحمد عبد الهادي، وقد تخلله حفل إفطار ثمّ اجتماع موسع بمشاركة بعض الوسطاء الذين دخلوا على خطّ المصالحة.

في وقت سابق من الشهر الماضي، نشر موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين ورقة عمل  تحت عنوان (الحالة الأمنية في مخيمات لبنان- العبث في خزان القهر والباروود)  حذرت فيها من مغبة جر المخيمات الفلسطينية إلى أتون خلافات فصائلية وشرحت آثار تلك الخلافات على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وقدمت توصيات في سبيل تجنب ذلك.

خاص/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد