بالتزامن مع تشييع الصحفية الشهيدة شرين أبو عاقلة في رام الله، شهدت سفارة السلطة الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت وقفة إدانة لاغتيالها.
وقال سفير السلطة في لبنان أشرف دبور: إنّ جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة التي أتت قبل أيامٍ من ذكرى اغتصاب فلسطين ونكبة شعبها الرابعة والسبعين، تُضاف إلى سجّلات الاحتلال الإسرائيلي الدموية و هي فصل جديد من فصول استهتاره بالعدالة والشرائع الدولية.
وأكد في كلمة له أنّ الشعب الفلسطيني يقدّم الشهيد تلو الشهيد، والأسير إلى جانب الأسير في مسيرة النضال في كافّة المجالات من أجل تحقيق الأهداف الفلسطينية بالحريّة والاستقلال وحقوقِه المشروعة غير القابلة للتصرّف والتي كفِلَتها القرارات والقوانين الدولية.
زرعكِ أنبت حصاداً سينعكس على الاحتلال
وأشار دبور إلى أن أبو عاقلة بدأت حياتها الجامعية في دراسة الهندسة، ولإيمانِها المُطلَق بعدالةِ قضيّتِها والظلم الواقع على شعبِنا اختارت مجالَ الصحافة لنقلِ صورةِ المعاناة، وأدّت رسالتَها بجدارةٍ وأصبحت صورتها الشهيدة الشاهدةأمام العالم أجمع في فضح وتعرية الكيان الغاصب الذي ينتهك بممارسته كلّ المواثيق والأعراف الدولية ويتجاوز حدوده في إستباحةيومية للأماكن المقدسّة، وتدميرالمنازل، والتهجير الممنهج، والقتل بدم بارد، والإستيطان، والاعتداءات من قبل عصابات المستوطنين على المناطق الفلسطينية وبحراسة وحماية جيش الاحتلال
أضاف دبور: "لكِ المجد يا شيرين في حياتِك وأنتِ تدافعين عن شعبِنا وقضيتِنا، وتفانيكِ وتميّزك بنقل صورة حقيقة معاناة وصبر شعبناالفلسطيني، وباستشهادك ارتفعت الأصوات بإدانة واستنكار آخر للاحتلال، شيرين زرعك أنبتَ حصاداً حتماً سينعكس على الاحتلال، وكلمتك ووجودك أرّقهم، وغيابك سيقى كابوساً يلاحقهم".
وحيّا دبّور نقابة الصحافة اللبنانية التي سارعت منذ اللحظة الأولى لاستشهاد أبو عاقلة إلى التنديد وتنفيذ الوقفات التضامنية رغم انشغالهم بالاستحقاق الانتخابي، بحسب ما قال.
تاريخ الاحتلال معروف بالمجازر والاغتيالات
ووجه نقيب الصحافة اللبنانية عوني الكعكي في حديثه مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين نداء باسم النقابة إلى المحاكم والمنظمات والهيئات الدولية لحقوق الإنسان لـ "معاقبة الذين ارتكبوا هذه الجريمة البشعة في حق الإنسانية والصحافة والإعلام".
وأضف الكعكي: "صحيح أني لم أكن على معرفة شخصيّة بالشهيدة، لكنني ومن خلال متابعتي لها، وهي تغطي الأخبار، كنت أشعر أنّ هذه الصحافية الجريئة الصادقة، كانت تتصدّى بجسدها لبنادق الجنود الصهاينة، الذين كانوا يعترضونها ويحاولون منعها من أداء مهمتها. لقد تصدّت لهم مراراً، مصرّة على إتمام واجباتها الصحافية على أكمل وجه".
وأكّد الكعكي أنّ هذه الجريمة، ليست الأولى التي يرتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين،"فالحقيقة أن تاريخ الصهاينة معروف بالمجازر، بدءاً بمجزرة دير ياسين، يوم كانت فلسطين تحت الانتداب الانكليزي.
ووجّه الكعكي كلمة للدوّل المطبّعة مع الاحتلال: "إنّ العقيدة الصهيونية قائمة على القتل والإجرام، وكل ما يفعلونه هو محو الهوية الفلسطينية والقضاء على الشعب الفلسطيني، ومهما حاول العرب أن يجنحوا إلى السلام فإنّ اليهود الصهاينة سيحاولون القضاء على مشروع السلام، لأنّ فلسطين وحسب عقيدة المتطرفين منهم هي ارض الميعاد."
وطالب الكعكي المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية العالمية إلى الخروج من دائرة الإدانة والاستنكار والوقوف بشكل جدي أمام الجريمة البشعة الواضحة وضوح الشمس، متسائلاً: "هل سيتجرّأ الضمير العالمي على الوقوف الى جانب الحق والعدالة ولو ليوم واحد؟".
من جهته أدان نقيب المحررين اللبنانيين جوزف القصيفي اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، ودعا في مقابلة مع بوّابة اللاجئين الفلسطينيين الاتحاد الدولي للصحافيين والاتحاد العام للصحافيين، ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان الدولية والعربية إلى أوسع حملة لاستنكار الجريمة والتنديد بها، وتقديم الدعاوى ضدالاحتلال الإسرائيلي أمام المحاكم الدولية.
يغادرنا الشهداء لكن قضية فلسطين باقية
وأشار القصيفي إلى أنّ شيرين ابو عاقلة تكفنت بشقائق النعمان وارتقت بالأحمر القاني حاملة جرح فلسطين، ووجعاً في الضمائر، وحازت إكليل الشهادة.
وأضاف أن الاحتلال تعمد أن يغتال الصحفي في الجزيرة وزميل شيرين علي السمودي لكنه يعاند الموت، ليبقى الشاهد الحي على الجريمة، ولا ينفك الاحتلال يريد تحويل الشهود إلى شهداء
وأشار إلى أن شيرين رحلت شيرين، لكن قضية فلسطين لم تسقط، ولن ينكس لها علم، وقال: إن نقابة محرري الصحافة اللبنانية كانت في مقدمة من أدانوا، لكن الإدانة لا تكفي ، ولا البيانات والمواقف الإعلامية، لأن هول الكارثة أشد وقعاً، والمطلوب استنهاض المجتمع الدولي والعربي،ودفع المحكمة الدولية الجنائية لاطلاق حكم يتناسب مع حجم الجريمة التي أودت ببيلسانة فلسطين شيرين.