شهدت مدن أوروبيّة لليوم الثاني على التوالي، مظاهرات حاشدة اليوم الأحد الذي يصادف الذكرى 74 للنكبة الفلسطينية، تمركزت في كلّ من السويد، هولندا والدانمارك، حيث تظاهر المئات أمام سفارة الاحتلال الإسرائيلي في كوبنهاغن.
وبدعوة من الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية في "شيلاند" وبالتنسيق مع قوى يساريّة دانماركية وداعمة للقضيّة الفلسطينية، شهدت العاصمة كوبنهاغن، تظاهرة توجهت إلى مقر سفارة الكيان الإسرائيلي.
وحمل المتظاهرون، الأعلام الفلسطينية بكثافة، فيما رددت كلمات أبرزت معاني النكبة ونددت جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، وآخرها اغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
كما شهدت مدينة مالمو السويدية، تظاهرة حاشدة، دعت اليها القوى والفاعليات الفلسطينية والعربيّة في المدينة ومتاضمون أجانب. وذلك بعد وقفة جرت أمس السبت في المدينة، ضمن فاعليات احياء الذكرى 74 للنكبة الفلسطينية.
وفي مدينة لاهاي الهولندية، حيث تقع مقرات أممية هامّة كالمحكمة الجنائية الدوليّة، نفّذ عشرات الناشطين الفلسطينيين والمتضامنين الهولنديين وقفة، رفعوا فيها الاعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات الحريّة لفلسطين، والتنديد بجرائم الاحتلال الإسرائلي.
من جهته، أصدر اتحاد الجاليات والمؤسسات افلسطينية في أوروبا، بياناً اليوم الأحد في ذكرى النكبة، أكّد فيه تمسّك اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، بحقهم في الأرض جيلاً بعد جيل، وأنّ الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم.
كما أكّد الاتحاد، على استمرار النضال العادل حتّى احقاق الحقوق التاريخية والعادلة وفي المقدمة منها حق الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم ومدنهم وأراضيهم التي هجّروا منها عام 1948.
وأشار الاتحاد، الدور الهام الذي يلعبه الفلسطينيون في الشتات، وتصاعد نشاطهم وفعالياتهم وتأثيرهم وحضورهم في بلدان العالم، "والذي ظهر جلياً في السنوات الأخيرة مسنوداً بقوة الحق الفلسطيني وبانتشار لجان التضامن الدولية وحركة المقاطعة العالمية."
وأكّد الاتحاد، على حاجة النضال في الشتات، إلى جهود متواصلة لتأطير وتوحيد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في العالم وخاصة في أوروبا والأمريكيتين في كيان وطني جامع، وببرنامج وطني موحد نقطة ارتكازه التمسك بالثوابت. مشيراً إلى أنّ "هذا الهدف سيكون على جدول أعمال المؤتمر القادم لاتحاد الجاليات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا المنُعقد في ألمانيا في 11 حزيران – يونيو – 2022."
وجاء في البيان: "يُصادف الخامس عشر من مايو – أيار، ذكرى نكبة ومأساة الشعب الفلسطيني، هذه الجريمة الكبرى التي جرت فيها أضخم عملية سطو سياسي في التاريخ المعاصر، وتطهير عرقي باقتلاع شعب وتهجيره عن أرضه ونهب ممتلكاته الفردية والجماعية من خلال ارتكاب العصابات الصهيونية المدعومة غربياً أبشع المجازر والجرائم، ليقام على أنقاض بيوت شعبنا الفلسطيني هذا الكيان الاستيطاني، التوسعي، الاقتلاعي، العنصري والإجرامي."
وتابع: "ورغم مرور أربعة وسبعين عاماً على هذه المأساة والفاجعة التي ألمت بالشعب الفلسطيني، ورغم عذابات التشرد واللجوء التي ارتكبت بحقه، والمؤامرات بمختلف أشكالها، والحصار الذي يتعرض له، وحرب التذويب ومحاولات طمس الرواية والهوية الفلسطينية، ظل شعبنا متمسكاً بحقه وقضيته العادلة بكافة الأشكال، متُسلحاً بمقاومته الشعبية الشاملة، وبإيمانه العميق بعدالة قضيته، رافضاً كل أشكال التوطين والحلول التصفوية والجزئية، مؤكداً أن قضية فلسطين ليست قضية الشعب الفلسطيني وحده بل هي قضية الأمة العربية، والإنسانية جمعاء."
وقال الاتحاد في بيانه، إنّ "محاولات العدو الصهيوني المتواصلة لإدانة النضال الفلسطيني في الخارج ولجان التضامن معه، عبر اتهامها بما يُسمى "معاداة السامية"، محاولة دنيئة ومكشوفة ويائسة لوقف تصاعد الأنشطة والفعاليات المناهضة والرافضة للاحتلال، وجزء من الدعاية الصهيونية الهادفة لحرف وتزييف حقائق جرائمه وممارساته على الأراضي الفلسطينية المحتلة."
وأكّد على ضرورة "أن تقف مؤسسات الأمم المتحدة والهيئات واللجان الدولية المختلفة أمام مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية، وعدم التلكؤ في إخضاع الاحتلال على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية والمنصفة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها القرار الأممي 194."