دعا ناشطون من أبناء مخيّم ضبيّة للاجئين الفلسطينيين شرق العاصمة اللبنانية بيروت، لاعتصام أمام مكتب مديرة خدمات وكالة "أونروا" في المخيّم غداً الخميس 9 حزيران/ يونيو، وذلك بعد وفاة الطفلة كلاريا الياس الديك بعد أيّام من ولادتها، جرّاء "إهمال الوكالة علاج الطفلة ومتابعة وضعها الصحّي، وتكبيد الأهل تكاليف المستشفيات الباهظة."
وتعرّضت الطفلة الرضيعة كلاريا، لمضاعفات عقب ولادتها قبل 3 أيام، في مستشفى "أبو جودة" في منطقة جلّ الديب، ليضطر ذويها للبحث عن مستشفى آخر، لعدم قدرتهم على تغطية تكاليف المستشفى الباهظة، ما دفعهم للتوجه لوكالة "أونروا" التي لم تتجاوب مع الأمر، ولم تجب على اتصالات الأهل، ليجري إيداع الطفل في مستشفى الكرنتينا حيث توفيّت الطفلة.
الناشط من أبناء المخيّم باسل رمزي غطّاس، أوضح لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ الطفلة تعرضت لمضاعفات، ولم يكن يجب نقلها من مستشفى "أبو جودة" ولكن الأهل اضطرّوا لذلك، لعدم قدرتهم تغطية التكاليف.
وأضاف غطّاس، أنّ أهل الطفلة، اتصلوا بمديرة خدمات الوكالة في المخيّم، لطلب مساعدة الوكالة المسؤولة عن إغاثة اللاجئين وتقديم الدعم الصحّي، الّا أنّه لم يجيبهم أحد حتّى الساعة العاشرة ليلاً، ما دفع الأهل لنقل الطفلة على مسؤوليتهم إلى مستشفى الكرنتينا، ودفع مبلغ 3 مليون ليرة لبنانية، ما يعادل 120 دولار لسيارة الإسعاف والفريق ليخرج معهم من مستشفى "أبو جودة" إلى الكرنتينا.
وفي مستشفى الكرنتينا، تدهورت حالة الطفلة لعدم وجود أطباء كافين، وعدم توفر العناية الطبيّة التي تحتاجها الطفلة، فضلاً عن ارتفاع نسبة التكاليف الباهظة التي بلغت 135 مليون ليرة لبنانية، حسما أكّد الناشط غطّاس، ما دفع الأهل للاتصال مجدداً بالوكالة التي أبلغتهم بوجوب نقلها إلى مستشفى الساحل جنوب بيروت، بحجّة أنّه ضمن المستشفيات التي تتعاقد معها الوكالة. حسبما أضاف.
وحمّل الناشط من أبناء مخيّم ضبيّة مسؤولية ما حدث مع الطفلة، للوكالة، مشيراً إلى أنّ "أونروا" ملزمة بتقديم التغطية الصحيّة الشاملة والكاملة للاجئين الفلسطينيين، في أي مستشفى يذهبون إليها، وخصوصاً في هكذا حالات، حيث أنّ نقل الطفلة كانت تتواجد في مستشفى يوفر رعاية جيّدة، ولكن الأهل نقلوها إلى مستشفى آخر لعدم قدرتهم على دفع التكاليف.
وانتقد غطاس، طلب الوكالة من أهل الطفلة نقلها إلى مستشفى الساحل لتقديم التغطية لها، وذلك لبعد المسافات بين مخيم ضبية ومكان المستشفى أولاً، وعم تغطية الوكالة لكامل التكاليف في الساحل، وانما تكتفي بتوفير 10 % أو أكثر، بينما وضع الطفلة كان يتطلّب عناية كاملة ووضعها لا يحتمل نقلها إلى عدّة مستشفيات. في حين كان يتوجب عليها الإجابة على الاتصالات منذ اليوم الأوّل وتوفير التغطية لها في المستشفى التي ولدت فيه، كي تتلقى الرعاية وعدم تعريضها لمضاعفات النقل إلى مستشفيات أخرى لا تتوفر فيها الرعاية المطلوبة. حسبما أضاف.
وحول اعتصام الغد، أشار الناشط باسل غطاس لموقعنا، أنّ الاعتصام والتحرّك بالشارع تجاه الوكالة، هو آخر الحلول لدى الأهالي، بسبب تهميش الوكالة للمخيّم، وعدم قيام مديرة المخيّم بأي من واجباتها، وفق قوله.
وأضاف، أنّ المخيّم يحتاج إلى اهتمام من قبل الوكالة، من ناحية التقاعد مع مستشفى قريبة، وتأمين التغطية الصحيّة الشاملة، إضافة على عدّة قضايا ملحّة كتأمين المياه، لافتاً إلى أنّ المخيّم يفتقد لمدرسة ومياه وخدمات، ومن ضمنها الخدمات الصحيّة.
ويقع مخيم ضبية للاجئين الفلسطينيين على بعد 12 كيلو متراً من العاصمة بيروت باتجاه الشرق، وقد تم تأسيسه عام 1956 بهدف إيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين جاؤوا من منطقة الجليل في شمال فلسطين، لا سيما من مدينة حيفا وقرية البصة.
وبحسب وكالة "أونروا" يقطن فيه نحو 4 آلاف لاجئ فلسطيني، إلا أنهم يعيشون في ظل صعوبات اقتصادية شديدة، والعديد منهم عاطلون عن العمل. ويعمل عدد قليل من الرجال كعمال مياومين فيما يعمل بعض الشباب في المحال أو كعمال نظافة.