أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بياناً مساء أمس الجمعة 10 حزيران/ يونيو، حول وفاة الطفلة كلاريا الياس الديك، التي توفيّت في مستشفى "الكرنتينا" شرق بيروت، يوم 3 من ذات الشهر بعد ولادتها، إثر "تقاعس الوكالة عن تأمين تغطية استشفائيّة لها في مستشفى آخر" بحسب ذويها، وهو ما أثار غضب أهالي المخيّم.

وجاء في بيان الوكالة:" تود الوكالة أن توضّح أنّ الطفلة كارلي ولدت في 3 ايّار/ مايو في مستشفى أبو جودة- جل الديب، وعانت من مشاكل في القلب وضيق التنفس منذ الولادة وبحاجة إلى جهاز حاضنة طبّي. طلبت العائلة نقل الطفلة إلى مستشفى آخر متعاقد مع الأونروا للاستفادة من تغطية الرعاية الصحيّة للوكالة."

وأضاف البيان، أنّ " الفريق الطبي التابع للوكالة في منطقة لبنان الوسطى، بذل كل الجهود وتمكّن من تأمين سرير للطفلة في مستشفى رفيق الحريري، وآخر في مستشفى الساحل، لكن عائلة الطفلة قررت نقل ابنتها إلى مستشفى الكرنتينا غير المتعاقد مع الوكالة، وحيث لا تستطيع الأونروا تغطية المريض."

وتابع البيان:" للأسف تدهورت حالة كارلي الى حد كبير وتوفيت" وقدمت الوكالة في بيانها التعازي لعائلة كارلي ديك، وأكّدت التزامها "بتقديم أفضل رعاية ممكنة للجميع في مجتمع لاجئي فلسطين." وفق تعبيرها.

cd126366-9652-4211-8607-13d77c016136.jpg

بدوره، نفى والد الطفلة الياس ديب صحّة ما ورد في بيان الوكالة من مغالطات، واتهمها بالمماطلة في التحرّك وتقديم التغطية في مستشفى رفيق الحريري، وتأخرها في التحرك.

وقال في تسجيل صوتي أُرسل لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إنّ ابنته التي ولدت في 3 حزيران وليس أيّار كما جاء في بيان الوكالة، لم تكن تعاني من مشاكل في القلب كما أورد البيان، إنما ولدت بحل سرّي ملتف حول رقبتها، وابتلاع "ماء البطن" وهي حالة تحدث في الكثير من الولادات، حسبما أشار.

وأضاف والد الطفلة، أنّه سأل في مستشفى "أبو جودة" حيث ولدت الطفلة، عن تكلفة جهاز الحاضن " القوفاز" في اليوم الواحد، فأجابوه 750 دولاراً عدا الفحوصات والتخطيط وسواها من أمور مكلفة.

تكاليف باهظة، اضطرت والد الطفلة للتحرّك من أجل نقلها إلى مستشفى آخر، فذهب إلى مستشفى "الكرنتينا" للسؤال عن إمكانية نقلها وتوفر المعدات، لكون وضع الطفلة لا يحتمل، وليس بمقدوره تحمّل دفع مبالغ كبيرة طلبها مستشفى "أبو جودة"، فقالوا له في الكرنتينا، أنّ تكلفة الدخول تبلغ 35 مليون ليرة لبنانية.

ويتابع والد الطفلة، أنّه اتصل بوكالة "أونروا" ممثلة بالدكتور قاسم، فقال له أنّه لا توجد أماكن في المستشفيات التي تتعاقد معها الوكالة حاليّاً، وطلب اعطاؤه بعض الوقت وأن يرسل له التقارير الصادرة عن حالة الطفلة من مستشفى "أبو جودة".

وأضاف، انّ مستشفى "أبو جودة" منحوه مهلة ساعين، إما نقل الطفلة إلى مستشفى آخر، أو ابقائها وتكبّد التكاليف الباهظة التي لا يقوى على دفعا، ما اضرّه لنقلها إلى مستشفى "الكرنتينا" وكانت الساعة 3 بعد الظهر، وجرى ادخالها بعد أن كفلته إحدى الراهبات، وأدخلوه قبل أن يدفع مبلغ الدخول والبالغ 35 مليون ليرة المشار إليه.

كما أكّد والد الطفلة، أنّ الوكالة أبلغته عبر عضو اللجنة الأهلية في المخيّم وسام قسيس الذي اتصل به الساعة العاشرة ليلاً وأخبره أنّ الوكالة أمنّت مكاناً في مستشفى رفيق الحريري. علماً أنّه انتظر منذ الظهيرة ردّ الوكالة، وحين ابلغوه كان وضع الطفلة لا يحتمل نقلها وكانت قد وضعت في "القوفاز" بمستشفى الكرنتينا، قبل ان تتدهور حالتها وتتوفّى.

واتهم الياس الديك، وكالة "أونروا" بالمماطلة، وحملها المسؤولية عما حدث، نتيجة مماطلتها في تأمين حاضنة في مستشفى متعاقدة معه، نافياً تفضيله مستشفى " الكرنتينا" عن المستشفى الذي طرحته الوكالة، حسما ألمح بيان الوكالة الذي اعتبره بأنّه "مليء بالمغالطات.

وشهد مخيّم ضبيّة للاجئين الفلسطينيين شرق العاصمة اللبنانية بيروت، اعتصاماً غاضباً صباح الخميس 9 حزيران/ يونيو، أمام مكتب مديرة خدمات وكالة "أونروا" في المخيّم، وذلك على خلفية وفاة طفلة حديثة الولادة، جرّاء "إهمال الوكالة في متابعة حالتها الصحيّة وتوفير تغطية استشفائيّة لها".

وتعرّضت الطفلة الرضيعة كلاريا، لمضاعفات عقب ولادتها قبل 3 أيام، في مستشفى "أبو جودة" في منطقة جلّ الديب، ليضطر ذويها للبحث عن مستشفى آخر، لعدم قدرتهم على تغطية تكاليف المستشفى الباهظة، ما دفعهم للتوجه لوكالة "أونروا" التي لم تتجاوب مع الأمر، ولم تجب على اتصالات الأهل، ليجري إيداع الطفل في مستشفى الكرنتينا حيث توفيّت الطفلة. حسبما وثّق " بوابة اللاجئين الفلسطينيين".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد