اظهر تقرير نشرته صحيفة " الرأي" الفلسطينية، توزع اللاجئين الفلسطينيين في دول المغرب العربي، ومراحل الاستقرار والتهجير التي عاشوها خلال العقود الفائتة، ولا سيما خلال مراحل الاضطرابات التي عاشتها بعض تلك خلال السنوات العشر الأخيرة.

وأشار التقرير، إلى أنّ ليبيا كانت واحدة من أكثر الدول استقبالاً للاجئين الفلسطينيين، الذين قدموا إليها من دول اللجوء، بعد أن فتحت لهم أبوابها ومنحتهم حق الإقامة والعمل، حيث قدّرت أعداد اللاجئين فيها بحوالي 30 ألف لاجئ فلسطيني.

وأثر تدهور الظروف الاقتصادية في ليبيا ابان الحصار الاقتصادي عليها في نيسان/ أبريل عام 1992، على وجود الفلسطينيين هناك، حيث غادرت أعداد منهم، كما أعلنت سلطات الرئيس الراحل معمر القذافي عن سياسات لتخفيض اعداد اللاجئين عندها، حتّى بلغت حدّ ترحيلهم إلى البلدان التي قدموا منها.

وفي العام 1995، أجبرت سلطات القذافي اللاجئين الفلسطينيين على المغادرة، ووضعت المئات منهم في سفن، وأجبرتهم للتوجه إلى سوريا، إلى جانب اصدار قوانين جديدة حرمتهم من الحصول على تأشيرات عودة إليها.

وبحسب التقرير، فقد "اضطر العديد من الفلسطينيين لمغادرة ليبيا عن طريق البر إلى الأردن قاطعين مسافة أكثر من 2000 كيلو متر وحوصر عدد منهم في الصحراء الليبية على الحدود المصرية نظراً لفقدانهم حق الإقامة في قطاع غزة بفضل إجراءات الاحتلال الإسرائيلي للقطاع."

واضطّر نحو 200 معظمهم من النساء والأطفال، الإقامة في معسكرات عند الحدود الليبية المصرية، وسط ظروف معيشية قاسية، حتّى اضطرّت السلطات الليبية آنذاك، بالسماح لهم بالعودة إلى ليبيا بضغط من السلطات المصريّة.

وتأثر وضع اللاجئين الفلسطينيين في ليبيا، بالأحداث التي شهدتها البلاد خلال الانتفاضة على نظام القذافي عام 2011، دفع العديد منهم للمغادرة إلى قطاع غزة ومصر وتونس.

وفي الجمهورية التونسيّة، شهدت تونس توافد اللاجئين الفلسطينيين إليها على مرحلتين، الأولى منذ نكبة عام 1948، والثانية من لبنان، إبان احتلال الجيش " الإسرائيلي" مناطق جنوب لبنان، ودفع ذلك العديد من أبناء مخيمات الجنوب للهجرة إلى تونس.

وأشار التقرير، الذي لم يورد أرقاماً عن أعدادهم، إلى أنّ عدد كبير منهم قد عادت إلى فلسطين عقب قيام " السلطة الوطنية الفلسطينية" عقب اتفاق أوسلو عام 1994.

كما لفت إلى أنّ 21 لاجئاً فلسطينياً فرّوا من ليبيا عقب الإطاحة بنظام معمر القذافي، إلى مخيّم "شوشة" جنوب تونس، يعشون في ظروف صعبة، قرورا خوض اضراب مفتوح عن الطعام والشراب، للمطالبة بتسوية أوضاعهم.

وقدّم اللاجئون في مخيّم "شوشة" طلبات لجوء إلى دول أوروبية، الّا أنّ المفوضية العليا للاجئين "UNHCR" تقول " إنها لا يمكن أن تدفع بتوطين هؤلاء اللاجئين في أوروبا كما يرغبون، دون موافقة السلطة الفلسطينية، خوفا من المس بحق العودة."

وكانت المفوضية قد قررت مؤخراً، غلق مخيم "الشوشة" للاجئين بمنطقة رأس الجدير بالجنوب التونسي خلال الأشهر المقبلة.

أمّا في الجزائر، أورد التقرير أن أعداد كبيرة من الفلسطينيين قدموا على الجزائر، بعد تحريرها من الاستعمار الفرنسي، حين طلبت جبهة التحرير الجزائرية بقدوم العرب لمساعدتها في نشر اللغة العربيّة في البلاد.

الّا أنّ الفلسطينيين الذين قدموا للجزائر لهذا الغرض، قد علقوا فيها عقب نكسة حزيران\ يونيو عام 1967، ولم يتمكنوا من العودة إلى أراضي الضفّة الغربية وقطاع غزّة.

وفي عام 1982 قدم إلى الجزائر مئات من لبنان، عقب خروج منظمة التحرير منها اثر الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، كما دخل الجزائر عشرات الأسرى الذين ابعدهم الاحتلال عن فلسطين في العام 1985. كما وفد إلى الجزائر عشرات الفلسطينيين خلال الانتفاضتين الأولى والثانية جلّهم من المطلوبين لقوات الاحتلال.

وأشار التقرير، إلى أنّ أعداداً من الفلسطينيين في الجزائر عادت إلى فلسطين، مع نشوء السلطة الفلسطينية في الضفّة الغربية وقطاع غزّة عقب اتفاق أوسلو.

وأورد التقرير، أنّ عدد الفلسطينيين في الجزائر بلغ 10 الاف فلسطيني، غادر معظمهم البلاد إثر الحرب الأهلية التي اندلعت بين " الإسلاميين" والحكومة الجزائرية، خلال فترة التسعينيات. وقد حوصر عدداً كبير منهم وخصوصاً من حملة الوثائق المصرية ولم يتمكنوا من الخروج من الجزائر بسبب منع الحكومة المصرية دخولهم إلى أراضيها.

 

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد