قال مدير مشروع إعادة إعمار مخيّم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان جون وايت: إنّ وكالة "أونروا" تقوم بحفر بئر جديدة في المخيّم، مشيراً إلى أنّ الاستفادة من البئر ستحقق خلال عدّة أسابيع يتطلبها الوصول إلى المياه الجوفية.
جاء ذلك، خلال لقاء جمعه بوفد من اللجنة الشعبية للمخيم، عرضت خلالها مشكلة ملوحة الآبار، التي بدأت تثير شكاوى أهالي المخيّم، وهي مشكلة متفاقمة منذ 7 سنوات، وبدأت تلقي بتداعياتها الصحيّة والماديّة على الأهالي.
التواطؤ على أهالي المخيّم؟
وتعالت أصوات اللاجئين الفلسطينيين من أبناء المخيّم، بعد أن بلغت الأزمات المعيشيّة حدّاً قاسياً بفعل الأزمة الاقتصادية، ولم يعد بمقدور الأهالي تحمّل أعباء شراء الماء. بحسب اللاجئ من أبناء المخيّم الذي عرّف عن نفسه بـ " سلامة أبو هناء" من سكان المخيّم الجديد.
وقال اللاجئ أبو هناء لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ القسم الأكبر من أهالي المخيّم لم تدخل إلى منازلهم المياه العذبة منذ أكثر من 10 سنوات، ولا سيما في منطقة المخيّم الجديد، التي تعاني من نقص كبير في الخدمات، رغم أنها الأعلى بالكثافة السكانية. حسبما أشار.
ولفت اللاجئ الفلسطيني، إلى أنّ تكلفة الاعتماد على المياه المكررة التي تباع عبر الصهاريج الجوالة، باتت تحتاج إلى مرتّب خاص بها. مشيراً إلى أنّه يدفع في الشهر الواحد مبلغ 400 ألف ليرة لبنانية للحصول على المياه العذبة للغسيل، عدا عن مياه الشرب التي تكلّف العبوة سعة 20 لتر مبلغ 20 ألف ليرة، يرتفع الطلب عليها خلال الصيف نظراً لكثرة الاستهلاك.
واستغرب أبو هناء، عدم حل أزمة المياه المالحة في المخيّم، بعد 15 عاماً على انتهاء العمليات العسكرية والشروع بإعادة الإعمار. ووصف الأمر بـ " التواطؤ" على أهالي المخيّم، لزيادة كسب معامل تكرير المياه.
ويحتوي مخيّم نهر البارد 6 آبار مياه مالحة تحتاج إلى معالجة. وكانت وكالة "أونروا" قد طرحت مشروعاً لتحليّة المياه في المخيّم خلال أعوام 2017 و2018 دون تنفيذه، وسط اتهامات للوكالة بالعجز في إدارة المشاريع التنموية والخدمية في المخيّم منذ 15 عاماً.
يُذكر أنّ مخيّم نهر البارد تعرّض لعملية تدمير كاملة نتيجة هجوم عسكري شنّه الجيش اللبناني على ما يمسى عناصر "فتح الإسلام" في المخيم عام 2007، وحتى اللحظة لم تتخطّى نسبة الأعمال 60%، حسبما أوضح تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق.