دعت كلّ من اللجان الأهليّة في المخيّمات الفلسطينية في لبنان، والمؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى التراجع عن قرار فصل 78 معلماً من معلمي الدعم الدراسي، المزمع نهاية شهر آب/ أغسطس الجاري.
وعبّرت اللجان الأهلية عن رفضها فصل عشرات المعلمين من وظائفهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها عموم أبناء شعبنا في لبنان.
واعتبرت أنّ الفصل، له "انعكاسات خطيرة على مستوى التحصيل العلمي لطلاب الحلقات الاولى من التعليم الأساسي في ظل قرار وضع 50 طالبا في الغرفة الصفية يصعب من خلالها متابعة هذه الاعداد الكبيرة من الطلاب والعمل على تحسين قدراتهم في القراءة والكتابة." بحسب بيان صدر عنها.
وأكّدت اللجان، على اهمية استمرار مشروع الدعم الدراسي في مدارس "أونروا" خصوصاً في ظل الوضع التربوي المتردي بسبب أزمة "كورونا" على مدار سنتين مما أفقد الطلاب الكثير من المهارات التعليمية وبالتالي بات مشروع الدعم الدراسي ضرورة حتمية لتحسين مستويات الطلاب وتحسين نسب نجاحهم في الامتحانات الرسمية ولا سيما امتحانات الشهادة المتوسطة البريفيه.
ومن جهتها، دعت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان "شاهد" وكالة "أونروا" إلى العودة عن قرار فصل المعلمين، وطالبت بتوفير الدعم الكافي لاستمرار هذا البرنامج، كما طالبت الفصائل الفلسطينية والفعاليات في المجتمع المدني إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم ودعم مطالب المعلمين المحقة.
وأكّدت "شاهد" على أهمية برنامج الدعم المدرسي بالنسبة للطلاب، "خاصة مع التراجع في العملية التعليمية والمستوى التعليمي للطلاب، والذي ظهر في نتائج امتحانات المرحلة المتوسطة بشكل جلي، خصوصا في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، والتي انعكست بشكل خاص على اللاجئ الفلسطيني." حسب بيان صادر عنها.
يأتي ذلك، في وقت يواصل فيه معلمو الدعم الدراسي، اعتصامهم داخل مقر رئاسة "أونروا" في بيروت، لليوم الثالث على التوالي، احتجاجاً على قرار فصلهم الذي سيدخل حيّز التنفيذ نهاية شهر آب/ أغسطس الجاري.
وكان اتحاد المعلمين لدى "أونروا" قد أكّد مطالبه في استمرار مشروع الدعم المدرسي وعدم شطب او الغاء هذا المشروع لأهميته لفترة ايجاد حل لهم واعادة المعلمين التسعة الذين تم شطبهم سابقا.
كما أكّد الاتحاد رفضه فصل المعلمين من وظائفهم في ظل هذه الظروف الاقتصادية الصعبة، ووقوفه إلى جانب مشروع. وحمّل إدارة "أونروا" مسؤولية التداعيات التي قد تحصل خاصة لناحية صحة المعلمين المتواجدين داخل المكتب وطالب بالسماح بإدخال كافة الاحتياجات التي يحتاجونها.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج الدعم انطلق قبل نحو 14 سنة بتمويل من الاتحاد الأوروبي و"اليونيسيف" بشكل خاص، ويطبق في 50 مدرسة من مدارس الوكالة في لبنان، ويستهدف سنوياً حوالي 3000 طالب من مرحلة الأول والثاني ابتدائي سنوياً، و10 آلاف طالب خلال الأنشطة الصيفية.
ويهدف برنامج الدعم بشكل أساسي إلى حل مشاكل الصعوبات التعليمية في مهارات الكتابة والقراءة والحساب للطلاب المستهدفين ورعاية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة والدعم النفسي.