شهدت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان اليوم الأحد مظاهرات ووقفات عدة تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان صهيوني جديد لا يختلف في وحشيته عن الاعتداءات السابقة.
في العاصمة بيروت، شهد مخيما برج البراجنة وشاتيلا مظاهرات ظهر بعد عصر اليوم الأحد شارك فيها مئات اللاجئين الفلسطينيين وممثلين عن الفصائل الفلسطينية وبعض الأحزاب السياسية اللبنانية، وطالبوا بتدخل دولي لوقف العدوان "الإسرائيلي" على الشعب الفلسطيني في غزة، ومحاسبته على جرائمه بحق المدنيين والأطفال الأبرياء.
وخلال كلمة له في مخيم برج البراجنة دعا إلى رص الصفوف وإنهاء الانقسام لمواجهة مثل هذا العدوان الغاشم.
ودعا أبو شاهين المجتمعين العربي والدولي الى الوقوف الى جانب شعبنا لإنهاء العدوان الذي أمعن قتلاً وتنكيلاً بالأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وطالبهم بالمزيد من التحركات ورفع الصوت الرافض للظلم والاحتلال على أرض فلسطين.
الجهاد الإسلامي: الأنظمة العربية المطبعة شريكة في جرائم الاحتلال ضد غزة
وأكد أبو شاهين لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أن التّحرك اليوم في مخيمات بيروت يأتي تأييدًا ومساندة لخيار المقاومة في أرض فلسطين المباركة، ويأتي تنديدًا بالاجرام الصهيوني والعدوان على اهلنا في قطاع غزة أمام صمت مطبق للأسف من المجتمع الدولي والأنظمة العربية المطبّعة التي تعتبر اليوم متواطئة في هذا العدوان وهي تقف متفرجة على هذه المشاهد والعدوان الاجرامي في القطاع.
وأضاف أبو شاهين: رسالتنا واضحة نحن شعب واحد في أي مكان كنّا في قطاع غزة والضفة الغربيةوالأراضي المحتلة عام ٤٨ وفي الشتات قضيتنا واحدة لا نسمح بتقسيم فلسطين، لأن صراعنا مع الاحتلال هو على كل فلسطين ومقاومتنا في كل أماكن وجود الفلسطينيين، ويجب أن نبقى موحدين وهذا ما كرّسته المقاومة في معركة سيف القدس بأننا لا نرضى بأن تستباح المقدسات ولا أن يتم الاعتداء على الضفة، موضحاً أن الاحتلال يريد تكريس فكرة أن يبقى قطاع غزة محايدًا وان يخرج من دائرة الصراع، وأن اللاجئين يجب ان لا يتفاعلوا مع أي معركة في الضفة او غزة باعتبار أن اللاجئين بعد عام 1982 أخرجوا من الصراع.
ويتابع أبو شاهين: أن المقاومة في غزة رفضت معادلة الاحتلال وسترفضها مهما كلفت التضحيات فقد قدمت قادتها ومجاهديها وعلى رأسهم قادة سرايا القدس التي تخوض المواجهات اليوم في وجه هذا العدوان لإفشال أهدافه، لذلك أطلقت عنوان "وحدة الساحات" على هذه المعركة.
معركة الاحتلال فاشلة وعلى اللاجئين الفلسطينيين الاستمرار في الدعم
وبحسب أبو شاهين، فإن "العدو الصهيوني ما قتل ومهما دمّر لن يحقق أهدافه، كما يدعي أنه يريد أن يقضي على حركة الجهاد الاسلامي وهذا وهم وكلام لا قيمة له وأثبتت الحركة انه باستشهاد أمينها العام وقاداتها إلا أنها قادرة على الاستمرار وأنه عندما يرتقي منا شهيد يولد آلاف من المجاهدين وهذا ما أثبتته التجارب السابقة لذلك نحن على يقين أن هذه الحرب الجديدة ستفشل ولن تحقق أي أهداف سوى التدمير والقتل لأن المقاومة قالت كلمتها وهي مصممة انه مهما بلغت التضحيات أن لا تقدم للاحتلال أي تنازلات وستبقى متمسكة بثوابتها في الدفاع عن كل فلسطين".
وفيما يتعلّق بدور اللاجئين في هذه المعركة قال أبو شاهين: بأنه واجب بالنسبة للاجئين واجب على كل فلسطيني في كل مكان يوجد فيه الدفاع عن فلسطين ونصرة أهلنا، "يجب أن نؤيدهم وندعم خيارهم في مقاومة هذا المحتل".
الوحدة الوطنية هي الرد المناسب على العدوان
بدوره دعا مسؤول العلاقات السياسية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مخيم شاتيلا عاهد بهار، إلى الرد على العدوان باستراتيجية دفاعية موحدة وبالشروع الفوري بحوار وطني لإنهاء الانقسام وتشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبراً العدوان الإسرائيلي على غزة هو عدوان على الكل الفلسطيني .
وطالب بهار بالوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذه الحرب ليست مسألة اغتيال فحسب بينماهي أصعب حرب تمرّ بها غزة تستهدف تنظيمًا واحدًا وهذا لزرع التفرقة ما بين فصائل الثورة الفلسطينية.
وعليه طالب بهار السلطة الفلسطينية بالإدلاء بموقف واضح تجاه هذا العدو الصهيوني والتحرك لدعم أهل غزة والمقاومة فيها، مضيفاً: "العدو لا يستهدف طرفًا واحدا بل يستهدف القضية بشكل عام ونحن نؤكد كلاجئين أننا جسد واحد ما يصيب غزّة يصيبنا جميعًا".
وفي مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، انطلق أبناء المخيم بمظاهرة حاشدة استنكاراً للعدوان على غزة، وجابت المظاهرة أرجاء المخيم على وقع هتافات تطالب بالوحدة الوطنية الفلسطينية وتدعم المقاومة في غزة.
اللاجئون جزء أصيل من المعركة
وقال عضو الحراك الفلسطيني الموحد المستقل وديع علي: إن التحرك تعبير عن الغضب من جرائم الاحتلال بحق شعبنا الفلسطيني والحزن العميق على الأطفال الشهداء والغضب من ازدواجية المعايير التي يمارسها المجتمع الدولي.
وطالب علي الفصائل الفلسطينية جمعاء بإنهاء الانقسام والوحدة في الميدان ونبذ الخلافات والتفرقة "فدماؤنا واحدة وعدونا واحد".
كما أقيم لقاء جماهيري في مخيم نهر البارد شمال لبنان، حضره ممثلون عن الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية والمؤسسات الاجتماعية والنقابية إضافة إلى مشاركة قوى لبنانية وبلديات ومخاتير من المنطقة، وحمل المشاركون فيه الأعلام الفلسطينية ولافتات تستنكر المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال والشيوخ والنساء في قطاع غزة .
وأكد مسؤول اللجان الشعبية في منطقة الشمال البداوي ونهر البارد أحمد غنومي على تأييد ودعم المقاومة في غزة وكلفلسطين، وعلى وحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، مشيرًا الى أنّ اللاجئين جزء أصيل من المعركة ولذلك هم شركاء في المعركة وليسوا داعمين وحسب، مطالبًا الجميع بالتأكد من أن المقاومة هي الخيار الوحيد لعودتهم.