نظّمت دائرة شؤون اللاجئين واللجان الشعبية للاجئين في مُخيّمات اللاجئين بقطاع غزة مهرجاناً لتخريج المخيمات الصيفية "أطفال على درب العودة"، وذلك بحضور قيادات فصائلية ومجتمعية مختلفة، إلى جانب المئات من عائلات الأطفال من المخيمات.
وفي كلمة ألقتها الطفلة لمى رمضان بالإنابة عن رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي، جاء فيها: لقد جاءت فكرة المخيمات الصيفية، لأنعاش ذاكرة أطفالنا بكل مكونات القضية الفلسطينية وبخاصة قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة والقرارات الدولية المتعلقة بقضيتنا، وهذه الشريحة من المشاركين من الأشبال والزهرات شريحة هامة تُبنى عليها أسس المستقبل في حال تم استثمار واستغلال أوقات فراغهم بشكل صحيح وسليم ودمجهم عبر التعلم النشط بالقضايا الوطنية المُلحة والهامة، وتوعيتهم وتثقيفهم ونشر المعرفة والمعلومة، إلى جانب تنفيذ أنشطة ترفيهية وأنشطة الدعم النفسي، للترفيه عن الأطفال وإدخال الفرحة والسعادة إلى قلوبهم.
وبيّن أبو هولي أنّ اختيار عنوان "أطفال على درب العودة" لم يكن من باب المصادفة لهذه المخيمات، بل ليحمل اسماً أدبياً لامعاً، وقبل كلّ ذلك ليحمل رسائل مختلفة وصريحة أبرزها بأن الأطفال يسيرون على درب الآباء والأجداد ويحافظوا على موروثهم النضالي وإرثي الوطني والتاريخي، وتراثهم الحي في الذاكرة والوجدان، وكذلك ليأخذ هؤلاء الأطفال دورهم الطليعي والطبيعي ليكونوا امتدادًا للأجيال السابقة في صون وحفظ القضية الفلسطينيّة وصون الثوابت الوطنية كافة، ودحض الرواية الصهيونية المزيفة "بأنّ الكبار يموتون والصغار ينسون".
كما أوضح أبو هولي، أنّ "دائرة شئون اللاجئين ولجنتها المشرفة على المخيمات الصيفية دأبت إلى وضع أهداف ورؤى ورسائل لهذه المخيمات، ووضع أيضاً معايير لاختيار المنشطين، واختيار شعار المخيم والألوان والزي بعناية شديدة، وصولاً إلى اخضاع المنشطين إلى دورات تدريبية تأهيلية تمكنهم من فهم منهجية وفلسفة العمل ووضع زوايا المخيمات والإشراف عليها وكيفية التعامل مع الأطفال والكثير من الجوانب الذي تعلمها المنشطين ونقلوها للأطفال المشاركين في المخيمات والذين عبروا بأقلامهم وكتبوا قصص اللجوء والعودة، وتعرفوا على البلدان والقرى ورسموا بريشتهم خارطة الوطن التاريخية والقدس والقبة الصخرة، وحفروا في عقولهم بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للكل الفلسطيني".
وتابع أبو هولي أنّ الدور الحقيقي، يكمن في تربية جيل ناشئ قادر على فهم قضاياه الوطنية المختلفة، ومنتمٍ إلى وطنه وأرضه وهويته، وأن يشعر بالمسئولية ويصبح قائداً في المجتمع، خاصة وأن أطفالنا يعانون من حرمانهم من حقوقهم كافة، والتي أبسطها العيش بأمان وسلام وحرية، وما حدث بعد اليوم الأول من المخيمات الصيفية من شن عدوان صهيوني ضروس على قطاع غزة تزامناً مع انطلاق المخيمات الصيفية، وضعنا أمام اختبار حقيقي في تحدي الاحتلال، الذي أراد أن يكسر شوكة شعبنا بارتكابه المجازر البشعة وقتل الرجال والنساء والأطفال الذين استهدفوا بصورة مباشرة من طائرات الاحتلال، فكان التحدي الأبرز هو الاستمرار بهذه المخيمات رغم الألم ورغم مرارة الفقد والغياب، حتى أصبحت دموع هؤلاء الأطفال المشاركين في المخيمات إلى أصوات تصدح بالحق.
وبيّن أبو هولي أنّ القضية الفلسطينيّة وخاصة قضية اللاجئين والمخيمات الفلسطينية تمر بظروف معقدة، في ظل المحاولات الصهيوأمريكية لشطب صفة اللاجئ وسلب حقوق اللاجئين في كل أماكن تواجدهم، فتارةً يستهدفون مؤسسة وكالة "أونروا"، وتارةً يستهدفون منظمة التحرير الفلسطينية، وتارةُ يستهدفون الثوابت الفلسطينية وتارةً يصطفون بشكل مخادع بشع لجانب الرواية الصهيونية، ونحن نقف سداً منيعاً بل ونخوض معركة شرسة وضروس من أجل اثبات الهوية الفلسطينية والحفاظ على كينونة المخيمات الفلسطينية، كمحطات مؤقتة شاهدة على نكبة الشعب الفلسطيني.
وتخلل الحفل فقرات فنية وترفيهية ودبكة شعبية والقاء شعر من أشبال المخيمات بشكل إبداعي، كما تنوعت الأنشطة والفعاليات والبرامج المقدمة من فقرات فنية ودبكة وشعر ومسرح والأشغال اليدوية، والفنون الشعبية وأمثال شعبية وأهازيج، ومحاضرات حول تعزيز ثقافة حق العودة وحب للوطن والانتماء له.