مُنع اللاجئ الفلسطيني المضرب عن الطعام والمعتصم أمام مقر وكالة "أونروا" ببيروت منذ أسبوع أنور موسى من التقدم لامتحان وظيفة أجرته الوكالة اليوم.

وأكد موسى أن أحداً من اللذين خاطبهم بخصوص قضيته لم يحرك ساكناً.

ويضرب موسى عن الطعام مع اعتصامه المتواصل أمام مقر الوكالة احتجاجاً على منعه من التقدم لوظيفة في "أونروا" بسبب كتاباته الصحفية ومؤلفاته.

وقال في بيان نشره اليوم الجمعة: إنه حتى النفس الأخير استمر بالمحاولة في نيل حقه بالتقدم لامتحان توظيف المعلمين في الوكالة بلبنان وأنه أرسل رسالة اليوم قبل الامتحان للمدير العام للوكالة "منير منة"  وعلي عثمان   وأرفق الرسالة لرئيس اتحاد المعلمين فتح شريف الذي علق بدعوة المدير العام الجديد لـ"أونروا" بالسماح له اليوم بالتقدم للامتحان على أن يتم التحاور بشأنه لاحقاً لكن الجميع لم يحرك ساكناً، بحسب تأكيده.

ونفذ موسى مع عدد من المتضامنين مع قضيته احتجاجاً رمزياً أمام مركز الامتحان بمدرسة الجليل ببيروت، حيث منع  بالقوة من الدخول للامتحان كون قوى الأمن كانت مستنفرة وأغلقت الباب في وجهه، بحسب بيانه.  

 وأضاف موسى: شددنا في الاعتصام على أن الخطوة رمزية لأن كثافة وجود رجال الأمن تشير إلى أنهم توقعوا العنف وأنا ضده، حيث منعت مئات المحتجين من الوصول إلى مركز الامتحان، ولو كنت أريد عنفاً  لطلبت من أهالي برج الشمالي وغيرهم في كل المخيمات أن يأتوا إلى المركز، لكن توسلت لهم الاعتصام بمخيم برج الشمالي بصورة حضارية حتى لو مُنعت من التقدم للامتحان.

استمرار في الإضراب وخطوات تصعيدية

ويؤكد موسى أنه سيستمر في الإضراب عن الطعام مع خطوات تصعيدية رغم منعه من التقدم للامتحان وضياع فرصة التوظيف عليه، مؤكداً أن مطلبه الآن هو تشكيل لجنة تحقيق أممية ونزيهة ومحاسبة "كل من نفذ وشارك في جريمة قمع حرية التعبير والرأي".

وقبل يومين، كانت صحة اللاجئ الفلسطيني الحاصل على الدكتوراة في اللغة العربية قد تدهورت أثناء اعتصامه أمام مقر "أونروا" في بيروت، ما اضطر إلى حضور سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر اللبناني لإسعافه حيث انخفض ضغط دمه وفقد توازنه وقدرته على الوقوف، ولكنه استمر في الإضراب عن الطعام.

اللاجئ الفلسطيني أنور عبد الحميد موسى من مواليد عام 1976 منحدر من قرية "الناعمة" قضاء صفد في فلسطين المحتلة ويقيم في مخيم برج الشمالي للاجئين الفلسطينيين بمدينة صور جنوبي لبنان، وهو بروفسور وحائز على خمس إجازات جامعية في اللغة العربية،والصحافة، وعلم النفس، والإعلام المرئي والمسموع، والتربية، فضلاً عن دكتوراه في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية، ويشرف على أطاريح دكتوراة ورسائل ماجستير، كذلك يعمل ناقدًا في عدد من الصحف والمواقع.

الحكاية منذ البداية

بدأ موسى إضرابه عن الطعام قبل 8 أيام بالتزامن مع اعتصام مفتوح أمام المكتب الرئيسي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" في العاصمة اللبنانية بيروت،رافعاً عليها شعارات تطالب بإنصافه كلاجئ، وحقه في التعبير عن رأيه بحرية، ومراعاة معايير محددة للتوظيف بدون حسابات و"كيديات".

ويأتي إضراب موسى في إطار تصعيد تحركاته الاحتجاجية الغاضبة ضد "اونروا"، احتجاجا على شطب اسمه عن لوائح التشغيل المؤقت"الروستر" ، وحرمانه من الترشح لامتحانات المعلمين مدة عامين على خلفية كتاباته الصحفية عن الظلم التي تمارسه وكالة "أونروا" تجاه المعلمين، وهنا يعقّب موسى على هذه الجزئية بالذات ويتساءل "بأيّ حقٍّ تمنع الوكالة الدولية لاجئًا من التعبير عن رأيه وأنا لست موظفًا لديها بعد، تعاقبني كموظف لديها يعمل تحت قوانينها، وهذا ظلمٌ وافتراء وتعدّ واضح على حقوق الانسان المشرّعة دوليًا في التعبير عن رأيه، ناهيك عن أنني ناقد حرّ يحقّ لي أن أتكلم كيفما أشاء وفي أي مكان طالما أنني صادقٌ في اعتراضاتي وأنقل الصورة الحقيقية لفساد وكالة الاونروا"! بحسب ما قال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين.

ويؤكّد موسى لموقعنا أنّ اسمه كان مدرجًا بعد نجاحه في الامتحان الخطيّ على لوائح "الروستر" لكنه بحسب إدارة "أونروا" لم ينجح في المقابلة الشفوية والتي مدتها خمس دقائق فقط، وعلى الرغم من طلب موسى للجنة المقابلة بإعطائه المزيد من الوقت بسبب مرضه حينها، إلا أنّ اللجنة لم تفِ بوعدها ورفضت إعطاءه مزيدًا من الوقت.

 هذه الآلية بالتوظيف هي محط اعتراض لموسى وغيره من المتقدمين لامتحانات القبول الوظيفي، فهم يطالبون بتحديد معايير واضحة وأن تكون نتيجة القبول أو الرفض مبينة على عدة أسس وليس فقط على الامتحان الشفوي الذي يتعرض بحسب موسى للمحسوبيات والواسطات!

ويكمل موسى، بعد اعتراضه على هذه الآلية وطلبه فتح تحقيق بهذا الشأن وعدم الاهتمام لمطالبه وزملائه، احتجّ كثيرًا وكتب مقالاتٍ عن هذا التقصير وسوء المعاملة، وهو ما أغضب وكالة "أونروا" التي أصدرت بحقّه قرارا يشطب اسمه من قائمة "الروستر" ويحرمه من التقديم لأي امتحان توظيف آخر ويمنعه من مزاولة مهنة التعليم لديها، وقد بررت الوكالة هذا القرار أنها وجهت لموسى إنذارات متعددة لوقفه عن مهاجمتها، وهو ما يراه موسى تعدياً على حقه بالتعبير عن رأيه.

 يقول هذا اللاجئ الفلسطيني إنه رغم مكوثه لأسبوع معتصماً أمام أعينهم، ورغم تحرك الرأي العام تجاه قضيته، إلا أن الوكالة لم تعطه أي اهتمام ولم ترسل حتى موظفًا واحدًا للاستماع لقضيته، كما رفض الموظفون السماح له بالدخول الى مقر الوكالة والحديث مع المدير العام الجديد، ويعيد موسى هذاالرفض إلى تخوّف الموظفين من نقل موسى الصورة الحقيقية لسياساتهم بحق اللاجئين الفلسطينيين.

ويضيف: "لقد عاقبني المدير العام السابق لوكالة الأونروا كلاوديو كوردوني بشكل تعسفي لاعتراضي وكتابتي لبعض المواقع والصحف حول الظلم الذي لحق بي وبزملائي العام الماضي نتيجة لغياب المعايير في التقييم وعدم مراعاة امتلاك الشهادات والخبرات لسنوات طويلة في المدارس الخاصة والرسمية،  وعدم مراعاتهم لامتلاك القدرة على ضبط الصف ولا للدورات والتدريب المستمرّ الذي يخضع له المعلّمون في أثناء التعليم، حينها  قام المدير العام  بحذف اسمي من الروستر ظلماً  والآن يحرموني من إجراء الامتحان الخطي وهذا ظلم ما بعده ظلم للأسف".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد