أغلق عدد من أهالي مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان، صباح اليوم الاثنين 12 أيلول/ سبتمبر، الشارع التحتاني للمخيّم، احتجاجاً على الاشتباكات التي أوقعت خسائر ماديّة في ممتلكات الأهالي، وللمطالبة بتعويضات عنها.

وألحقت المعارك التي اندلعت ليل السبت 10 أيلول/سبتمبر الجاري، بين عائلتي البحتي والقبلاوي في المخيّم، خسائر كبيرة في المحال التجارية وعدد من المنازل والسيارات والدراجات الناريّة العائدة للاجئين فلسطينيين.

كما أوقعت المعارك، قتيلاً واحداً من الأطراف المشتبكة، وإصابة 9 آخرين، حسبما أعلنت غرفة العمليات التابعة لجمعية الشفاء الطبيّة في المخيّم.

وأظهر تسجيل فيديو، حجم الخسائر التي وقعت في منزل اللاجئ صلاح الغزّي ومستودع لمعدات صيد داخله، جرّاء تعرضه للقذائف الصاروخية التي استخدمت بكثافة خلال المعارك. وقدر حجم الخسائر بآلاف الدولارات.

 

فوضى السلاح 

تعليقاً على الاشتباكات والخسائر، قال اللاجئ من أبناء المخيّم إبراهيم الصفدي: إنّ الفصائل الفلسطينية بكافة توجهاتها، تتحمّل المسؤولية كاملة عن المعارك والخسائر وفوضى السلاح القائمة في المخيّم.

وأضاف  لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ السلاح الذي استخدم في المعارك هو سلاح الفصائل، والذي دخل المخيّم من قبلها، على حد قوله معتبراً أنّ "عدم قدرة الفصائل على ضبط السلاح، يجعله كالسيوف المسلطة على رقبة الشعب الفقير في المخيّم."

فيما عبّر اللاجئ أبو حسين بلاطة عن غضبه من الفلتان الأمني وفوضى السلاح. واعتبر أنّ اللاجئ الفلسطيني في مخيّم عين الحلوة، هو ضحيّة الفصائل والمسؤولين عن المخيّم قبل أي شيء آخر.

وأشار "بلاطة" إلى أنّ هذه ليست المرّة الأولى التي تتسبب فيها المعارك العائليّة والفصائليّة، بخسائر ماديّة في ممتلكات اللاجئين. وذكّر بالمعارك التي وقعت أيلول/ سبتمبر من العام 2021 الفائت في منطقة تعمير عين الحلوة، والحقت خسائر جسيمة، فيما لم يحصل معظم المتضررين على تعويضات.

وأكّد اللاجئ الفلسطيني، أنّ الأوضاع في المخيّم قد تصل إلى طريق مسدود بالنسبة للأهالي، ولن يكون أمامهم سوى تصعيد التحركات تجاه المسؤولين والمعنيين، لوضع حدّ نهائي لمثل هذه المعارك المتكررة.

ودعا الفصائل إلى جمع السلاح المتفلّت من العائلات وبيعه لتعويض المتضررين، في حال عجزوا عن تأمين الأموال اللازمة لذلك.

وأكّد "بلاطة" أنّ كافة العائلات التي تمتلك سلاحاً في المخيّم، هم إمّا عناصر في فصائل كبيرة، أو يحصلون على السلاح عبر الفصائل وأطراف من خارج المخيّم تربطها مع الفصائل علاقات جيّدة.

وكان الهدوء قد عاد إلى مخيّم عين الحلوة فجر الأحد، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الذي وقّع الليلة إثر شجار عائلي بين آل قبلاوي والبحثي، فيما أشارت مصادر فلسطينية، أنّ اتصالات فلسطينيّة جرت من مختلف الجهات لوقف الاشتباك ودخول السفير الفلسطيني أشرف دبور مع قيادات فلسطينية ووجهاء العائلتين على خط الوساطة، وتم التوصل إلى وقف إطلاق النار.

 يأتي ذلك، في ظل أزمة اقتصاديّة تجتاح لبنان، وانعكست بشكل كبير على أسعار مواد الترميم والبناء، وتكاليف وأجور عمليات الإصلاح، والتي تسعّر بالدولار الأمريكي، بالتوازي مع ضعف القدرة المعيشيّة، وبلوغ نسب الفقر والبطالة عتبة 90% في مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد