أنقذ حفر السواحل الإيطالي، الثلاثاء 13 أيلول/ سبتمبر مركباً يقل مهاجرين غير نظاميين على متنه 250 مهاجر غير نظامي، انطلق من سواحل شمال لبنان، ويضم لاجئين فلسطينيين من مخيّم نهر البارد.
وبحسب معلومات وردت لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، فإنّ مركب إنقاذ يحمل اسم "مورلينغ كولور" بدأ عمليات إجلاء الركاب عن المركب، وبدأ بإخلاء الأطفال البالغ عددهم نحو 80 طفلاً.
وقال بعض أهالي العالقين على المركب: إن سفارتي السلطة في لبنان وايطاليا استجابتا لتحركاتهم الاحتجاجية في المخيم ونسقوا مع خفر السواحل الإيطالي لإنقاذ المركب.
وجاءت عمليات الإنقاذ، عقب مناشدات أطلقها ركاب المركب، الذي انطلق من سواحل منطقة المنية يوم الاثنين الفائت 8 أيلول/ سبتمبر الجاري، وعلى متنه مهاجرون فلسطينيون ولبنانيون وسوريون بينهم نساء وأطفال.
وكانت حالة من التوتر والقلق قد عمّت أرجاء مخيّم نهر البارد، بعد الأنباء التي وردت عن توقف المركب في المياه المالطية بعد نفاد الوقود، وتعرُّضِ الركاب لمخاطر الأحوال الجويّة، وتسرب المياه إلى سطحه، فضلاً عن سوء الأوضاع الصحيّة للعديد من ركابه.
الأمهات افترشن الأرض في المخيم يبكين على أولادهن
وقطع أهالي المهاجرين أحد الطرق في المخيّم، للفت أنظار المسؤولين لخطورة الموقف ودفعهم للتدخل وإنقاذ المركب.
وقال أبو خليل يافاوي أحد أبناء المخيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "اضطررنا الى قطع الطريق الرئيسي للمخيم حتى يصل صوتنا الى خفر السواحل المالطية أو اليونانية للتوجه فوراً الى القارب العالق لأن الموج بعلو 7 أمتار."
واشار الى أن أخاه ظل عالقاً 5 ايأم من دون شرب ولا طعام حتى اضطر أن يشرب من مياه البحر المالحة قبل أن يتم إنقاذه من قبل خفر السواحل اليونانية، واصفاً ذلك الشعور بالصعب جداً، قائلاً: "ما شعرت به أنا لا أريد أن يشعر به غيري، صعب جداً أن تكون انت على اليابسة وأخوك عالق في البحر لا تعرف مصيره أهو عالق ام أنه وصل أم انه مات".
ووصف اللاجئ خليل يافاوي المشهد في شارع المخيّم، بأنّه يدمي القلب، حيث الأمهات افترشن الأرض يبكين على اولادهم العالقين بدموع الحسرة والالم ودموع الرجاء لأحد أن ينقذ حياتهم من الهلاك".
ركبوا قوارب الموت بعد أن فقدوا الأمل
بدوره، قال والد أحد العالقين في البحر محمد ابراهيم أبو أحمد لـبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ ابنه أرسل صوتاً البارحة، يقول فيه أن القارب توقف وبدأت الامواج ترتطم فيه وأنهم لا يمكلون الكثير من الطعام ومياه الشرب.
وتابع ابراهيم : "قررت أن اقطع الطريق لأقول لكل العالم أن شباباً في عرض البحر ركبوا مراكب الموت بعد أن فقدوا الأمل، ورموا انفسهم في مغامرة ومجازفة وابحار باتجاه المجهول ولكن هو بالنسبة اليهم بصيص الامل نحو مستقبل أفضل".
كذلك اللاجئ الفلسطيني من مخيم نهر البارد، محمد خضر، الذي أشار لموقعنا، أن أخاه وزوجته واولاده وابن عمه وأحد جيرانه من ضمن العالقين في المركب بين بحر اليونان وايطاليا، واصفاً الوضع بالصعب جداً وأنهم يموتون 100 ألف موتة باليوم دون أكل ولا شرب.
تجدر الإشارة، إلى أنّ هذه الحالة هي الثانية من نوعها خلال عشرة أيّام، لمركب ينطلق من لبنان ويعلق في المياه المالطّية.
وكان خفر السواحل اليوناني قد أنقذ يوم 8 أيلول الجاري، مركباً علق في المياه المالطية وعلى متنه60 مهاجراً من لبنان، بعد أكثر من 4 أيام من المناشدات، وتردي أحوال الركّاب ما أدّى إلى وفاة طفلة.