منعت سلطات الاحتلال الصهيوني تسمية شوارع في بلدة "عيلبون" بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بأسماء عربيّة وفلسطينيّة منها اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش، والرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، وأيضاً رفضت تسمية أحد الشوارع بشارع "العودة" في إشارة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبريّة، أنّ المجلس المحلي في بلدة عيلبون، قرّر مؤخراً إطلاق أسماء جديدة على عدة شوارع في البلدة، لافتةً إلى أنّه وبحسب القانون، بعد موافقة المجلس على الأسماء، يجب تقديمها لاعتمادها من قبل لجنة الأسماء في وزارة الداخلية التابعة للاحتلال، وبعد الموافقة على الطلب تم رفض ثلاثة من الأسماء المقرّرة وهي: شارع العودة، شارع جمال عبد الناصر، وشارع محمود درويش، مُتذرعةً بأنّ الأسماء "قيد المراجعة".

ورداً على ذلك، قال رئيس المجلس سمير أبو زيد في تصريحٍ له: إنّ محمود درويش شاعر عربي تُدرس قصائده في بعض المدارس بموافقة وزارة التربية والتعليم، وهذا يشبه تماماً ما يحدث في المدارس اليهودية حيث يعلمون قصائد لشعراء يهود وهناك شوارع سميت بأسمائهم.

ولفت إلى أنّ وزارة داخلية الاحتلال لم توضّح أسباب رفضها للأسماء، ولكن أعتقد أنّ هذا يشكّل انتهاكاً لحرية التعبير ولحق الفلسطينيين الديمقراطي "من حقي في بلدي تسمية الشوارع بأسماء تناسب ثقافتنا وتاريخنا، وقرار الداخلية نابع من آراء مسبقة".

أمّا المدير العام للمجلس، أكرم سرور، فقد أكَّد أنّ رفض اسم "العودة" ينبع من عدم فهم السياق المحلي للمفهوم، فهذه الكلمة مرتبطة بتاريخ "عيلبون" الفريد، حيث أنّه تم في تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1948، نفي معظم سكّان القرية وتهجيرهم إلى لبنان، وعادوا إليها بعد بضعة أشهر، والشارع الذي تقرّر تسميته بهذا الاسم تم تعبيده على الطريق الذي مرّ به السكّان عند عودتهم إلى البلدة.

قرية عيلبون

قرية فلسطينيّة تقع منطقة الجليل، شمال فلسطين المحتلة، كما تقع أقصى غرب بحيرة طبرية ويسكنها كل من المسيحين والمسلمين ويبلغ عددهم 5,160 نسمة وتبلغ مساحة أراضيها 4900 دونم، وهي قرية ذات ثقافة عالية بمجالات عديدة ومختلفة بالرغم من الصعوبات التي واجهتها وتواجهها في المجال الاقتصادي والاجتماعي ومنطقة نفوذها على الأرض التي أصبحت محدودة جداً بفعل سياسات الاحتلال المختلفة.

واحتلت عيلبون بتاريخ 1948/10/30 حيث سجل التاريخ يوماً مؤلماً وقعت به مجزرة عيلبون، واستشهد فيها 14 شاباً جرى إعدامهم على يد عصابات الاحتلال، كما هُجّر سكّانها مشياً على الأقدام لمسافة تقارب 150 كم إلى لبنان، وبعد مرور 50 يوماً من الهجرة خارج الوطن بدأت مسيرة العودة إلى القرية لبناء حياة جديدة ولكن بقيودٍ كبيرة في ظل سيطرة الاحتلال الصهيوني.

وقبل النكبة في العام 1948، كان عدد سكّان عيلبون عام 1922 حوالي 319 نسمة وامتلك سكّانها 14,712 دونماً من الأراضي التي قاموا بتسجيلها رسمياً عام 1892 خلال الحكم العثماني.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد