أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأنّه وخلال شهر أيلول، عاد أكثر من 550,000 طالب من اللاجئين الفلسطينيين إلى التعلّم في سوريا والأردن ولبنان وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، في 706 مدارس تابعة لوكالة "أونروا".
وأوضحت مارتا لورنزو القائم بأعمال مدير التعليم في "أونروا"، إنّ الأطفال عادوا إلى مدارسهم رغم كل الصعاب وفي خضم تحديات هائلة، ولا تزال مدارسنا تشكل ملاذاً آمناً بعيداً عن العنف والأزمة الاقتصادية المتفاقمة، ولا تزال معايير ونوعية التعليم الذي تقدمه "أونروا" في المدارس من بين أعلى المعدلات في المنطقة.
وشدّدت لورنزو على أنّ توفير وكالة "أونروا" للتعليم الجامع والنوعي يساهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي في المنطقة ويوفر المهارات والرفاه لأطفال اللاجئين الفلسطينيين، وكما نصت عليه قمة تحويل التعليم التي اختتمت أعمالها والتي يشارك فيها المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، لا يزال الأطفال في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم اللاجئين الفلسطينيين يواجهون عقبات وتحديات أمام تعليمهم، وغالباً ما يتعين على أطفال اللاجئين في جميع أنحاء المنطقة التعلم في صفوف دراسية مكتظة تضم أكثر من 50 طفلاً في الصف الواحد، وتشمل التحديات الأخرى عدم وجود عدد كاف من المعلمين ونقص مساحة التعلم والتمويل والاوضاع النفسية.
ولفتت إلى أنّه في قطاع غزة، تعرضت 132 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا" للاستهداف على مدى السنوات العشر الماضية، ولا يزال "تجدد النزاع" والفقر المدقع يشكلان تهديداً لتعليم الأطفال ورفاههم، وفي الأشهر الثمانية عشرة الماضية، سجلت 38 "حادثة عنف" في مدارس "أونروا" في الضفة الغربية، مما أدى إلى إغلاق المدارس أو إخلائها، وتسجل الضفة الغربية حالياً أعلى "مستويات العنف" ضد المدنيين (منذ عام 2016)، ومن بينهم أطفال من اللاجئين الفلسطينيين بفعل سلطات الاحتلال.
أمّا في لبنان، فقد أوضحت أنّه وفي خضم أسوأ أزمة اقتصادية في التاريخ الحديث، ارتفعت تكلفة النقل بأكثر من 500 في المئة، مما جعل من المستحيل تقريباً على العديد من العائلات إرسال أطفالهم إلى المدرسة، أما في سوريا، فقد أجبر العديد من أطفال اللاجئين الفلسطينيين على الفرار خلال الأزمة المستمرة منذ 11 عاماً، وفي الأردن، تسببت جائحة كوفيد-19 بالتأثير على الأطفال الأشد عرضة للمخاطر والذين لم يتمكنوا من الوصول إلى التعلم عن بعد لمدة 18 شهراً أثناء إغلاق المدارس.
وأشارت لورنزو، إلى أنّه ومن أجل إعداد الأطفال لدورهم كمواطنين عالميين مسؤولين يقدمون مساهمات قيمة لمجتمعاتهم، دأبت "أونروا" على التأكيد على أهمية تعليم القيم من خلال تعليم مبادئ "الحل السلمي للنزاعات" وعدم التمييز وحقوق الإنسان والتسامح والمواطنة الصالحة من خلال برنامجها لحقوق الإنسان وحل "النزاعات والتسامح"، فهذه القيم هي جوهر التعليم في مدارس "أونروا".