أحيت جمعيات ومؤسسات فلسطينية وفرنسية ، في مدنية "روبيه" شمالي فرنسا، الذكرى الـ 40 لمجزرة صبرا وشاتيلا ، من خلال نشاط اختتم أمس الأحد 3 تشرين الاوّل/ أكتوبر، وامتدّ على مدى يومين.
ونظّمت النشاط، جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية "AFPS"، بالتعاون مع مكتب دراسات الفن والأبحاث في سؤسسة " BAR" وإذاعة "باستيل" المحليّة في "روبيه"، وشملت الفعاليات ندوة بعنوان "صبرا وشاتيلا في الأدب والفن" للباحثة الفرنسية ساندرا بارير، وعرض فيلم بعنوان " دوار شاتيلا " للمخرج اللبناني ماهر أبي سمرا.
وخلال الندوة التي أدارتها الباحثة الفرنسية "ساندرا بارير"، تم تناول الظروف التاريخية لمجزرة صبرا وشاتيلا ووضعها في سياق أوسع، يتخطى الحرب في لبنان، ويستهدف إلغاء الوجود الفلسطيني مند النكبة، مشيرة إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982 والذي وصف المجزرة بعملية إبادة.
وقالت الباحثة الفرنسية في الندوة: إنّ ما لفت نظرها في صدى هذه المجزرة والتي حظيت بتغطية إعلامية دولية واسعة، هو غياب كتب تاريخية في المراجع الدراسية في لبنان والمنطقة، وهو ما دفعها للبحث عن كتب وأعمال عن هذا الحدث الضخم الذي أثر بها شخصياً عندما كانت طالبة مدرسة في فرنسا.
وأشارت بارير، الى أنّ عدد الأعمال الفنية والأدبية التي تناولتها حتى الان في بحثها وصل إلى 45 عملاً، وشملت كل أصناف الإنتاج الأدبي والفني، وعملت على مدار 5 سنوات على هذا الموضوع، قضت منها 4 سنوات في لبنان.
كما جرى عرض فلم " دوار شاتيلا" بحضور مخرجه ماهر أبي سمرا والذي يتناول في فيلمه الصادر عام 2004، الحياة اليومية للاجئين الفلسطينيين في لبنان والذين يعانون من أشكال متعددة من الحرمان في وظائف العمل وصعوبة الحياة في مساحة ضيقة تعاني من الفقر والتهميش.
وقدّم المخرج توطئة تاريخية لإنشاء مخيم شاتيلا عام 1949، في الضاحية الجنوبية لبيروت مع استعراض لأهم المراحل التي شهدها المخيم لواقع الشعب الفلسطيني في لبنان، بما في ذلك مجازر عام 1982 وحرب المخيمات في 1985 وكيف أنّ مخيم شاتيلا والمخيمات الفلسطينية اصبحت كبش فداء للتوازنات الداخلية الطائفية اللبنانية والتي الأحزاب التي تمثلها في عام 1990، إلقاء المسؤولية الكاملة على الفلسطينيين في وقوع الحرب الأهلية للبنانية.
وقد سبق الفيلم فقرة ثقافية شملت قراءة موسيقية شعرية لنص "الرشيدية" للشاعر الفرنسي "سامويل ثيرون" والذي تحدث عن مخيم الرشيديةً في جنوب لبنان، ورافقته موسيقيا الفنانة "كرستيل لامبرت" والتي تعمل في فرقة مدينة ليل الأوركستراليّة.
وشملت الفعاليات، قراءة لقصيدة "صبرا تقاطع شاعرين على جسد" لمحمود درويش بترجمته الفرنسية، قرأته الدكتورة عبير شاهين وغناه بالعربية الأكاديمي التونسي صاحبي كيراني.
ويحيي أهالي مخيّم شاتيلا ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، في الـ 15 من أيلول/ سبتمبر الذكرى في كل عام ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا التي وقعت عام 1982، على يد ميليشيات يمينية لبنانية بتغطية واشراف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.