نفذت مدارس مخيمي البداوي ونهر البارد شمال لبنان، الخميس 13 تشرين الأول/ اكتوبر اغلاقاً عاماً في إطار التحركات الاحتجاجية المتواصلة تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أجل دفعها لحل فوري وعاجل لأزمة اكتظاظ الصفوف ونقص المدرسين، ونواقص العام الدراسي الجاري.
وشهدت مدارس المخيمين حالة استجابة واسعة للإغلاق، وذلك تجاوباً مع دعوة القوى الطلّابية الفلسطينية والحراك الفلسطيني الموحد المستقل، التي أكّدت على استثناء المراكز الصحيّة والعيادات.
من جهته، أعلن اتحاد المعلمين في بيان حمل الرقم 7، اليوم الخميس، استمراره في اغلاق مكتب الوكالة الإقليمي في بيروت، إلى حين الاستجابة لمطالب الطلاب والمعلمين، بمعالجة أزمة اكتظاظ الصفوف، وإعادة تشعيبها لتستوعب 40 طالباُ وطالبة كحد اقصى.
وشكر اتحاد المعلمين، اللجان الاهلية في المخيّمات والقوى الطلابية والحراكات الشبابية والمعلمين "الذين انتفضوا لنصرة قضية طلابنا المحقة بمبادرات ذاتية وأيضا لجميع الموظفين في مكتب لبنان وأنهم جزء أصيل من شعبنا وهم شركاء معنا في الدفاع عن حقوق شعبنا."
وأكّد الاتحاد، استمراره في الاعتصام داخل مكتب "أونروا"، إلى حين إيجاد الحلول المناسبة لمشكلة المدارس داعياً اللاجئين الفلسطينيين ليكونوا على استعداد لتحركات تصعيدية قادمة إذا لم تحل قضية الاكتظاظ.
كما رفض الاتحاد، ما جاء في بيان الوكالة يوم أمس الأربعاء، من إدانة لتحركات الاتحاد المطلبيّة، واستنكار لما اعتبرته الوكالة "منع الموظفين من الوصول الى عملهم."
وأكّد الاتحاد، أنّه "لم يُمنع الموظّفون من الالتحاق بأعمالهم والدّخول إلى المكتب وإنما طلبنا منهم عدم الحضور للمكتب، ولم نلتقِ بأيٍّ منهم، وإنّما الذي منعهم هو مجموعة من الفعاليّات والأهالي من الباب الخارجيّ للمكتب وكنّا نحن في داخل المكتب."
الوكالة وعدت بإجراء عمليّة المسح الميدانيّ لأعداد الطّلبة يومي الاثنين والثّلاثاء، لم تسـتكمل هذه العمليّة نتيجة التّقصير الواضح منها في وقت لم يكن هناك اغلاقات للمدارس
كما أشار إلى أنّه "لم يتدخّل في عمل الوكالة بالمطلق، وكان الأجدر بهذه الوكالة أن تقوم بواجباتها إزاء أبناء شعبنا الفلسطينيّ، ولا شأن لنا بتدخّل الفصائل في هذه القضيّة، ولا صحّة لما أشاعته الإدارة من تسييـس تحركات الطّلبـة."
وذكّر الاتحاد، الوكالة بوعودها بإجراء عمليّة المسح الميدانيّ لأعداد الطّلبة يومي الاثنين والثّلاثاء، وأشار إلى أنها "لم تسـتكمل هذه العمليّة نتيجة التّقصير الواضح منها، علمًا أنّه في الأسبوع الماضي لم تُغلق أيّ مدرسـة أبوابها، وكان حريًّا بالإدارة أن تقوم بهذه العمليّة خلال وقت الدّوام وقبل صرف الطّلبـة، وكان هناك تعاون كامل من اتّحاد المعلّمينَ بالموضوع."
وأكّد الاتحاد استمراره بالتحركات الضاغطة، والقيام بواجباته وفقاً لدستوره الداخلي، ضد ما اعتبره "سوء الإدارة والتخطيط من الوكالة للعام الدراسي."
وأضاف: "بدلًا من أن تقوم الإدارة بمدّ يد الحوار مع اتّحاد المعلّمينَ للوصول إلى حلول معقولة للأزمة، إذ بها تُصعّد وترفع لهجة التّهديد، الأمر الذي يضرب الثّقة فيما بين الإدارة وبين جميع مكوّنات شعبنا الفلسطينيّ."
وتابع: "ونحن من جهتنا نعتقد أنّ إدارة الأونروا تضيّع الأوقات دون القيام بإجراءات ميدانيّة ملموسـة لاستدراك الأخطاء التي ظهرت في بداية العام. "
وكانت جميع مدارس وكالة "أونروا" في منطقة البقاع اللبناني، قد شهدت تظاهرات لطلابها يوم أمس الأربعاء، أكّددت على ضرورة المعالجة الفورية لأزمة الاكتظاظ، والتي وصفها الطلبة بالمذّلة والمهينة.
وأكّد الطلبة والمعلمين في مدارس "الجرمق، القسطل، جفنة، وادي الحوارث" على مضيهم في تنفيذ اعتصامات داخل المدارس، للمطالبة بتحسين الظروف التعليميّة للطلّاب، وتخفيف الاكتظاظ، وتضامنًا مع اتّحاد المعلّمين في لبنان، ودعمًا لحراكهم في مكتب لبنان الرئيسّي في بيروت واعتصامهم داخله.
وكان اتحاد المعلمين لدى وكالة "أونروا" قد شرع في اغلاق المكتب الإقليمي للوكالة في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك ضمن التصعيد الذي أعلنه الاتحاد رفضاً لاعتماد الوكالة 50 طالباً في كل شعبة مدرسيّة، وللضغط من أجل حل إشكاليات العام الدراسي.
وكانت بداية العام الدراسي الحالي، قد كشفت عدّة إشكاليات حيث يوجد في الصف الواحد بمعظم المدارس بين 40 إلى 60 طالباً، وهو ما يعيق العملية التعليمية، ويجعل مدارس الوكالة في لبنان بيئة غير صحيّة للطلاب والمعلمين، حسبما أظهر تقرير نشره بوابة اللاجئين الفلسطينيين.