تواصل أكثر من 14 عائلة فلسطينية لاجئة في مخيم عين الحلوة في صيدا جنوبي لبنان، اليوم الثلاثاء 18 تشرين الأول/ أكتوبر، اعتصامها المفتوح الذي أعلنت عنه يوم أمس، في خطوة تصعيدية للاحتجاجات التي دخلت أسبوعها الثالث، للمطالبة بإدراجها ضمن ملف العسر الشديد " الشؤون الاجتماعية".
وأمضت العائلات ليلتها الماضية داخل مكتب الخدمات الرئيسي التابع للوكالة على ضوء الشموع، فيما تصرّ الأسر المعتصمة على مطالبها بإدراجها الفوري ضمن برنامج العسر الشديد، وسط استعداد المزيد من العائلات للانضمام.
وكانت العائلات قد صعّدت تحركها منذ أمس الاثنين، وذلك ردّاً على عدم استجابة الوكالة، لمطلب إصدار بيان تُحدد فيه النقاطُ التي جرى الاتفاق عليها، ويثبتُ جدولاً زمنياً لتنفيذها.
التجاهل قد يعقّد للموقف
"أبو بلال عزيمة" أحد سكّان مخيّم عين الحلوة، أشار لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى استعداد أكثر من 10 عائلات إضافية للانضمام إلى الاعتصام.
وقال عزيمة ولديه 3 أبناء في المدارس: إنّه يتحضّر للانضمام إلى المعتصمين برفقة 10 عائلات أخرى، وذلك لأنّ "الاعتصام في مراكز الوكالة هو الخيار الوحيد والأخير لنا كلاجئين فلسطين، نظراً لكون الوكالة هي المسؤول الأول عن إغاثة الشعب الفلسطيني."
وطالب عزيمة، وكالة "أونروا" بالإسراع في فتح ملف العسر الشديد "الشؤون" وإعطائه الأولوية القصوى في موازنة الوكالة، نظراً لحاجة الأهالي الشديدة للإعانة الماليّة، وإلّا فإن الاحتجاجات ستتزايد.
وأضاف اللاجئ الفلسطيني: إنّ مطلب الإدراج ضمن الشؤون، يوفر للعائلة مبلغاً شهرياً ثابتاً، يضمن لها عدم الموت من الجوع، حسب تعبيره، مؤكداً على ضرورة إعادة تحديد معايير البرنامج لتشمل كل من ليس لديه دخلاً ثابتاً من أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان.
وأشار إلى أنّ الفئة الوحيدة التي تستطيع البقاء بأمان معيشي في المخيمات، هم الذين يتقاضون رواتباً من منظمة التحرير أو الفصائل، أو موظفي الوكالة أنفسهم، بينما غالبية اللاجئين الفلسطينيين ليس لديهم أي دخل ثابت، في ظل استمرار انهيار العملة اللبنانية وبلوغ الدولار عتبة 40 ألف ليرة لبنانية.
وكان مدير قسم الإغاثة وبرنامج العسر الشديد " الشؤون" فادي فارس، قطع وعوداً للمعتصمين في اجتماع معهم جرى يوم 6 تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري تحدث فيه عن "بشريات فيما يخص اللاجئين فاقدي الأوراق الثبوتية والـ NR وشملهم ضمن خدمات الوكالة، إضافة إلى تحسين مساعدة الـ 50 دولار لتشمل كافة أفراد العائلة ليس فقط كبار السن أو من دون 18 سنة."
يذكر أنّ برنامج العسر الشديد " الشؤون" قد أوقفته وكالة "أونروا" منذ العام 2015، ومازال متوقفاً، فيما يطالب اللاجئون الفلسطينيون عبر تحركات في معظم المخيمات، بتوسيع دائرة الاستفادة من البرنامج، في ظل نسب فقر تجاوزت 90% في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان جراء الانهيار الاقتصادي اللبناني وانعكاسه على أوضاع اللاجئين.