شهد مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، صباح اليوم الثلاثاء 25 تشرين الأول/ أكتوبر، حالة غضب عارمة جراء طريقة اقتحام الجيش اللبناني للمخيم برّاً وبحراً وجواً، وارتكاب عناصره تجاوزات بحق الأهالي في منازلهم حسبما أكّد شهود عيان.

واستفاق أهالي المخيّم على صوت الزوارق الحربية والطائرات التي حلّقت على علو منخفض، والملّالات التابعة للجيش اللبناني.

ودخل الجيشُ بشكل مفاجئ إلى المخيم عند الساعة السابعة صباحاً، وصعد عناصره إلى أسطح الأبنية السكنية واقتحموا عدداً من المنازل.

وفي وقت لم يعرف أهالي المخيّم سبب الاقتحام، ولم يوضّح الجيش اللبناني في بيان رسمي سبب قيامه بهذه العملية. عُلم من شهود عيان داخل المخيّم أنّ عناصر الجيش كانوا يبحثون عن مطلوبين في قضايا مخدرات وسلاح، فيما أثارت طريقة الاقتحام والتجاوزات بحق الأهالي غضب أبناء المخيّم.

312086415_169764065660018_2219796220529275268_n.jpg

وبحسب أهالي المخيّم، فإنّ قوات الجيش ألقت القبض على عدد من المطلوبين، بعد سلسلة من التجاوزات بحق الأهالي. وقالت إحدى اللاجئات في المخيّم: إنّ عناصر الجيش اقتحموا منزلها وقاموا بتخريب محتوياته، وتعرضوا لها بالشتائم والسباب.


وأغلق أهالي المخيم الطرقات صباحاً، احتجاجاً على عملية الاقتحام، والتي وصفت بـ "الاستعراض العسكري" على حساب كرامة أهل المخيّم.

311875589_140908822021314_4660761005940587083_n.jpg

واعتبر اللاجئ "أبو مهران يوسف" من أبناء المخيّم في تعليق لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن ما فعله الجيش اللبناني اليوم بحق أهالي المخيّم، "غير مقبول ويعتبر انتهاكاً لكرامة الأهالي واستقواء على اللاجئين الفلسطينيين."

وأضاف اللاجئ الذي لديه أطفال صغار، إنّ عملية الاقتحام أحدثت حالة من الرعب لدى أسرته واطفاله، وكذلك لدى كافة أهالي المخيّم، الذين تفاجؤوا بطيران الجيش وآلياته وزوارقه الحربية.

وأكّد اللاجئ، قيام عناصر الجيش بتحطيم أبواب المنازل واقتحامها، دون أدنى اعتبار لساكنيها أو مراعاة لحرمة أهلها، بحسب وصفه.

واكّد كذلك، أنّ معظم المنازل التي داهمها عناصر الجيش، لم يجد فيها أي شيء، وليس فيها مطلوبين ولا سلاح ولا مخدرات "وكأنّ العملية استعراض وتدريب على حساب كرامتنا وحرمات بيوتنا ومخيمنا" حسبما أضاف.

312796004_807182577001283_2640505824322510897_n.jpg


وطالب الأهالي، بتوضيحات من الجيش اللبناني، داعيين الفصائل الفلسطينية إلى اتخاذ موقف رافض لعملية الاقتحام، ومطالب بعدم تكرارها تحت أي شكل من الاشكال.

وقال اللاجئ "أبو احمد نعمان" في تعليق لموقعنا: إنّ المخيّم منذ 15 سنة يعيش تبعات تدميره في العمليات الحربية التي شنها الجيش اللبناني على تنظيم " فتح الإسلام" الذي جرى استجلابه إلى المخيّم ولا شأن للأهالي به.

وأضاف، أنّ المخيّم لم يعد يحتمل أي انتهاك لكرامة أهله من أي طرف كان، واستغرب من استخدام الطيران الحربي والزوارق وهذا العدد من الملالات، "والنتيجة اعتقال بضعة مطلوبين، يستطيع الجيش اللبناني أن يعتقلهم على الحواجز أو في عمليات منسقة غير استعراضية كالتي جرت." حسب قوله.

بدورها، استنكرت الفصائل الفلسطينية في منطقة الشمال ما وصفته بـ "الاستعراض العسكري بالزوارق والطائرات والملالات ترعب النساء والأطفال والشيوخ"

وأعلنت الفصائل الإضراب العام والشامل في المخيم، رفضاَ لأسلوب التعاطي من قبل الجيش اللبناني مع أبناء الشعب الفلسطيني في المخيّم. وأكّدت في بيان لها على "متابعة الأمر مع المرجعيات اللبنانية والفلسطينية لوضع حدّ لهذه التجاوزات."

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد