تزداد خلال فصل الشتاء مخاطر حدوث انهيارات في أسقف وجدران منازل اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهم وتجمعاتهم في لبنان، حيث تحتاج الاف الوحدات السكنية لعمليات ترميم فورية. في وقت ما تزال العديد من المخيمات تسجّل حالات انهيار لأسقف منازلها، وسط استمرار المناشدات لوكالة "أونروا" بضرورة تحريك ملف المنازل المتهتكّة والمباشرة في الترميمات.
ونبّه اتحاد لجان حقّ العودة " حقّ" في ورشة عمل أقامها اليوم الأربعاء 26 تشرين الأول/ أكتوبر، من تزايد حالات الانهيار لأسقف المتصدعة في مخيم برج البراجنة الذي يضم مئات المنازل الآيلة حسبما تشير وقائع وأرقام بعضها صدرت عن وكالة "أونروا"
وفي الورشة التي جعت عدداً من أصحاب المنازل المتضررة، وممثلين عن اللجنة الشعبية والفصائل، جرى استعراض واقع منازل المخيّم التي تحتاج الى ترميم، ودور وكالة "أونروا" وتقصيرها في البت بالملفات.
وبلغ اجمالي الطلبات التي قدّمت لمكتب تحسين المخيّم نحو 960 طلباً لغاية 14 تشرين الأول/ أكتوبر للعام 2022 الجاري، وهو رقم يقارب عدد البيوت المتضررة في المخيم بحسب اتحاد "حق" الذي أشار إلى أنّ 180 منزلاً فقط جرى ترميمهم، علماً أنّ 57 منزلاً صنّفت تحت خطر شديد، و11 منزلاً صنفّت كشديدة الخطر.
ولفتت الورشة، إلى تهتم البنى التحتية على امتداد المخيمات، من الرشيدية جنوب لبنان، حتى البارد شمالا "التي تعاني جملة من الظروف الاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن حالة الحرمان التراكمي لعشرات السنوات من أبسط الحقوق الإنسانية والاجتماعية وفي مقدمتها الحق بالعمل بدون إجازة عمل والحق بالتملك"
وفي حالة جديدة سجّت اليوم الأربعاء في مخيّم البصّ في صور جنوب لبنان، انهار سقف منزل اللاجئ الفلسطيني علي الشامي أبو سليمان، وذلك بفعل الأمطار الشديدة التي شهدتا منطقة جنوب لبنان ليل أمس، ما أدّى إلى تفاقم الحالة الانشائية للسقف وتسرّب مياه الأمطار.
ونقل الناشط الإعلامي من أبناء مخيم البص محمود عبد الرازق، أنّ الحالة هذه ليست فريدة من نوعها في المخيّم، بل جرى تسليط الضوء على العديد من المنازل التي تحتاج إلى عملية إصلاح وترميم عاجلة، بفعل عامل الزمن وضعف التربة والعشوائية في البناء.
والجدير بالذكر، أنّ نحو 7 آلاف بيتٍ في كلّ مخيمات لبنان بحاجة إلى ترميم وفق الاحصائيات الاخيرة التي أجرتها "أونروا" حسبما أفادت المتحدثة باسم الوكالة هدى السمرا لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في وقت سابق، مرجعة التأخر في الترميم لعدم توفّر تمويل الذي يتم بتمويل المشاريع من الدول المانحة وليس عبر الموازنة العامّة للوكالة.
وكانت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان " شاهد" قد حملت أسباب الانهيارات التي تشهدها منازل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلى تقاعس وكالة "أونروا" التي تتجاهل ملف ترميم المنازل الآيلة للسقوط، ومنع الدولة اللبنانية ادخال مواد البناء إلى المخيمات.
وتفرض الدولة اللبنانية قيوداً على ادخال مواد البناء الى المخيمات، ما يجعل اعتماد اللاجئين منصب على وكالة "أونروا" لمعالجة منازلهم.