نظمت اللجنة الشعبيّة لإحياء ذكرى مجزرة كفر قاسم مسيرتها السنوية لإحياء الذكرى الـ66، صباح اليوم السبت 29 أكتوبر/ تشرين أوّل، حيث شارك في المسيرة رئيس وأعضاء بلدية كفر قاسم واللجنة الشعبية وقيادات من الأحزاب والحركات السياسية وعدد من رؤساء سلطات محلية.

وخلال المسيرة التي انطلقت من ميدان مسجد أبو بكر الصديق نحو صرح الشهداء، ورُفعت الأعلام الفلسطينية إلى جانب الأعلام السوداء حداداً على أرواح الشهداء.

كما رفع المشاركون صور شهداء المجزرة، وسط هتافات منددة بسياسة حكومة الاحتلال الصهيوني، مُطالبين بالاعتراف بالمجزرة وتحمّل الحكومة المسؤوليّة عن المجزرة.

بدوره، قال رئيس بلدية كفر قاسم، المحامي عادل بدير، إنّه ورغم بطش السلطة ومحاولاتها طمس هذه الذكرى، إلا أننا وقفنا بالعهد ولا زلنا نحيي هذه الذكرى، وإسرائيل لا زالت تتملص من مسؤوليتها في هذه المجزرة، ولا زلنا نطالب الاعتراف الرسمي من كل الهيئات الرسمية على رأسها الحكومة بالاعتراف بهذه المجزرة.

وفي السياق، قال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، إنّهم أرادوا في هذه المجزرة تجسيد النكبة مرة أخرى، واليوم نتذكر ولا ننسى شعبنا الذي يواجه مجزرة يومية في نابلس جنين والضفة وحصاراً مجرماً على قطاع غزة، نقف لنتذكر أنه من غير الطبيعي أنه يوجد احتلال، ونقف لنتذكر ولا ننسى أن الطبيعي أن نعيش بوطننا بكرامتنا الإنسانية، وإذا دخلت العنصرية إلينا فمن الطبيعي أن نتوحد.

وتابع بركة: نتذكر من هنا أن القدس تتعرّض لمشروع تدمير يومي، نتذكر أيضاً أن تياراتنا السياسيّة هي وسائل وأدوات عمل من أجل الشعب ولا نقبل إلّا أن تكون تياراتنا بخدمة الشعب ولا العكس، وواجب على التيارات توحيد بعضها، ويحب أن تكون القيادة هي التي تحمي الناس.

وفي شهر يوليو الماضي، كشفت الرقابة العسكرية للاحتلال الصهيوني، عن بروتوكولات سرية لتفاصيل مذبحة كفر قاسم التي ارتكبتها عصابات صهيونية عام 1956، وارتقى فيها أكثر من 50 فلسطينياً.

ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن شهادة أحد قادة فصيل ما يسمى "حرس الحدود" الذي نفذ جنوده المذبحة، إنّ القائد قال لجنوده بأنه "يفضل أكبر عدد من القتلى في صفوف فلسطينيي القرية"، وقال قائد الفصيل "حاييم ليفي" أمام المحكمة العسكرية المخصصة بالتحقيق في المذبحة عام 1957 إن مسئوله المباشر ألح عليه بضرورة قتل أكبر عدد من الفلسطينيين بذلك اليوم.

وأشار إلى أنه جرى فرض حظر التجول على القرية الذي بدأ سريانه بساعة محددة دون علم عديد السكان، إذ عادوا من حقولهم مساء لتنتظرهم بنادق الجنود، فيما قال "ليفي" في شهادته إنه سمع قائده المباشر يقول "مصيرهم كمصير البقية"، في إشارة للفلسطينيين العائدين من حقولهم ما يعني إعدامهم كما البقية.

ووقعت مذبحة قاسم في اليوم الأوّل للعدوان الثلاثي على مصر بأكتوبر 1956، إذ كانت المناطق الفلسطينيّة في الداخل خاضعة للحكم العسكري، حيث كان جيش الاحتلال الصهيوني في حينها يخشى من أن تمتد المعركة مع مصر في الجنوب إلى المناطق الداخلية، ففرض حظر منع التجول على الفلسطينيين إلا أن بعضهم لم يعلم به كونهم كانوا يعملون بحقولهم يومها.

وأعدمت العصابات الصهيونيّة العشرات من الفلسطينيين عقب عودتهم من عملهم، وبينهم الرجال والأطفال والنساء.

ويُحيى أبناء الشعب الفلسطيني يوم 29 أكتوبر من كل عام، ذكرى مجزرة كفر قاسم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين العُزَّل في قرية كفر قاسم، إذ كان من بين شهداء المذبحة تسعة عشر رجلًا وستة نساء وثلاثة وعشرين طفلًا من عمر 8 إلى 17 عاماً، عام 1956، وفي حينه، حاولت حكومة الاحتلال بقيادة ديفيد بن غوريون التستّر على المجزرة ومنع نشرها، وتعرّض المتهمون لمحاكمات صورية وأُطلق سراحهم فيما بعد، ولم تعترف أي من حكومات الكيان الصهيوني بمسؤوليتها عن المجزرة إلى يومنا هذا.

صثفص4.jpg

 

ثص.jpg


 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد