أكَّد المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، أنّ 90 بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين في غزّة ولبنان وسوريا يعيشون حالياً تحت خط الفقر.
وأوضح لازاريني في خطابٍ له أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنّ وكالة "أونروا" تأمل بأن تؤدي المناقشة للإقرار بالدور الذي لا يمكن تعويضه لوكالة "أونروا" وإلى تصويت ساحق لتجديد ولاية الوكالة لمدة ثلاث سنوات أخرى، مُشيراً إلى أنّ اللاجئين الذين يعيشون في المُخيّمات وحولها يتعرضون للعنف بشكل خاص وعدد الضحايا هذا العام قد بلغ مستويات غير مشهودة منذ عام 2005.
ولفت لازاريني، إلى أنّ ما يقرب من نصف طلاب "أونروا" في قطاع غزّة يعانون من الصدمات النفسية بسبب دورات "العنف المتكررة" و15 عاماً من الحصار الذي يحد من قدرتهم على النمو والانخراط مثل أقرانهم في أماكن أخرى، والقوارب التي تغرق في البحر الأبيض المتوسط وعلى متنها لاجئون فلسطينيون هي تذكير صارخ بمستوى اليأس بين اللاجئين.
كما شدّد على أنّ العام الماضي كان عاماً صعباً على اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة، مع تزايد التحديات التي تواجه إعمال حقوقهم الأساسيّة.
أمّا بشأن حالة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، قال لازاريني إنّهم يعتبرون أن أي شيءٍ أفضل من حياتهم حالياً، وهم بالفعل من بين أفقر الفئات، ويعيشون في مخيمات مكتظة ويخضعون لسياسات تمييزية ممنهجة، ونتيجة لذلك، ارتفعت وتيرة الرحلات المميتة على متن القوارب، ومعها زادت المأساة الإنسانيّة.
وتابع لازاريني: في سوريا، يعود اللاجئون الفلسطينيون بشكل متزايد للعيش في الأحياء التي سويت بالأرض منذ سنوات، لأنه ليس لديهم خيارات أخرى، وفي كل يوم، يخرج الأطفال من بين الأنقاض للذهاب إلى مدارس الأونروا خارج المخيمات، وفي مقابل ذلك نحن نسعى الآن إلى إعادة تأهيل المدارس والعيادات الصحية في مخيمات مثل اليرموك وعين التل، حيث يعود اللاجئون الفلسطينيون للعيش.
أمّا في الأردن، فقد أوضح لازاريني إنّ جائحة كوفيد-19 ضربت الاقتصاد وسوق العمل، مما أدى لتجريد جزء كبير من اللاجئين من مداخيلهم.
كما أشار لازاريني إلى أنّه في العام الماضي، قدمت وكالة "أونروا" ما يقرب من 14,000 قرضاً للنساء لتمكينهن من الشروع في أعمال تجارية أو لضمان استمراريتها بهدف تحقيق الاستقلال المالي، كما دعم الأخصائيون الاجتماعيون 4,000 من الناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي في عام 2021، كما أطلقنا في العام الماضي منصة تعليمية رقمية نالت استحساناً كبيراً من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وعلى مدى السنوات العشر الماضية، وعلى الرغم من التواصل النشط والمستمر، أجبر نقص التمويل السنوي البالغ حوالي 100 مليون دولار وكالة "أونروا" على العمل ضمن قيود مالية صارمة للغاية.
وشدّد على أنّ فجوة التمويل أدت إلى إبطاء عمل وكالة "أونروا"، خاصة في المجالات التي تتطلب التحديث المستمر وطرح النماذج الجديدة، واليوم، وعلى سبيل المثال، فنحن بحاجة إلى ضخ الكثير من الأموال لتنفيذ استراتيجيتنا الرقمية، والوفاء بالتزاماتنا لتحقيق الاستدامة البيئية، واستبدال أصولنا الأساسية التي عفا عليها الزمن، لأنّ الحفاظ على جودة التعليم، وتخضير المخيمات، والحفاظ على معدلات التطعيم العالمية كلها عوائد ممتازة لاستثماراتنا الجماعية، ويستحق حجم ومقدار ونطاق عملياتنا 100 مليون دولار أمريكي إضافي سنوياً، و100 مليون دولار أمريكي قليلة جداً مقابل حماية الحقوق والمساهمة في الاستقرار الإقليمي الذي تجلبه الوكالة من خلال وجودها وعملياتها.
وجاء في كلمة لازاريني: نحن نخطو ببطء نحو الذكرى 75 لإنشاء وكالة تابعة للأمم المتحدة تم تصميمها لتكون مؤقتة، وفي غياب حل سياسي حقيقي للنزاع، دعونا نبقى أقوياء في التزامنا بحقوق الإنسان ورفاه اللاجئين الفلسطينيين، وربما يكون المجتمع الدولي قد خذلهم سياسياً، لكنني وأناشدكم أن يواصل دعم تنميتهم البشرية بقوة، والاستجابة لاحتياجاتهم الإنسانية، وتعزيز حقهم في حياة كريمة إلى أن يتم التوصل إلى حلٍ عادلٍ ودائمٍ لمحنتهم.