طالب رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينيّة أحمد أبو هولي، اليوم الاثنين 14 نوفمبر/ تشرين ثاني، الدول المانحة للاستجابة لمتطلبات استراتيجيّة وكالة "أونروا" للأعوام 2023 – 2028، وتأمين التمويل الكافي والمستدام لميزانيتها بما في ذلك مراعاة الزيادة التراكمية على مدار السنوات الستة القادمة.
وأكَّد أبو هولي خلال كلمته أمام أعضاء اللجنة الاستشارية صباح اليوم على ضرورة إعداد موازنات وكالة "أونروا" على أساس متطلبات البرامج الأساسية واحتياجات اللاجئين المتزايدة وبطريقة أكثر استدامة دون أن تتحمل الدول المضيفة أعباء جديدة.
وشدّد أنّ ما تضمنه تقرير الأمين العام للأمم المتحدة للعام 2017 يشكل خارطة طريق نحو تأمين تمويل دائم ومستدام من خلال زيادة تبرعات الدول المانحة وتوسيع قاعدة المانحين، والاتجاه إلى القطاع الخاص، مُطالباً بتأمين الأموال اللازمة لصرف التعويضات لأصحاب البيوت المدمرة في حرب عام 2014 والتي تقدر قيمتها بـ 80 مليون دولار لإنهاء مأساتهم منذ ثمانية أعوام بالإضافة إلى استكمال عملية اعادة اعمار مخيم نهر البارد وانهاء مأساة 910 أسرة نازحة من المخيم تنتظر العودة إلى بيوتها، وسرعة العمل على اعادة اعمار مخيم اليرموك المدمر.
كما حذَّر أبو هولي من مخطط حكومة الاحتلال لاستهداف مركز تدريب قلنديا المقام منذ عام 1952، ومصادرة أراضيه تحت ادعاءات ملكيتها للأرض والذي يأتي في إطار المخطط الاشمل للاحتلال لإنهاء وجود وكالة "أونروا" في مدينة القدس، داعياً وكالة "أونروا" إلى التحرّك العاجل على المستوى السياسي لمنع تمرير المخطط.
وأشار أبو هولي، إلى أنّ "أونروا" واللاجئون الفلسطينيون يواجهان مجموعة من التحديات، التي تتطلب تدخلاً وحلولاً، في المدى القصير، ولا سيما أن بعضها ملح ولا يحتمل التأجيل، مع تغوّل الفقر المدقع في المخيمات وارتفاع معدلاته في أوساط اللاجئين إلى 93%، وانعدام الأمن الغذائي، وفقدان العمل، واستمرار العجز المالي في ميزانية "أونروا" الذي أثر على خدمات الاستشفاء، والتعليم.
وبيّن أنّ التحدي الأكبر الذي بات يهدد المخيمات في لبنان وسوريا، ظهور وباء الكوليرا، الذي بات شبحاً يهدد المخيمات، وتخوفات من انتشاره في ظل ما تعانيه المخيمات من نقص في المياه وتلوثها، مع غياب خطط المواجهة والوقاية وقلة إمكانيات "أونروا" وما تعانيه عياداتها من نقص في المعدات الطبية واللقاحات، مطالباً "أونروا" التنسيق بشكل عاجل مع منظمة الصحة العالمية والبلد المضيف والمانحين لمواجهة هذا الوباء.
كما طالب أبو هولي الدول المانحة الاستجابة العاجلة لنداءات "أونروا" الطارئة في لبنان وسوريا وغزة، التي تواجه عجزا يقدر بـ 58 % من اجمالي موازناتها، لإنقاذ 1.9 مليون لاجئ فلسطيني يتهددهم خطر الجوع والفقر، مع استمرار انهيار الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار في لبنان وسوريا والحصار في قطاع غزة، فيما حذّر بأنّ النتائج ستكون كارثية على المستوى المعيشي والخدماتي إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه دون أن يكون هناك استجابة عاجلة من الدول المانحة لتقديم الأموال اللازمة لوكالة "أونروا".
ولفت أبو هولي إلى أنّ سياسة الانتظار، يعني القتل البطيء للاجئين الفلسطينيين الذين بات اليأس يسيطر عليهم، ويدفع بهم إلى ركوب قوارب الموت للبحث عن حياة كريمة في مغامرة نهايتها الحتمية الموت في أعماق البحار.
وانطلقت اليوم الاثنين، اجتماعات اللجنة الاستشارية لوكالة "أونروا" برئاسة لبنان ومشاركة 29 دولة مانحة و4 مراقبين هم الاتحاد الأوروبي، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الاسلامي وفلسطين، في قاعة مؤتمرات فندق لاند- مارك في العاصمة الأردنية (عمان) وتستمر ليومين، لمناقشة جدول أعمال يتضمن قضايا متعددة ذات صلة بأنشطة عمل الوكالة وبرامجها واستراتيجياتها والخدمات التي تقدمها للاجئين والتحديات التي تواجهها والأزمة الماليّة.