أفادت وكالة "أسوشيتد برس" في تقريرٍ لها، بأنّ سلطات الاحتلال الصهيوني نشرت أسلحة آلية ذكية (روبوتات) يمكنها إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي على المتظاهرين الفلسطينيين في منطقتين مضطربتين بالضفة الغربية.
وأوضحت الوكالة، أنّ الأسلحة نُصبت قرب مُخيّم العروب للاجئين الفلسطينيين في الخليل، حيث أنّ هذه الأسلحة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعقب الأهداف، وتم نصب المنظومة المزودة بكاميرا وسلاح رشاش فوق برج حراسة مليء بكاميرات المراقبة يطل على مُخيّم العروب جنوب الضفة.
وبحسب مصادر إعلاميّة، فإنّ جيش الاحتلال وضع قبل حوالي شهر، روبوتات في مدينة الخليل، فيما يقول الناشط عيسى عمرو للوكالة، إنّ سكان الخليل يخشون من إساءة استخدام السلاح الجديد، والناس مستاؤون أيضاً مما يقولون إنه اختبار أسلحة على المدنيين.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت العبرية" أن الأسلحة الموجودة فوق مخيم مزدحم للاجئين الفلسطينيين وفي مدينة الخليل، تستخدم الذكاء الاصطناعي لتعقّب الأهداف، مشيرة إلى أن نقاد هذه الخطوة يرون فيها تكريساً آخر لواقع بائس تقوم فيه "إسرائيل" بتعزيز احتلالها الدائم للفلسطينيين مع إبقاء جنودها بعيدًا عن الأذى.
ووفقًا للصحيفة العبرية، جرى تركيب برجين، كل منهما مزوّد بعدسة مراقبة وبرميل مسدس، مؤخرًا، فوق برج حراسة مليء بكاميرات المراقبة المطلة على مخيم العروب للاجئين، مضيفة أنه "عندما تدفق متظاهرون فلسطينيون شبان إلى الشوارع وألقوا الحجارة والقنابل الحارقة على الجنود، أطلقت الأسلحة الآلية الغاز المسيل للدموع أو الرصاص الإسفنجي عليهم
وتوضح وكالة "اسوشيتد برس"، أنّ تشغيل المنظومة يجري عن بعد بلمسة زر واحدة، حيث يمكن للجنود "الإسرائيليين" الموجودين داخل برج حراسة إطلاق النار على أهداف محددة، فيما يقول جيش الاحتلال إنّ النظام يتم اختباره في هذه المرحلة ويطلق فقط الأسلحة "غير الفتاكة" المستخدمة للسيطرة على الحشود، مثل الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، على حد زعمه.
ويُشار إلى أنّ حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري 2022 وحتى صباح اليوم بلغت 198 شهيداً، بينهم 52 شهيداً في قطاع غزة، بحسب بيان لوزارة الصحة في رام الله، جرّاء استمرار جرائم الاحتلال الصهيوني.
وفي مُخيّم العروب فقط خلال شهر أكتوبر، أدّت جرائم الاحتلال إلى استشهاد فلسطيني من المُخيّم وإصابة 12 آخرين بالرصاص، فيما اندلعت بمواجهات إثر مداهمة الاحتلال للمُخيّم لقرابة 50 مرّة خلال الشهر المذكور.
ويتكرّر استهداف الاحتلال لسكّان مُخيمّ العروب، بسبب وجود "خط ستين" بالقرب منه، والذي يمر فيه المستوطنون بشكلٍ دائم من "عتصيون" إلى مستوطنة "كريات أربع" بمحاذاة مُخيّم العروب وبلدة بيت أمر، وغالباً ما يستهدف جنود الاحتلال أطفال المُخيّم على مدخله.
وتأسّس مُخيّم العروب عام 1949 على مسافة 15 كيلومتر إلى الجنوب من بيت لحم، فوق مساحة من الأرض تبلغ 0.24 كيلومتر مربع فقط، حيث ينحدر أصل سكّان المُخيّم من 33 قرية تابعة للرملة والخليل وغزة، ويقع المُخيّم على الطريق الرئيسي الواصل بين القدس والخليل.