نفذت الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية وقفات في عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان، إحياء لذكرى قرار تقسيم فلسطين، الذي يعرف أمميا بـ "اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني" ويصادف اليوم الثلاثاء 29 تشرين الثاني/ نوفمبر.

في مخيم نهر البارد شمال لبنان، شارك عدد من اللاجئين الفلسطينيين وممثلين عن الفصائل واللجان الشعبية، في وقفة أمام مكتب مدير خدمات وكالة "أونروا" ، نددوا فيها بقرار تقسيم فلسطين.

وفي كلمة له، قال عضو الجبهة الديمقراطية "أبو مصطفى" في كلمة باسم فصائل منظمة التحرير: إنّ "قرار التقسيم الذي يصادف مع يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هو إقرار بالحق الفلسطيني في دولة مستقلة، وتنفيذ القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 194 القاضي بحق عودة اللاجئين

وأكّد أنّ الشعب الفلسطيني بعد عقود من صدور قرار التقسيم رقم 181 عام 1947، والشعب الفلسطيني مازال يعاني من الانتهاكات ومحاولات الاقتلاع والتهجير، على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.

ودعا المجتمع الدولي، إلى ترجمة تضامنه مع نضالات الشعب الفلسطيني ووضع آليات لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بما يخص القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة اللاجئين الى ديارهم.

وفي مخيم عين الحلوة، شارك العشرات في وقفة أمام مكتب مدير خدمات الوكالة في المخيم، دعت إليها الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، انتقدت خلالها تقصير وكالة "أونروا" ودعتها إلى إثبات التضامن الأممي مع الشعب الفلسطيني عبر تلبية الاحتياجات الإغاثية.

وألقى ممثل حركة الجهاد الإسلامي عمار حوران كلمة، أكد فيها أن فلسطين وحدة واحدة، ولا تتسع للصهاينة كما نصّ  قرار التقسيم عام 1947.

واعتبر حوران، أنّ قرار التقسيم جاء ليضفي شرعية على وجود الاحتلال الصهيوني على أرض فلسطين، وهو امتداد لوعد بلفور الذي أطلقه وزير خارجية الاستعمار البريطاني بمنح الصهاينة وطناً قومياً لهم على الأرض الفلسطينية.

وأكد أنّ التضامن الحقيقي مع الشعب الفلسطيني، يتمثل بسعي المجتمع الدولي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وفك الارتباط بين "إسرائيل" والدول التي رعتها.

وفي مخيم الجليل في بعلبك، أحيت ثانوية القسطل التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذكرى، عبر فعالية شارك فيها الطلاب والأساتذة، رفعت خلالها الأعلام الفلسطينية وبثّت الأناشيد الوطنية، فيما تحدث المعلمون عن الذكرى وقرار التقسيم ومضامينه.

وكانت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، قد دعت لتخصيص أوقات خلال الدوام الدراسي في مدارس وكالة "أونروا" في لبنان، للحديث عن قرار التقسيم ويوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإقامة الفعاليات ذات الصلة بالذكرى.

ويُصادف 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المُتحدة في قرارها رقم (40/32 ب) لسنة 1977 ليكون يوماً دولياً لتأكيد التضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرّف التي أقرّتها القرارات والمواثيق الدولية.

ويذهب مراقبون لاعتبار "يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني" محاولة رشوة من المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني بعد تقسيم بلاده ومنح أغلبية أراضيها للصهاينة، ويذهب البعض للقول "وكأنّ الفلسطينيين يحتفلون بقرار تقسيم بلادهم، وشرعنه وجود الكيان الصهيوني الاستعماري الاستيطاني على 57% من أراضي بلادهم، مقابل 43% لأصحاب الأرض الفلسطينيين وفق قرار التقسيم، في تكريس لـ "تطبيع ذهني" مع "حقيقة" وجود كيان عنصري على أرض فلسطين التاريخية، رمي إليه هذا اليوم الأممي "حسبما ناقش تقرير نشره "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" المسألة في وقت سابق.