قال نادي الأسير الفلسطيني، إنّ تدهوراً إضافياً طرأ على الوضع الصحيّ للأسير القائد ناصر أبو حميد من سكّان مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينين، المصاب بالسّرطان والذي يُعاني من وضع صحيّ حرج.
ولفت النادي في بيانٍ له، إلى أنّ الفحوص الطبيّة الأخيرة أنّ جسده امتلأ بالماء، ووصل إلى الرئة، وذلك عدا عن أنّه يُعاني مؤخراً من صعوبة بالغة في النطق، فإنّ المدة التي يمكّنه أن يبقى دون الاستعانة بأنبوبة الأوكسجين لا تتجاوز الدقيقتان وذلك جرّاء الصعوبة البالغة في التّنفس، والتي تفاقمت مع وصول الماء إلى الرّئة.
وأوضح نادي الأسير، أنّ التدهور المستمر على وضعه الصحيّ، يتسارع بشكلٍ كبير مقارنة مع الفترة الماضية، واليوم يعيش فقط على المسكنات ومهدئات الآلام، بعد أن قرر الأطباء إيقاف العلاج الكيميائيّ.
وشدّد على أنّ الأسير أبو حميد تعرّض وما يزال لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) على مدار سنوات اعتقاله، وبدأ وضعه الصحيّ يتراجع بشكل واضح في شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، وفي حينه تم الكشف المتأخر عن إصابته بسرطان في الرئة جرّاء مماطلة إدارة السّجون في إجراء الفحوص الطبية اللازمة له، إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم من مرحلة صحية حرجة للغاية.
وأكَّد النادي، أنّ جميع الجهود القانونية والسياسية قد فشلت بالإفراج عن الأسير أبو حميد رغم وضعه الصحيّ الحرج، وذلك رغم المطالبات اللامنتهية التي وجهتها العائلة وما تزال حتى اليوم.
وقبل أيّام، أرسل أسرى سجن "عسقلان" رسالة وصلت نادي الأسير، بعد أن تمكّنوا من الضغط على إدارة السّجون لنقل الأسير المريض ناصر أبو حميد لزيارة رفاقه الذين مكثوا معه أطول مدة خلال فترة اعتقاله الحالية.
وقال الأسرى في رسالتهم: "هكذا استقبلنا في سجن "عسقلان" رفيقنا الأسير القائد ناصر أبو حميد، وهكذا كان القائد ناصر.. في ساحة وزنازين سجن "عسقلان" صدحت حناجر الأسرى، بالنشيد الوطنيّ، وهتفوا للحرّيّة في مراسم استقبال الأسير القائد ناصر أبو حميد المصاب بالسّرطان".
وتابع الأسرى: "اختلطت مشاعرنا علينا ولم نتمكن من تعريفها بدقة، أهي حفاوة اللقاء بالبطل؟ أم لقاء الوداع الأخير قبل أن يترجّل الفارس عن صهوة جواده، فكل ما رأيناه أمامنا جسداً هزيلاً يكاد لا يقوى على الحركة وبطلًا شامخاً ثابتاً، لم ينحني من المرض، ولم تهزه رياح المحتل، ويكسره قيد الحقد، شاحذاً لهمم الرجال، ورافعاً لمعنوياتهم التي قد تأثرت عند البعض من هول المشهد أمامهم، فالصورة في الأذهان ليست كما شوهدت".
وجاء في الرسالة: "أما ناصر فكان كما في كل المواقف، مدركاً لرسالة القائد المناضل، فأوصى رفاقه بالوحدة والمضي قدماً على درب التحرير. فلم يرق للغربان الضالة ذلك المشهد العظيم الذي أغاظهم، والذي جاء بعكس إعدادهم وإخراجهم له تماماً، فسرعان ما حشدوا غربانهم، وأحاطوا بالمكان لإخراجه وإبعاده من بيننا، وبفطنة القائد أبى إلا أن يُنهي المشهد ببصمة وطنية، ونضالية واضحة تغيظ العدى، ومن على كرسيه المتحرك رفع شارة النصر، وجهر بقول: العهد هو العهد، والقسم هو القسم، ورفاق القيد مرددين من خلفه يا جبل ما يهزك ريح".
وأصيب الأسير أبو حميد بالتهاب رئوي، أدى إلى تفاقم حدة الآلام لديه تحديداً في الصّدر، حيث نُقل في حينه إلى المستشفى، ثم أعادته إدارة السّجون مجدداً إلى سجن "الرملة"، الذي يُعتبر من أسوأ السّجون التي يحتجز فيها الأسرى المرضى، والذي استشهد فيه العديد من الأسرى نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، وبذلك فإنّ الاحتلال يُصر على الاستمرار في تنفيذ الجريمة بحقّ الأسير أبو حميد.
وناشدت هيئة الأسرى، كافة الجهات الرسميّة والشعبيّة، المحليّة والدوليّة، بالعمل على بذل كافة الجهود لإطلاق سراح الأسير ناصر أبو حميد قبل فوات الأوان، والعمل على إعطائه أبسط الحقوق في الحصول على العلاج اللازم قبل فوات الأوان.
ويُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (49 عاماً)، من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن خمس مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات، إضافة إلى أخ شهيد، وكان قد تعرّض منزلهم للهدم مرات عدة على يد قوات الاحتلال، كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات عدة، وقد فقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.