أرسل أسرى سجن "عسقلان" اليوم الأحد 27 نوفمبر/ تشرين ثاني، رسالة وصلت نادي الأسير، بعد أن تمكّنوا من الضغط على إدارة السّجون لنقل الأسير المريض ناصر أبو حميد لزيارة رفاقه الذين مكثوا معه أطول مدة خلال فترة اعتقاله الحالية.

وقال الأسرى في رسالتهم: "هكذا استقبلنا في سجن "عسقلان" رفيقنا الأسير القائد ناصر أبو حميد، وهكذا كان القائد ناصر.. في ساحة وزنازين سجن "عسقلان" صدحت حناجر الأسرى، بالنشيد الوطنيّ، وهتفوا للحرّيّة في مراسم استقبال الأسير القائد ناصر أبو حميد المصاب بالسّرطان".

وتابع الأسرى: "اختلطت مشاعرنا علينا ولم نتمكن من تعريفها بدقة، أهي حفاوة اللقاء بالبطل؟ أم لقاء الوداع الأخير قبل أن يترجّل الفارس عن صهوة جواده، فكل ما رأيناه أمامنا جسداً هزيلاً يكاد لا يقوى على الحركة وبطلًا شامخاً ثابتاً، لم ينحني من المرض، ولم تهزه رياح المحتل، ويكسره قيد الحقد، شاحذاً لهمم الرجال، ورافعاً لمعنوياتهم التي قد تأثرت عند البعض من هول المشهد أمامهم، فالصورة في الأذهان ليست كما شوهدت".

وجاء في الرسالة: "أما ناصر فكان كما في كل المواقف، مدركاً لرسالة القائد المناضل، فأوصى رفاقه بالوحدة والمضي قدماً على درب التحرير. فلم يرق للغربان الضالة ذلك المشهد العظيم الذي أغاظهم، والذي جاء بعكس إعدادهم وإخراجهم له تماماً، فسرعان ما حشدوا غربانهم، وأحاطوا بالمكان لإخراجه وإبعاده من بيننا، وبفطنة القائد أبى إلا أن يُنهي المشهد ببصمة وطنية، ونضالية واضحة تغيظ العدا، ومن على كرسيه المتحرك رفع شارة النصر، وجهر بقول العهد هو العهد، والقسم هو القسم، ورفاق القيد مرددين من خلفه يا جبل ما يهزك ريح".

وفي وقتٍ سابق، أفاد الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين حسن عبد ربه، بأنّ سلطات الاحتلال الصهيوني رفضت كل مقترحات الحلول بشأن الإفراج عن الأسير المريض ناصر أبو حميد من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين.

وأوضح عبد ربه، أنّ الأسير أبو حميد يُعاني من سكرات الموت جراء تفشي مرض السرطان في جسده.

ولفت إلى أنّ الهيئة ومن خلال محامييها من جهة ومن خلال المستوى السياسي الفلسطيني الذي وسَّطّ جهاتٍ خارجية عربية وأوروبية، قدمت اقتراحاً بإخراجه إلى مشافي في الأردن ومصر على وجه التحديد لتلقي العلاج فيها من أجل انقاذ حياته، إلّا أنّ كل هذه الجهود جوبهت بمواقف رافضة وبتعنت لا يمكن وصفه، ووجدت كل هذه المقترحات والجهود طريقاً مسدوداً للغاية، مُشيراً إلى أنّ الوضع الصحي للأسير أبو حميد ميؤوس منه وهو في حالة الخطر الشديد.

كما حمّل حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية والعسكرية المسؤولية الكاملة عن حياتها جراء هذا التعنت وجراء سياسة الاهمال الطبي المتعمّد.

وتشير التّقارير الطبيّة الأخيرة إلى التدهور المستمر والمتسارع على وضع الأسير أبو حميد الصحيّ، حيث يتم تزويده فقط بمسكنات ومهدئات للآلام، وذلك بعد أنّ قرر الأطباء إيقاف العلاج الكيميائيّ له، كما ترافقه طوال الوقت أنبوبة أوكسجين.

وأصيب الأسير أبو حميد بالتهاب رئوي، أدى إلى تفاقم حدة الآلام لديه تحديداً في الصّدر، حيث نُقل في حينه إلى المستشفى، ثم أعادته إدارة السّجون مجدداً إلى سجن "الرملة"، الذي يُعتبر من أسوأ السّجون التي يحتجز فيها الأسرى المرضى، والذي استشهد فيه العديد من الأسرى نتيجة لجريمة الإهمال الطبيّ (القتل البطيء)، وبذلك فإنّ الاحتلال يُصر على الاستمرار في تنفيذ الجريمة بحقّ الأسير أبو حميد.

وناشدت هيئة الأسرى، كافة الجهات الرسميّة والشعبيّة، المحليّة والدوليّة، بالعمل على بذل كافة الجهود لإطلاق سراح الأسير ناصر أبو حميد قبل فوات الأوان، والعمل على إعطائه أبسط الحقوق في الحصول على العلاج اللازم قبل فوات الأوان.

ويُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (49 عاماً)، من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن خمس مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات، إضافة إلى أخ شهيد، وكان قد تعرّض منزلهم للهدم مرات عدة على يد قوات الاحتلال، كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات عدة، وقد فقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد