قدّرت المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان "شاهد" في لبنان، حاجة اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في مناطق البقاع اللبناني من المازوت الخاص بالتدفئة، إلى برميل واحد سعة 200 لتر من المادّة شهرياً، بسعر 220 دولاراً أمريكياً للعائلة الواحدة، ووضعت تأمينها لهم برسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"
جاء ذلك، في تقرير نشرته "شاهد" أكّدت فيه على استثنائية الأوضاع التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في مناطق سعد نايل، بر الياس، وكذلك في مخيم الجليل في بعلبك، نظراً لانخفاض معدلات درجات الحرارة ووصولها إلى ما دون 5 درجات تحت الصفر حيث يعيش في تلك المناطق 4% من عموم اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بواقع 15 ألف لاجئ فلسطيني.
وقال االتقرير: إنّ اللاجئين في منطقة البقاع ينفردون بأزمة التدفئة التي تواجههم في كل عام، مضيفاً أنّ ارتفاع نسبة البطالة بين اللاجئين الفلسطينيين التي تجاوزت ال 93% بحسب التصريحات الأخيرة لـ "أونروا" جعل من تأمين مادة المازوت أمراً صعباً نظراً لارتفاع أسعارها وارتباطها بالعملة الصعبة، حيث تحتاج الأسرة لألف دولار لتأمين تكاليف التدفئة خلال موسم الشتاء.
وحمّل تقرير "شاهد " المسؤولية المباشرة لوكالة "أونروا" عن تأمين حياة كريمة للّاجئين الفلسطينيين في لبنان، وبالتالي تترتب عليها مسؤولية تأمين مادة المازوت لتوفير التدفئة لعائلات اللاجئين.
وأشارت المؤسسة، إلى توزيع الوكالة العام الفائت كميّات من مادة المازوت على عدد من اللاجئين في البقاع، ولكن هذا التوزيع لم يكن على النحو المطلوب لسببين، الأوّل أنّ التوزيع استهدف فئة محددة من اللاجئين وهم اللاجئون الفلسطينيون من سوريا والفلسطينيون من حالات العسر الشديد (SHC وبالتالي فقد استثنت التوزيعات عدداً كبير من اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من صقيع الشتاء.
والسب الثاني بحسب "شاهد" هو أنّ الكمية الموزعة كانت عبارة عن برميل واحد للعائلة الواحدة ولمرة واحدة فقط، أي ما لا يصل الى الحد الأدنى المطلوب لتأمين التدفئة للعائلة خلال فصل الشتاء كاملاً.
ودعت المؤسسة، وكالة "أونروا" لضرورة بذل الجهود لحشد الموارد المالية الكافية من أجل مواصلة القيام بواجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين في البقاع وتأمين مادة المازوت لهم أو تأمين بدل تدفئة، وتأمين مبالغ لتوزيع ثياب شتوية لعائلات اللاجئين الفلسطينيين في البقاع وخاصةً الاطفال.
وطالبت، بتوزيع سلال غذائية لعائلات اللاجئين الفلسطينيين في البقاع أو مبلغ مالي لهم، لمساعدتهم خلال فصل الشتاء. وأن تتحمل منظمة التحرير الفلسطينية مسؤولية تجاه اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام واللاجئين منهم في منطقة البقاع بشكل خاص والمساهمة بحل ازمة التدفئة.
وكان اللاجئون في مخيم الجليل في بعلبك، قد نفذوا عدد من التحركات المطلبية منذ مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، للمطالبة بتوزيع المازوت على أبناء المخيّم قبل اشتداد فصل الشتاء.
كما حذّرت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" التي تنضوي تحتها كافة الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية، من مغبّة تجاهل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" مطالب أهالي مخيّم الجليل، الخاصة بفصل الشتاء.