سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
يستمر تنظيم "داعش" في إغلاق الطريق الواصل، بين منطقة القدم ومخيّم اليرموك، أمام حركة دخول وخروج أهالي المخيّم، لليوم الخامس على التوالي، مستتبعاً ذلك بإجراء فاجأ العائلات اليرموكيّة المتواجدة في البلدات المجاورة، صباح اليوم الثلاثاء 31 كانون الثاني، اذ منع عناصر التنظيم، بعض العائلات القادمة من بلدات ( يلدا- ببيلا- بيت سحم) من العودة الى منازلهم داخل المخيّم.
وكانت حركة الدخول والخروج من و الى مناطق القدم، وبلدات جنوب دمشق، التي كانت متاحة سابقاً أمام كبّار السن والنساء، وبعض الحالات المصرّح لها، تفيد الأهالي بجلب بعض الحاجيّات الغذائية والطبيّة، من تلك المناطق الى المخيّم، قبل ان تؤدي الاجراءات الجديدة لـ" داعش" الى حرمانهم من هذه النافذة الضيّقة.
مصادر " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيّم اليرموك أفادت : أنّ تنظيم "داعش" يشرع منذ فترة في تطبيق إجراءات اداريّة مشددة، تقوم على الفصل بين المناطق الإداريّة، التي يسيطر عليها التنظيم، حاصراً الاذونات والشكاوى وغيرها من الأمور الإداريّة، لأبناء كل منقطة على حدى، لاغياً بذلك ترابطيّة مناطق سيطرته، الممتدة من بعض أحياء مخيّم اليرموك الى مناطق الحجر الأسود، ما أنعكس سلباً على حريّة تنقل السكّان، وعزّز من ممكنات المراقبة الأمنية من قبل التنظيم لحياة الأهالي".
وعزت المصادر تلك الإجراءات، الى حاجة التنظيم، تشديد حصّاره على المناطق التي تسيطر عليها جبهة" فتح الشام"، حيث تخضع تلك المناطق لحصار مزدوج، تفرضه من الجهة الشماليّة للمخيّم، قوات النظام السوري وحلفائه من الفصائل الفلسطينيّة، وتنظيم "داعش" من الجهتين الشرقيّة والجنوبية، ويسعى كل طرف من الأطراف المُحاصِرة، إخضاع عناصر جبهة "فتح الشام" وانتزاع المناطق التي تسيطر عليها.
وتتيح إجراءات "داعش" الإداريّة، حصر أعداد وأسماء الأفراد القاطنين ضمن مناطق حكمها، ومراقبة تحركاتهم، وضمان عدم حدوث تسللات او عمليّات تهريب للمواد الغذائية، الى المناطق الخاضعة لـ" فتح الشام" المحاصرة من قبل تنظيم "داعش" والتي تسكنها مئات الأسر.
ونقل مراسل " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" جنوب دمشق، مناشدات عدد من أهالي مناطق مخيّم اليرموك المحاصرة، الذين قاربوا حافّة الموت جوعا، نتيجة شحّ المواد الغذائية، ومشارفة المخزون منها لدى الأهالي على النفاذ، ما بات يهددهم فعليّاً، بمجزرة جوع جديدة على يد تنظيم "داعش" تشبه تلك التي نفّذتها قوّات النظام السوري وحلفائها ضد أهالي المخيّم عامي 2014 و2015 . إذ بات يمنع عناصر التنظيم السكّان، من إدخال أي كميّة من الغذاء والدواء الى داخل المناطق المحاصرة، تحت طائلة الحبس واحياناً التهديد بالقتل.
احد سكّان المناطق المحاصرة من قبل "داعش"، تحدث لـ" بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قائلاً : " في السابق كان يُسمح للسكّان إدخال كميّات من الطعام، محددة بـ 2.5 كيلو غرام من الحبوب والفاكهة، إضافة الى رغيف واحد من الخبز، وبعد أن شدد حصاره، منع التنظيم إدخال اي كميّات من الطعام، خوفا من ان يستفيد منها عناصر فتح الشام".
ويخضع الخارجون والداخلون من والى المناطق المحاصرة، للتفتيش الدقيق، من قبل عناصر "داعش" للتحقق من عدم إدخال اي من المواد المحظورة، التي تشمل المواد الغذائية ومستلزمات الاسعاف والعنايّة الصحيّة، فضلا عن الدواء، ضماناً لعدم وصولها الى عناصر جبهة " فتح الشام"، في حين يدفع الأهالي ثمن تلك الاجراءات، على ضوء تفاقم المعاناة الصحيّة، وحاجة الكثير من الأفراد الى الأدويّة، خصوصاً أدوية بعض الأمراض المزمنة كالضغط والسكّر، وفقدان المناطق المحاصرة لأي مركز طبي او وحدة رعاية صحيّة.
وعن إدارة جبهة "فتح الشام" للأزمة المتفاقمة في المناطق التي تحكمها، قال احد الساكنين :" لا يقدّم عناصر الجبهة اي شيء للأهالي، فبعد اطباق "داعش" حصاره، لم يعد بمقدور احد إدخال المواد الغذائية واي من مستلزمات الحياة، ويتولّى عناصر الجبهة توزيع بعض الحبوب المخزّنة، ولا يطال التوزيع الاّ قلّة من العائلات".
ويذكر أنّ حصاراً تفرضه قوّات النظام السوري وحلفائه، على مخيّم اليرموك جنوب دمشق، قد تجاوز 1200 يوم، كان قد أضاف العالم نتيجته، الى قاموس الموت، تعبير " مجزرة الجوع" التي فتكت بالعشرات من ساكني المخيّم جرأء منع تلك القوات إدخال المواد الغذائية والطبيّة.