يتواصل انقطاع مادة الخبز عن أهالي مخيم خان الشيح للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السورية دمشق، لليوم العاشر على التوالي، بسبب توقف الفرن الوحيد العامل في المخيم عن العمل لنفاد المازوت وعدم وصول مخصصاته من الطحين والخميرة.

ويحاول الأهالي تأمين مادة الخبز من المناطق المجاورة، فيما يتواصل ارتفاع سعر الربطة التي تحتوي على 7 ارغفة، في السوق السوداء لتصل إلى 8 آلاف ليرة سورية، وهو ما يفوق القدرة على شرائها، وسط اتهامات لإدارة الفرن بالفساد.

وأكّد أحد أبناء المخيم لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ الفرن كان يعمل حتّى تاريخ 23 كانون الأول/ ديسمبر، ولكنّ الخبز لم يكن يباع في المخيم وإنما كانت تورّد الكميات المنتجة إلى خارج المخيم، قبل توقف الفرن عن العمل نهائياً.

وأشار اللاجئ الذي طلب عدم ذكر اسمه، وكان قد عمل سابقاً في (فرن الجليل) بعد إعادة تأهيله في العام 2016، إلى أنّ أكثر من 50% من انتاج الفرن كان يباع خارج المخيم خصوصاً للمطاعم، مؤكداً أنّ الكميات المتبقية كانت تباع محلياً وهو ما كان يخلق أزمات متكررة لعدم كفايتها.

واغلق الفرن أبوابه، بعد نفاد مادتي المازوت والخميرة، وعدم وصول المخصصات من قبل المؤسسات المعنية، فيما ترتفع المطالب لـ "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" ووكالة "أونروا" من للتدخل من أجل تأمين المواد الأساسية لتشغيل الفرن.

وتساءل عدد من الأهالي عن دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إزاء أزمة رغيف الخبز، وقال اللاجئ "أبو سعيد" ممن تواصل معهم موقعنا: إنّ دور الوكالة الإغاثي يجب أن يظهر في هذه الفترة، ويتحول إلى واقع (لازم يقدمولنا الخبز والطحين والاساسيات.) حسب قوله.

ودعا اللاجئ، الوكالة الأممية لإعداد خطّة من أجل توفير الخبز للأهالي، بعد أن عجزت الحكومة السورية على توفير الطحين والمازوت. وطالب بإنشاء فرن تابع للوكالة للتخديم على أهالي المخيم.

واعتبر اللاجئ، أنّ ذلك أولوية يجب أن تعمل عليها الوكالة، مضيفاً أنّ الإغاثة العينية يجب أن تشمل الخبز عبر فتح فرن خاص، أو توزيع الطحين للأهالي، وسلة مواد أساسية شهرياً، مشيراً إلى أنّ المبالغ المالية التي توزعها "أونروا" كل 3 أشهر، لم تعد كافية لشراء الخبز من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

يذكر، أنّ "فرن الجليل" هو الفرن الوحيد في المخيم الذي تم إعادة تأهيله بعد توقّف العمليات الحربيّة إثر التسوية التي أبرمت بين النظام السوري والمعارضة السوريّة المسلّحة عام 2016، في حين ما تزال بقيّة الأفران خارج الخدمة.

ويعتبر مخيم خان الشيح ثالث أكبر المخيمات الفلسطينية المعترف بها في سوريا، ويعاني سكّانه تدهوراً متزايداً في أوضاعهم الخدميّة والمعيشيّة، رغم مرور نحو خمس سنوات على التسوية التي انتهت بموجبها العمليّات الحربيّة، ولم يشهد عقبها المخيّم تحسّناً في أوضاع سكّانه الخدميّة والمعيشيّة، بل ازدادت سوءاً، وفق ما تشير شكاوى الأهالي.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد