تتكدّس النفايات في شوارع وأزقّة مُخيّم الفوار للاجئين الفلسطينيين جنوبي الخليل، إلى جانب الروائح المنبعثة التي تتسبّب بأمراضٍ لأطفال المُخيّم إلى جانب إعاقة المرور من الشوارع، وذلك بسبب إضراب عمال النظافة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن العمل في سياق التصعيد الذي يخوضه اتحاد موظفي "أونروا".
وحول أزمة تراكم النفايات في المخيم، وتحميل وكالة "أونروا" اضراب الموظفين مسؤولية تدهور الأوضاع يقول اللاجئ الفلسطيني ضياء عوض من مُخيّم الفوار لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّ هذا الإضراب جاء بسبب مطالبة عمّال وكالة "أونروا" بزيادة رواتبهم، وذلك الاضراب مسّ الوكالة بشكل عام سواء مؤسسات أو مدارس أو عمال نظافة، لافتاً إلى أنّ النفايات تملأ المُخيّم وأغلقت شوارعه بسبب كثرة هذه النفايات المتكدّسة.
اقرأ/ي أيضًا أزمة اتحاد الموظفين مع إدارة "أونروا" في الضفة قائمة
بينما يرى لاجئ آخر من المُخيّم أنّ هذا منظر غير لائق بحق المُخيّم، إلى جانب أن الروائح الكريهة قد تتسبّب بأمراض وانتشار فيروسات ومشاكل صحية كثيرة تسببها للأطفال الصغار.
اللاجئ محمود أبو هشهش قال لموقعنا أيضاً، أنّ المخيم امتلأ بالروائح الكريهة، والأمراض التي انتشرت خصوصاً بين الأطفال، وبحسب كلامه تم نقل ثلاثة أطفال إلى المشفى من المُخيّم أصيبوا بأمراض تنفسية وأمراض صدرية، وكل ذلك بسبب النفايات.
تجاهل واضح لمطالب الموظفين
ويلفت أبو هشهش إلى أنّ بعض السكّان يضطرون إلى حرق النفايات، مما يزيد من انتشار الروائح الكريهة والأمراض بصورةٍ لا تطاق، مُشيراً أنّ وكالة "أونروا" وجدت لتسهيل مشكلة اللاجئين بعد النكبة عام 1948 وبدأت تقدم خدمات من تشغيل وغوث، لكنّها في الفترة الحالية ومنذ سنوات مستمرة في سياسة ممنهجة وفق أجندة عالمية ومخططات عالمية لتقليص الخدمات عن أهالي المخيمات خصوصاً في الضفة الغربية.
ويُشدّد أبو هشهش على أنّ مطالب الموظفين شرعية بسبب غلاء المعيشة، ويطالبون بزيادة في رواتبهم، إلّا أنّ هناك تجاهل واضح ومقصود ضد مطالب وحقوق هؤلاء الموظفين.
"أونروا" متعنّتة
وفي السياق، يؤكّد اللاجئ على الحموز لموقعنا، أنّ الناس في المُخيّم مستاءة من هذا الوضع، إذ لا يوجد حل، لذلك نطالب بحل جذري، وزيادة أعداد عمال النظافة لأن هناك نقص في الكادر، إلى جانب أنّ وكالة الغوث بدأت تقلّص خدماتها المقدمة للاجئين.
وحول قضية تراكم النفايات، يُشير الحموز إلى أنّها "مصيبة" بمعنى الكلمة، بل كارثة على جميع السكّان، وإذا استمرت إلى أسبوعٍ إضافي سوف تمتلئ المستشفيات بالمرضى وتنتشر الأمراض الخطيرة.
ومن جهته، يبيّن لاجئ آخر من المُخيّم، أنّ وكالة "أونروا" متعنّتة وترفض التجاوب مع مطالب اتحاد الموظفين، وهنا في المُخيّم يقوم الشبان يومياً بحرق حاويات النفايات مما يؤثّر على البيئة وعلى المنازل والأشخاص المصابين بأزماتٍ قلبية أو رئويّة.
"نبحث عن الأمان الوظيفي"
وسام الشذفان أحد أعضاء اتحاد العاملين في وكالة "أونروا"، يقول تعقيباً على الأزمة برمتها: إنّ الاتحاد يبحث عن الأمان الوظيفي لكل العاملين في وكالة الغوث، وعلى رأس ذلك تحسين مستوى المعيشة وتثبيت الوظائف الشاغرة لعمال الصحة والبيئة الموجودين في المخيمات.
ويُبيّن الشذفان، أنّ السلطة الفلسطينيّة عن طريق وزير العمل نصري أبو جيش قدمت مبادرة، إلّا أنّ إدارة "أونروا" ترفضها حتى اللحظة وتتعنت، في المقابل لا يوجد استجابة من الإدارة العليا في وكالة "أونروا"، وكل الوساطات والمبادرات قوبلت بالرفض.
أزمة اتحاد الموظفين مع وكالة "أونروا" ليست جديدة، إذ بدأت الأزمة منذ سنواتٍ طويلة، وفي كل مرّة يعود الاتحاد إلى تصعيد إجراءاته التي تصل إلى الاضراب الشامل عن العمل في كافة مؤسسات وكالة الغوث أملاً في تحقيق مطالب الموظفين في الوكالة التي ترد دائماً بأنّها تمر بـ"أزمةٍ مالية".
لمشاهدة التقرير: