روما – طرابلس – وكالات
حذرت وزارة الداخلية الإيطالية، أمس الأربعاء، ممما سمّته «غزو» المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر بحلول أيلول / سبتمبر 2016. وقال بيان صادر عن وزارة الداخلية «سيبدأ مع أيلول / سبتمبر، وقبل فصل الخريف، غزو كبير للمهاجرين غير الشرعيين بحراً، نظراً للأحوال الجوية المواتية التي ستفاقم معدلات الوافدين».
وأشارت الوزارة إلى أن معطياتها تفيد بإنقاذ أكثر من 13 ألف مهاجر في الأيام الأربعة الماضية، مضيفة أن «الرقم لن يتوقف عند هذا المستوى، حيث أصبحت إيطاليا منذ عدة أشهر الوجهة الأولى لطرق الهجرة، وهو ما يجعلها في الخط الأمامي لمواجهة حالة الطوارئ هذه، مع ما يرافق ذلك من خطر انهيار البنية القادرة على استضافة القادمين».
وكان خفر السواحل الإيطالي أعلن أنه تم انتشال نحو ثلاثة آلاف مهاجر آخرين الثلاثاء من وسط البحر المتوسط، ليصل إجمالي من تم إنقاذهم خلال الـ 48 ساعة الماضية إلى نحو13 ألفاً. ونفذ خفر السواحل الإيطالي وسفن البحرية ومهمة مكافحة تهريب المهاجرين التابعة للاتحاد الأوروبي (يونافور ميد) والوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) 30 عملية تدخل.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن 163 ألف شخص وصلوا إلى اليونان منذ بداية العام الجاري، مقابل 234 ألف شخص في الفترة نفسها من عام 2015 ، وإن نحو 11500 شخص وصلوا إلى إيطاليا هذا العام حتى الآن، مقابل 116 ألفاًال خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى آب/أغسطس من العام الماضي.
في سياق متصل قال مسؤولون إن قوات الأمن الليبية ألقت القبض على 174 مهاجراً في منطقة صحراوية تقع على بعد حوالي 70 كيلومتراً جنوبي مدينة مصراتة في وقت متأخر يوم الثلاثاء لدى محاولتهم الوصول إلى الشاطئ والانطلاق في قوارب إلى الشواطئ الأوروبية. ويحمل هؤلاء المهاجرون جنسيات دول أفريقية من غينيا بيساو في أقصى الساحل الغربي للقارة إلى الصومال في أقصى ساحلها الشرقي.
وعبّر أحمد القان مسؤول القوة الأمنية التي ألقت القبض على المهاجرين عن استغرابه أمس الأربعاء من أن كثيراً منهم جاؤوا من دول غير مجاورة لليبيا. وقال: «غالبية الجنسيات في الفترة الأخيرة (من) غينيا بيساو.. غانا.. كوناكري (عاصمة غينيا).. نيجيريا.. مالي.. الصومال. يعني دولاً بعيدة عنا لا تربطنا بها حدود جوار. وهنا نستغرب.. وين سرايا الحدود السودانية؟ وين سرايا الحدود التشادية؟ وين سرايا الحدود النيجيرية؟ وين سرايا الحدود الجزائرية؟.»
وتفيد بيانات المنظمة الدولية للهجرة الصادرة يوم الجمعة أن نحو 105 آلاف مهاجر وصلوا حتى الآن في زوارق إلى إيطاليا هذا العام أبحر كثير منهم من ليبيا. وتفيد التقديرات أن 2726 من الرجال والنساء والأطفال لقوا حتفهم في الفترة نفسها خلال الرحلات.
واشتكى مهاجر من أن الفقر دفعه لترك بلاده. وقال «ليش سايب بلدي؟.. عندي صغار ثلاثة.. عندي واحد مرة (زوجة).. لازم نطلع ندور أيش (أخرج أبحث عن لقمة عيش). هدا ليش (هذا هو السبب).»
بدوره قال متحدث باسم البحرية الليبية أمس الثلاثاء إن زورقاً تابعاً لها أطلق أعيرة تحذيرية باتجاه سفينة للبحث والإنقاذ تديرها منظمة أطباء بلا حدود في وقت سابق هذا الشهر بعدما ظن أنها مشاركة في عمليات تهريب.
وتقول «أطباء بلا حدود» إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على السفينة بوربون أرجوس- التي تنفذ منذ فترة طويلة مهام إنقاذ للمهاجرين الذين يحاولون العبور من ليبيا إلى أوروبا واعتلوا ظهرها في 17 أغسطس/ آب. وأضافت أن بعض الأعيرة النارية أصابت السفينة التي كانت على بعد نحو 24 ميلا بحريا من الساحل الليبي وأن المسلحين أمضوا نحو 50 دقيقة على متنها بعدما احتمى الطاقم بمنطقة آمنة. وقالت المنظمة إنه لم يكن هناك مهاجرون على متن السفينة في ذلك اليوم.
وقال أيوب قاسم المتحدث باسم البحرية الليبية إن الزورق التابع لها تحرك بعدما لم ترد بوربون أرجوس على اتصالات وحاولت تغيير مسارها. وأضاف أنه تم رصد السفينة في مياه دولية من المعروف أنها ممر لتهريب النفط ولذلك اعترضها خفر السواحل الليبي. وقال إن الطاقم حاول الفرار شمالا. وقال قاسم إن الحرس أطلق النار في الهواء لتحذيرهم لكن ربما أصيبت السفينة بسبب تأرجح قارب خفر السواحل الصغير وسط الموج الشديد وأكد أنه لم يتم استهداف السفينة بشكل مباشر.
وقالت «أطباء بلا حدود» إنه لم يكن هناك «تعريف واتصال واضح أو أي رد عبر اللاسلكي» من الزورق الليبي وإنها علمت بمشاركة البحرية في الواقعة بعد عشرة أيام من وسائل إعلام ليبية. وذكرت المنظمة الإنسانية في بيان صدر يوم السبت «تتواصل أطباء بلا حدود حاليا مع السلطات الليبية لاستجلاء ما حدث بالضبط في تلك الواقعة وضمان ألا تتكرر في المستقبل مثل تلك الحوادث التي قد تعرض أناسا للخطر.»
وقال قاسم إن الواقعة حدثت قبالة الساحل قرب بلدتي صبراتة وزوارة في غرب ليبيا وهي منطقة انطلقت منها قوارب كثيرة تقل مهاجرين في الآونة الأخيرة. وتردد أيضا أن تهريب الوقود شائع في المنطقة.