تتفاقم أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المتردية في مخيم الرمل الفلسطيني بمدينة اللاذقية السوريّة، جراء تبعات كارثة الزلزال المدمر، وآخر تداعياتها، انقطاع المياه والكهرباء عن الكثير من الأحياء والمناطق المحيطة، ما يولّد حاجة لتكثيف العمليات الإغاثية.
وبحسب ما رصد بوابة اللاجئين الفلسطينيين، يعاني النازحون من المخيم، بعد أن قصدوا المساجد والمدارس المحيطة جراء تصدّع منازلهم وتضررها، من شحّ في التقديمات الإغاثية وعلى رأسها مياه الشرب، إضافة إلى نقص كبير في مستلزمات الإيواء، كالفراش والبطانيات ومستلزمات التدفئة.
كما تعيش العائلات التي لم تتهاوى منازلها، ظروفاً لا تقل قساوة عن العائلات المهجرة، نتيجة انعدام الخدمات وعدم وصول المساعدات إليها، في ظل انعدام القدرة على تغطية تكاليف احتياجاتها الأساسية من ماء وغذاء وتدفئة.
"محمد فانوس" أحد سكان المخيم، أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، بأنّ الكثير من العائلات تجد صعوبة في تأمين مياه الشرب، بعد انقطاعها نتيجة تضرر شبكات المياه جراء الزلزال، فيما تصل المياه إلى أحياء أخرى ملوثة ومختلطة بالتراب.
وأضاف فانوس، أنّ أسعار مياه الشرب ارتفعت بشكل جنوني في أسواق اللاذقية، حيث وصل سعر زجاجة المياه من 4500 إلى 5 آلاف ليرة في بعض المناطق، نتيجة ارتفاع الطلب عليها وشحّ الكميات من الأسواق.
وانتقد فانوس خلال سؤاله عن الجهود الإغاثية، وكالة "أونروا" وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيراً إلى أنّ جهود المنظمات الفلسطينية والمعنية باللاجئين، يجب أن تكثّف في تقديم الأساسيات كالمياه ومستلزمات التدفئة.
وتساءل اللاجئ، عن أسباب "تقصير" الوكالة والهلال الأحمر المؤسسات والفصائل الفلسطينية، في تأمين سيارات مياه جوالة، وسؤال الأهالي عن احتياجاتهم، فضلاً عن تأمين المحروقات ووسائل التدفئة سواها.
مخاوف من استمرار النزوح لأجل غير مسمّى
وعبّر عدد من اللاجئين عن مخاوفهم من استمرار معاناة الأهالي وتفاقمها، وأن تطول مدّة النزوح، في وقت تتوالى فيه الهزات الارتدادية وتثير مخاوف اللاجئين الذين يواصلون مغادرة منازلهم، وآخرها ليل أمس حيث شعر بها سكان مدينة اللاذقية بقوة 3.0 درجات على مقياس ريختر.
اللاجئ "حسن العوضي" قدّر في حديث لبوابة اللاجئين الفلسطينيين نسبة العائلات النازحة عن المخيم، بأكثر من النصف، بعضهم لجئوا لأقارب لهم خارج المخيم نتيجة تضرر منازلهم، بينما قصد المئات المساجد والأندية الرياضية والمدارس.
وأشار اللاجئ، إلى أنّ الكثير من المنازل، ظهرت عليها أضرار وصفها بالمخيفة، كتشققات الجدران والأسقف، ومنها منزله الواقع في حارة الطنطورة وسط المخيم.
وعبّر اللاجئ عن مخاوفه من "إهمال" واقع المباني بعد الانتهاء من التبعات المباشرة للكارثة، وهدوء الأوضاع، ما يعني إطالة أمد النزوح، وسط انعدام قدرة الأهالي على صيانة منازلها وتدعيمها.
وقدّر اللاجئ عدد المباني المتصدعة داخل المخيم بالعشرات، فيما لم تقم أي جهة رسمية بمعاينة الأضرار المادية وإصدار تقارير حول حجم المباني المتضررة جزئياً والمدمّرة كلياً.
وطالب اللاجئ، وكالة "أونروا" والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، بذل جهود لإحصاء العائلات التي تضررت منازلها وتسجيل أسمائها ودعمها لإعادة ترميمها وتدعيمها، فضلاً عن تقديم الإغاثة لها في ظل تفاقم الظروف.
وتتوزع العائلات النازحة على مدارس وكالة "أونروا" وكانت الأخيرة قد أعلنت في وقت سابق أنّ 700 لاجئ من أبناء مخيم الرمل جرى إيواؤهم بالمدارس التابعة لها، فيما تجاوز عدد العائلات في جامع فلسطين أكثر من 80 عائلة فلسطينية بحسب مصادر محليّة، وتتوزع عشرات العائلات الأخرى على الأندية الرياضية والجوامع والمدارس المحيطة بالمخيم.