تعاني منازل مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت، من حالة إنشائية متردية، فاقمتها الهزات الأرضية التي طالت المناطق اللبنانية تأثراً بزلزال تركيا وسوريا فجر 6 شباط/ فبراير الفائت.
عضو اللجنة الشعبية للمخيم أبو عماد شاتيلا، أفاد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، بأنّ اللجنة سلمت ملفات 71 منزلاً متضرراً وبحالة إنشائية سيئة، للقسم الهندسي لدى الوكالة، والأخير وعد بإجراء مسح تقييمي للوقوف على حالتها خلال الأيام المقبلة.
وظهرت تصدعات على جدران منازل عدة وأسقفها، كمنزل اللاجئ منذر موسى في الناحية الجنوبية للمخيم، حيث بدت على جدرانه تصدعات عميقة، فيما بيّن الكشف الأولي، انخفاض أساسات المنزل داخل الأرض لمسافة 5 سم.
كما ظهرت العديد من التصدعات على "بناء الزمار" المؤلف من 4 طوابق، ولا سيما في الطابق الأخير حيث منزل اللاجئ هيثم الشريف.
كما تعرض منزل اللاجئ هيثم الحاج حسن لسقوط أجزاء من سقفه عقب الزلزال، علماً أنّ المنزل كان في حالة إنشائية سيئة، وتفاقمت خلال الهزّة الأرضية التي لم تتجاوز قوتها في بيروت 4.5 درجات على مقياس ريختر.
أهالي مخيم مار الياس نفذوا الثلاثاء 22 شباط/ فبراير، اعتصاماً أمام مكتب إدارة المخيم التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، لدق ناقوس الخطر حول عشرات المنازل ذات البنية الانشائية المتردية، وتأثرت بالهزات الأرضية الناتجة عن زلزال فجر السادس من شباط/ فبراير.
وجاء الاعتصام، بعد ملاحظة عدد من أهالي المخيم، تصدعات في جدران وأساسات منازلهم، عقب زلزال 6 شباط، في وقت تعاني منازل المخيم بالأساس من بنية إنشائية متردية وعوامل الرطوبة، وهو ما قد تفاقمه الهزّات المتكررة، حسبما لفت عضو لجنة المباني والمساكن المتضررة عماد موسى خلال الاعتصام.
مديرة المخيم في وكالة "أونروا" فريال كيوان، أشارت خلال الاعتصام إلى أنّ الوكالة، تواصلت بعد الزلزال مع اللجنة الشعبية، ورفعت الأسماء التي قدمتها اللجنة للمنازل المتضررة، فيما تسعى الوكالة مع القسم الهندسي لرفع طلب طارئ.
أبو عماد شاتيلا، أوضح في حديثه لموقعنا، أنّ الكشوفات التي جرى تقديمها تعود لمنازل بعضها متضرر منذ فترة جراء عوامل الرطوبة والمياه المالحة التي تتسرب للأساسات، وجعلتها في حالة إنشائية سيئة، إلا أنّ الهزّات الأرضية فاقمت من حالتها، وأخرى ظهرت عليها تصدعات إثر الهزّة.
وأضاف شاتيلا، أنّ عوامل عدّة تجعل وضع المباني في المخيم خطرة تجاه الهزات والزلازل، وأهمها أنّ معظم المباني بنيت على عجل وبالخفاء، نظراً لمنع السلطات اللبنانية عمليات البناء، ولم تراعي عمليات البناء الشروط والمعايير المتعقلة بنوعية وكميات الاسمنت ومتانة الأساسات وسواها، فضلاً عن عوامل الرطوبة والمياه المالحة التي تفاقم الأمور.
ونبّه شاتيلا، من أنّ معظم مباني المخيم قد تخلخلت من الهزّة، إلا أنّ هناك مباني أسوأ من غيرها، فيما يصعّب تواصل الهزات الارتدادية، تقييم الحالة الإنشائية التي تتفاقم مع كل هزّة، فيما ينذر استمرار الهزات ولو بقوة لم تتعدى 4 درجات على مقياس ريختر، بالمزيد من الخطورة.
ويتواصل النشاط الزلزالي في منطقة جنوب تركيا، وبعض المساحات في البحر الأبيض المتوسط، مؤثراً على المناطق اللبنانية، وآخرها فجر اليوم الأربعاء قبالة مدينة صيدا بقوة 4.4 على مقياس ريختر.
ويعاني سكان 5500 منزلاً في كافة المخيمات الفلسطينية في لبنان، من الحالة الإنشائية السيئة، والحاجة لعمليات الترميم، بحسب رقم صرحت به الناطقة باسم وكالة "الأونروا" هدى السمرا في وقت سابق. ما يفاقم المخاوف الأهالي خلال الهزات، حسبما رصد بوابة اللاجئين الفلسطينيين.