أعلنت وزارة الصحة في حكومة السلطة الفلسطينيّة، الليلة، استشهاد شاب وإصابة أكثر من 100 آخرين، أحدهم بجروح خطيرة، وإحراق عدة منازل ومنشآت ومركبات، في هجومٍ مكثّف للمستوطنين بحماية جيش الاحتلال على قرى في نابلس بالضفة المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة، بأن الشاب سامح حمد الله محمود أقطش (37 عاماً) استشهد جرّاء إصابته بالرصاص الحي في البطن، خلال اعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال على قرية زعترة، جنوب نابلس.
وأشارت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إلى أنّ طواقمها تعاملت مع 100 إصابة جراء اعتداءات للمستوطنين وجيش الاحتلال، في بلدة حوارة.
وأوضحت الهلال الأحمر، أنّ من بين المصابين شاباً أصيب بجروح خطيرة برأسه جراء اعتداء المستوطنين عليه بالحجارة في حوارة، وآخر أصيب بعد الاعتداء عليه بالسكاكين من قبل المستوطنين، وفيما أصيب ثالث بعد ضربه بقضيب معدني، وحالة إغماء لمريض سكري، و97 حالة اختناق بالغاز حتى اللحظة.
ومساء اليوم، شنّ مستوطنون إرهابيّون بحماية جنود الاحتلال هجوماً مكثفاً على بلدة حوارة والقرى المجاورة لها، جنوب نابلس، فيما أغلقت قوات الاحتلال الحواجز المحيطة بمدينة نابلس ومنعت الفلسطينيين من المرور عبرها في كلا الاتجاهين، واحتجزتهم، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع صوبهم، وذلك للتسهيل على المستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم.
كما أغلقت قوات الاحتلال مدخل بلدة بيتا الرئيسي بالمكعبات الاسمنتية، موفرة بذلك الحماية التامة للمستوطنين، فيما نظّم مستوطنون مسيرة قرب دوار سلمان الفارسي، بحماية قوات الاحتلال، استهدفوا خلالها عدداً من المنازل بالحجارة، كما هاجموا منازل قرب مدخل بلدة بيتا جنوب نابلس، واعتدت مجموعة من المستوطنين على المواطن معتز أنيس الديك في بلدة حوارة، ما أدى لإصابته بجروح، نُقل إثرها إلى طوارئ ابن سينا ووُصفت حالته بالمستقرة.
وخلال هذه الهجمات، أحرق المستوطنون منازل في البلدة تعود لرؤوف أبو هنية أبو رشاد، وعبد الله الحواري، وإسماعيل غالب الديك، ونورس عودة، بينما قاموا بإحراق مركبة و"بركس"، وحطموا منازل محمد خالد عودة، وأنيس الديك، وشادي أبو سبتة.
وفي بورين، أصيب عدد من الفلسطينيين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، خلال تصديهم لاقتحام أكثر من 200 مستوطن قرية بورين، جنوب نابلس، حيث أطلق المستوطنون الرصاص الحي والمعدني، وألقوا زجاجات حارقة على منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم ومركباتهم في أطراف القرية.
وظهر اليوم، قُتل مستوطِنان في عملية إطلاق نار ببلدة حوارة جنوبي نابلس شمال الضفة المحتلة، حيث وقعت العملية قرب دوار "عينابوس" بعد أنّ تعرّضت مركبة مستوطنين لإطلاق نارٍ مباشر أدّى لمقتل المستوطنين.
وجاءت هذه العملية في ظل انعقاد الاجتماع الأمني السياسي بين السلطة الفلسطينيّة والكيان الصهيوني بحضورٍ مصري ورعاية الولايات المتحدة الأمريكية في مدينة العقبة الأردنية، وذلك وسط رفض شعبي وفصائلي فلسطيني كبير.
كما جاءت هذه العملية أيضاً بعد قرابة أسبوع من المجزرة المروّعة التي ارتكبها الاحتلال في مدينة نابلس، والتي ارتقى خلالها 11 فلسطينياً، بما يرفع عدد الشهداء منذ بداية العام إلى 62 شهيداً، بينهم 4 برصاص المستوطنين، و13 طفلاً، وأربعة مسنين، وأسير في سجون الاحتلال.