لفت الزلزال المدمر الذ ضرب تركيا وسوريا يوم 6 شباط/ فبراير الفائت، وما تبعه من زلازل وهزات ارتدادية بدرجات متفاوتة، أنظار اللاجئين الفلسطينيين في مخيم جرمانا للوضع الإنشائي لمنازلهم، وقدرتها على الصمود في وجه الهزات.
بعض الهزات الارتدادية طالت في تأثيراتها مناطق سوريّة واسعة تمتد حتّى العاصمة دمشق وريفها، حيث أطاحت هزّة متوسطة بمنزل في مخيم جرمانا للاجئين يوم 21 شباط/ فبراير، وذلك إثر الزلزال الذي ضرب منطقة "هاتاي" جنوب تركيا، بقوّة 6.5 ريختر، ووصل ارتداده إلى ريف دمشق، بقوة لم تتعد 4.3 درجات، إلا أنها كانت كفيلة بالتسبب بانهيار منزل في حي أبو نوري وسط المخيم، أدى إلى إصابة شخصين بجراح طفيفة.
موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، حاول التواصل مع "لجنة التنمية والخدمات" التابعة لـ "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب"، للاستفسار عن الحالة الإنشائية لمنازل المخيم، وما إذا في جعبة الجهات المعنية خطوات للكشف عن المنازل الآيلة للسقوط والمتضررة لتدعيمها، دون الحصول على ردّ منذ تاريخ 23 شباط من الشهر الفائت.
لا أحد يقدم إجابات.. وليس هناك اهتمام في ظل استمرار حدوث الزلزال والهزات
أحد اللاجئين فضل عدم ذكر اسمه، أفاد لموقعنا، أنّ حالة من القلق تسود في مخيم جرمانا، بعد انهيار منزل متأثراً بهزّة خفيفة، نظراً لكون المخيم بالأساس بني بطريقة عشوائية، وتوسع البناء عامودياً دون مراعاة الشروط الهندسية.
وقال اللاجئ الذي يقطن في حارة القيطية وسط المخيم، إنّ المنزل الذي يقطن فيه بناه جدّه في العام 1969، على مساحة 100 متر مربّع، وكان منزلاً أرضياً، قبل بناء طابقين فوقه على ذات التأسيس الأوّلي.
وأضاف، أنّ منازل مخيم جرمانا متشابهة، من حيث التأسيس والبناء العشوائي. لافتاً إلى أنّ الفترة التي بني فيها المخيم وبدأ عمرانه بالتوسع، منذ خمسينيات القرن الفائت، لم يجر فيها البناء على أسس هندسية، وإنما جرى من قبل "معلمين بناء" على أرض مستأجرة من قبل وكالة "أونروا" حيث كل عائلة بدأت ببناء منزل إسمنتي، والانتقال من حالة الخيام وأسقف الصفيح إلى الأسقف الإسمنتية.
وحول الأوضاع الإنشائية للمنازل، يجهل أهالي المخيم ما إذا كانت منازلهم قادرة على الصمود في وجه المزيد من الهزّات، مع استمرار حدوث الزلزال والهزات في المنطقة، ولغياب الجهات المعنية عن الكشف على أوضاع المنازل أو تحدّيثها تنظيمياً، منذ تأسيس المخيم، فلا جهة يستفسر من خلالها الأهالي عن أوضاع منازلهم. حسبما أضاف اللاجئ.
ويقع مخيم جرمانا، على بعد 8 كيلومترات جنوب شرق مدينة دمشق، بمحاذاة طريق المطار تأسس عام 1948 على مساحة أقل من كيلو مترا مربعا واحدا.
ولم يطل المخيم أيّ مخطط لتنظيم وضع المساكن فيه، رغم وجوده ضمن النطاق الإنمائي لمحافظة ريف دمشق، فيما تولت وكالة "أونروا" بعض المسؤوليات البلدية، التي لا تشمل عمليات البناء والترميم والتنظيم المدني.
والجدير ذكره أن المخيم تعرض لقضم أجزاء منه على مرحلتين، الأولى عام 1985 حيث جُرفت بعض المنازل على أطرافه لغرض تنظيم بعض المناطق المحاذية لمطار دمشق الدولي من قبل محافظة ريف دمشق، ومرحلة أخرى جرت عام 1994، وأدت إلى خسارة العديد من اللاجئين لمنازلهم.
ويعاني المخيم من كثافة سكانية مرتفعة، نتيجة التضخم الطبيعي لأعداد السكان، واستقبال مئات العوائل النازحة من مخيم اليرموك المدمر، عقب العام 2013، وسط حاجة كبيرة للتوسع العمراني، وصيانة المنازل القائمة.
تعرفوا على مخيم جرمانا بريف دمشق من خلال الفيديو: