أعلن فريق " منسقو استجابة سوريا" في شمال غرب البلاد، تضرر 27 مخيماً جراء العاصفة المطرية التي طالت مناطق إدلب وريف حلب، بما فيها من مخيمات تأسست حديثاً لإيواء المتضررين من زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا يوم 6 شباط/ فبراير الفائت.
وقال الفريق: إنّ الأضرار طالت ما يعادل 70% من المخيمات الحديثة، وتوزعت بين منطقة إدلب بواقع 13 مخيماً، ومنطقة ريف حلب بـ 15 مخيماً.
وعبّر الفريق عن مخاوفه، من أن تُفاقم المنخفضات الجوية والهطولات المطرية خلال الأيام المقبلة، من سوء الواقع الإيوائي والإنساني في تلك المناطق، مشيراً الى استمرارية إحصاء الأضرار التي طالت عدّة مخيمات أخرى.
عشرات العائلات الفلسطينية انضمت الى المأساة الموسمية
عشرات العائلة الفلسطينية دفعها واقع ما بعد الزلزال إلى الانضمام لمهجري الخيام، ولا سيما في مناطق ريف حلب، حيث تتوزع النسبة الأكبر من العائلات الفلسطينية المهجّرة في الشمال السوري، ما يضعهم في مواجهة الكوارث الشتوية الموسمية التي تعصف بمخيمات المهجرين، وتنطلق بسببها سنوياً عشرات المناشدات لتوفير المساعدات الإيوائية واللوجستية والإغاثية.
وقال اللاجئ الفلسطيني "سالم فرحات" وينشط حالياً في رصد الاحتياجات الإنسانية مع الفرق المشتغلة في هذا المضمار، في منطقة جنديرس التابعة لناحية عفرين في ريف حلب الشمالي: إنّ الأوضاع الإنسانية للمهجرين من منازلهم إثر الزلزال، أضافت مزيداً من الضغوط على فرق الإغاثة خلال فصل الشتاء، نظراً لتضاعف عدد سكان الخيام.
وفي ناحية جنديرس، أفاد فرحات بأنّ مئات الخيام أنشئت بدعم من جهات إغاثية، بعضها نصب في باحات المدارس، وأخرى على أراض زراعية، مشيراً إلى أنّ نوعية الخيام غير مناسبة لمواجهة العوامل الجوية، فهي ذات هيكل ضعيف وقماش خفيف.
وأضاف فرحات، أنّ معظم المخيمات الجديدة أقيمت على عجل وبشكل عشوائي، وجرى تأمينها تحت ضغط المناشدات، ولم تراعي النوعية، ومعظمها خيام تستعمل بشكل مؤقت، وتنصب في أماكن العمل المغلقة عادةً، والكثير منها مكونة من قضبان حديدة رقيقة ونوعية أقمشة من النايلون المقوّى "يشبه المادة التي تصنع منها أكياس المؤن/ الشوالات" حسب وصفه.
وتشردت مئات العائلات الفلسطينية عن منازلها في مخيمات الشمال السوري، ورصد موقعنا في وقت سابق عدد اللاجئين الفلسطينيين في مناطق شمال غرب سوريا المنكوبة، حيت تقطن في ريف حلب الشمالي 500 عائلة، ومناطق إدلب وأريافها 700 عائلة، فيما يسكن مخيم دير بلوط في ريف ناحية جنديريس نحو 250 عائلة، و70 عائلة في مدينة جنديرس نفسها، احيلت 15 منها الى مراكز الايواء العشوائية.
وكان فريق "منسقو استجابة سوريا" قد أشار في وقت سابق إلى أنّ المنطقة المنكوبة قد تتعافى بنسبة 60% بعد ثلاث سنوات من الكارثة، وتحتاج إلى 5 سنوات للعودة إلى الوضع الذي كانت عليه قبل الكارثة، وهو ما يثير مخاوف مئات الآلاف من السكان معظمهم من اللاجئين السوريين وبينهم مئات العائلات الفلسطينية، من حاجة طويلة الأمد للإغاثة.
نداء للمسؤولين الفلسطينيين و"أونروا"
بدوره، وجّه اللاجئ فرحات نداء عبر موقعنا، للجهات الفلسطينية الرسمية ووكالة "أونروا" وسواهم من المعنيين، لرفد اللاجئين الفلسطينيين في تلك المناطق، بالحد الأدنى من لوازم الايواء، نظراً لانعدام قدرتها على تأمين بدائل إيواء بعد تصدع المنازل، وبروز أزمة سكن حقيقية في معظم المناطق.
وأوضح، أنّ الطلب على المنازل السليمة قد ارتفع بشكل كبير، وصارت بعض المنازل تضم أكثر من 4 عائلات بسبب ارتفاع أسعار الإيجارات التي بات يقارب 200 دولار شهريا.
وأشار الى أنّ مناطق إدلب وريفها تشهد حركة إقبال من قبل منكوبي المناطق الأخرى نظراً لكونها تضم أكبر عدد من المنازل السليمة، وسط انعدام قدرة معظم العائلات على استئجار منازل.
بدوره، وجه "منسقو استجابة سوريا" نداءً لكافة المنظمات والهيئات الإنسانية العمل بشكل عاجل على مساعدة النازحين في المخيمات والعمل على إنهاء معاناة المدنيين المستمرة نتيجة تعرض المنطقة منذ مطلع العام الحالي إلى موجة من الكوارث الطبيعية.
يأتي ذلك، في وقت تستمر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"أونروا" تخليها عن اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في تلك المناطق، واستثناءهم من حملات التبرعات التي أطلقتها وكذلك من النداء الطارئ لإغاثة متضرري الزلزال.
وأشارت تقارير نشرها بوابة اللاجئين الفلسطينيين، إلى تحول فلسطينيي الشمال السوري الى منكوبين بالكامل، فيما أكد ناشطون أن بعض المنظمات الإغاثية العاملة في الشمال السوري، تستثني الفلسطينيين في كثير من الأحيان، مدفوعة بظنّ أنّ اللاجئين الفلسطينيين لديهم الكثير من الجهات المسؤولة عنهم والتي تقدم لهم المعونات.