سوريا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
سَمَح تنظيم "داعش" في مخيّم اليرموك، بخروج عائلتين مدنيتين، من اللذين يحاصرهم، في منطقة الريجة، بشكل نهائي، بالإضافة لبعض النساء والاطفال، قيل انّهم من عائلات مقاتلين في تنظيم " فتح الشام"، الذي يسيطر على منطقة الريجة، ومناطق أخرى ضمن مخيّم اليرموك جنوب دمشق.
وتمّت عمليّة الخروج، وفق مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينين" بعد تفاوضٍ تمّ، بين العائلات وعناصر "داعش"، على الحاجز التابع للتنظيم، عند مدخل ساحة الريجة من الجهة الشرقيّة، ونتج عنه السماح للعائلات بالخروج، شريطة عدم العودة الى منازلهم، وفتح التنظيم المجال للمزيد من العائلات الراغبة بالمغادرة.
ويذكر أنّ التنظيم، كان قد صرّح عن توجهه، بإفراغ مناطق ( الريجة، وجادة عين غزال " شارع الفرن" وشارعي ال15 والثلاثين)، من سكّانها المدنيين، المتبقون فيها، وذلك منذ الثامن من كانون الثاني الفائت، حين أمهَل أكثر من 400 عائلة، مدّة 72 ساعة للخروج، دون أن تحصل استجابات حينها.
و أفادت مصادر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في مخيّم اليرموك، بأنّه من غير المسبوق، أن يسمح "داعش" بخروج عائلات، من مناطق سيطرة "فتح الشام" التي يحاصرها، بعد إطباق حصاره عليها، عقب انتهاء مهلة الخروج السابقة، الشهر الفائت. واستبعدت المصادر، أن يكون الأمر متعلقاً بغاياتٍ إنسانية لدى التنظيم، سيما أنّه يحاصر منطقة الريجة، منذ أكثر من شهر، مانعاً إدخال المواد الغذائيّة والطبيّة، الى العائلات المحاصرة، مخلّفاً ذلك وضعاً انسانيّاً، دفع الأهالي إلى حافّة الموت جوعاً.
وأرجعت المصادر، الإجراء الداعشي، الى توّجهٍ لدى التنظيم، بإفراغ المناطق التي يحاصرها من المدنيين، وتحويلها الى نقاط عسكريّة مغلقة، خصوصاً منطقة الريجة ذات الموقع الاستراتيجي، شمالي المخيّم، واشرافها على مناطق غرب اليرموك، ويحاول التنظيم جاهداً السيطرة عليها، لتحصين قبضته على عموم مناطق مخيّم اليرموك.
وطابقت آراء بعض نشطاء المخيّم، ممن استطلعت "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" آرائهم حول هذا الأمر، بين هذا السلوك "لداعش"، وسلوكيّات يتّبعها النظام السوري، في إفراغ المناطق الخارجة عن سيطرته من سكّانها، بعد سلسلة من سياسات الحصار والتجويع، وتخيير الأهالي بين الموت تحت الحصار، أو الخروج نهائيّاً من مناطقهم دونما العودة اليها مجددا.
ويتعرّض مخيّم اليرموك لحصار متواصل، من قبل قوّات النظام السوري، والفصائل الفلسطينية المتحالفة معه، منذ 1329 يوماً، متسبباً بمجاعة بين عامي 2014 و2015، راح ضحيّتها الكثير من المدنيين، تخللها عمليّات قصف وتدمير من قبل تلك القوّات، أدت الى نزوح القسم الأعظم من أهالي المخيّم بإتجاه البلدات المجاورة، ليكمل تنظيم "داعش" الإجهاز على ما تبقّى من حياة، داخل احيّاء المخيّم، بتفريغها من أهلها.