يُصادف الثالث عشر من آذار/ مارس من كل عام، يوم الجريح الفلسطيني، الذي يأتي كمحطةٍ لتسليط الضوء على جرحى فلسطين الذين ينكّل بهم جيش الاحتلال الصهيوني في القرى والمُخيّمات والمدن الفلسطينيّة بشكلٍ يومي.
ويستخدم الاحتلال خلال مداهماته واقتحاماته اليوميّة للمُخيّمات والمدن الفلسطينيّة الأسلحة المحرمة دولياً لقمع أبناء الشعب الفلسطيني، حيث خلّف هذا العدوان المستمر مئات الآلاف من الجرحى الفلسطينيين الذين يستشهد عدد منهم في أوقاتٍ لاحقة بسبب صعوبة إصابتهم.
وأكَّد مدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى الباحث رياض الأشقر، أنّ سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها المئات من الجرحى الفلسطينيين بعد إطلاق النار عليهم وإصابتهم بجروح مختلفة في ظروفٍ قاسية وغالبيتهم تعرّضوا لعمليات للتحقيق والاستجواب داخل المستشفيات.
وأشار الأشقر في بيانٍ له بمُناسبة يوم الجريح الفلسطيني، إلى أنّ سياسة إطلاق النار تجاه الفلسطينيين خلال اعتقالهم هي سياسة إجرامية قديمة جديدة، والهدف منها أولاً إعدام أكبر عدد من الفلسطينيين بشكلٍ ميداني، أو التلذذ بعذابات الجرحى وزيادة معاناتهم وقتلهم بشكلٍ بطيء.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد سجّل في عام 2022، 10 آلاف و587 إصابة بين صفوف الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال والمستوطنين، ومن بين هذه الإصابات تم نقل 2027 مصاباً إلى المستشفيات، 1644 منها في مُخيّمات ومدن الضفة، و383 في قطاع غزة، فيما تم علاج 8,560 إصابة ميدانياً.
أمّا العام 2021، فقد شهد إصابة أكثر من 16 ألفاً و500 فلسطيني على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، ومن بين هذه الإصابات تم نقل حوالي 3095 مصاباً إلى المستشفيات، منها 964 في الضفة، و2131 في غزة.
ويُشار إلى أنّ بعض الجرحى ارتقوا شهداء فيما بعد، وذلك بسبب صعوبة الإصابة وخطورة حالتهم الصحيّة جرّاء استخدام الاحتلال للأسلحة الفتّاكة المحرّمة دولياً، وهذا إلى جانب مئات الجرحى الذين يعتقلهم الاحتلال ويزج بهم في المعتقلات والسجون، في معاناةً مضاعفة لهم ولعائلاتهم.
ويأتي يوم الجريح الفلسطيني هذا العام، في ظل تصعيدٍ كبير في اعتداءات الاحتلال والمستوطنين بحق الفلسطينيين، وذلك في ظل حكومةٍ يمينيّة متطرّفة تترأس الحكم في كيان الاحتلال، وسط ازدواجٍ في المعايير الدوليّة التي تكتفي عادةً ببيانات الإدانة والاستنكار.
وأظهر انفوجرافيك أعدّه "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ 39 فلسطينياً ارتقوا في مُخيّمات اللاجئين بالضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، وذلك بفعل جرائم الاحتلال المستمرة.