قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في سوريا: إنّ مطالب اللاجئين الفلسطينيين في جعل المساعدة المالية الدورية على أساس شهري، "غير ممكن لأن هذا يعتمد على تمويل المانحين" بحسب تبريرها.
جاء ذلك، في بيان صادر عن الوكالة، رداً على احتجاجات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، ومطالباتهم للوكالة برفع قيمة المعونة المالية وجعلها شهرية، لتتناسب مع ظروف الانهيار المعيشي، وكان آخر المظاهر الاحتجاجية تنظيم اعتصامين أمام مقار "أونروا" في مدينة درعا جنوبي سوريا.
وأضافت الوكالة، أنّه "إذا ما توفر التمويل، تقوم الوكالة بعملية التوزيع التي تغطي ثلاثة أو أربعة أشهر، وعندما تتوافر الأموال، توزع الأونروا أحيانًا مساعدات نقدية لعدة أشهر مقدماً"
وبررت الوكالة ردها السلبي على الطلب، بأنّ "المساعدة النقدية الطارئة التي تقدمها الأونروا تعد الأكبر من حيث عدد الأفراد المشمولين بها، وهذا يتطلب تنسيقاً تشغيلياً كبيراً لضمان تقديم هذه المساعدة بطريقةٍ فعالة."
وأشارت إلى أنّه "بالنسبة لعام 2023، بدأ توزيع الدورة الأولى من المساعدات النقدية الطارئة منذ الخامس من آذار 2023 التي تغطي كانون الثاني وشباط وآذار، وإذا توفر التمويل، ستكون الوكالة قادرة على القيام بدورة توزيع ثانية من المساعدات النقدية التي ستغطي نيسان وأيار وحزيران."
وأضافت "أونروا" أنها حاليا بصدد شراء المواد الغذائية للبدء في الدورة الأولى لتوزيع المساعدة الغذائية
أما فيما يتعلق بمطلب توفير فرص العمل للاجئين الفلسطينيين في سوريا، ردت الوكالة بإحالتهم الى رابطها الالكتروني وقالت:" إن جميع فرص العمل لدى الأونروا متاحة على أساس احتياجات ومهارات الموظفين وحسب الكفاءات والخبرة التي تعتمدها الأمم المتحدة، يتم الإعلان عن جميع وظائف الوكالة على الموقع الإلكتروني: (https://inspira.un.org/psp/PUNA1J/cmd=login&languageCd=ENG&)
ويتم تشجيع جميع المرشحين المهتمين على التقديم باستخدام هذه البوابة".
وفي نهاية بيانها، أكدت الوكالة استمرار التواصل مع المانحين والشركاء للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، في سوريا وطلب التمويل الذي يعتبر هاماً للمحافظة على تقديم برامج ذات نوعية جيدة للاجئين، بحسب البيان.
استياء من رد الوكالة
وأثار البيان، ردود فعل سلبية في أوساط اللاجئين الفلسطينيين، ورصد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين في درعا، حالة من الاستياء الواسعة، مشيراً إلى اعتبار الأهالي رد الوكالة بـ "المستفز."
أحد اللاجئين من أبناء مخيم درعا، اعتبر بيان الوكالة بأنّه استفزازي ولا يحترم مطالب اللاجئين، ولا يحترم فقرهم واوضاعهم المعيشية.
وقارن اللاجئ، بين الاستجابة السريعة لإضرابات واعتصامات موظفي الوكالة، حيث تهم الإدارات بزيادة رواتبهم وتلبية مطالبهم، فيما يجري تجاهل مطالب اللاجئين.
الجدير ذكره، أنّ بيان الوكالة، جاء بعد نحو أسبوع من وعود رسمية أطلقتها "الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب" و "أونروا" على لسان مسؤوليها في مدينة درعا جنوب سوريا، بالاستجابة لمطالب الأهالي التي رفعوها خلال اعتصامهم في 2 آذار/ مارس الجاري.
وكان اللاجئون الفلسطينيون في مدينة درعا، قد نفذوا وقفتين احتجاجيتين متزامنتين يوم 2 آذار/ مارس، أمام مقار لوكالة "أونروا" في مخيم درعا ومدينة المزيريب، احتجاجاً على تدني قيمة المعونات المالية والغذائية المقدمة من قبل الوكالة، وسوء مستوى الخدمات.
وتقدم المعتصمون بمذكرة بالمطالب، تسلمها القائم بأعمال وكالة "أونروا" في المنطقة الجنوبية أسعد حسين، ذكّروا فيها الوكالة بأنّ اللاجئين الفلسطينيين في سوريا هم الفئة الأكثر ضرراً وهشاشة خلال سنوات الحرب وما تلاها من أزمة اقتصادية، أحالتهم إلى عاجزين عن تأمين أبسط الاحتياجات المعيشية من غذاء ودواء وكساء وسكن لائق.
وحمّلت المذكرة، المسؤولية الأخلاقية والإنسانية لوكالة "أونروا" كونها المسؤول الأول عن متابعة الأوضاع الإنسانية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين، وطالبوا برفع قيمة المعونة الإغاثية وجعلها شهرية وأن تصرف بشكل دائم.