قال المنسق الوطني لسكرتارية "الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" جمال العسري: إنّ التطبيع مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" الذي تمضي به الحكومة المغربية ومؤسساتها، يعرف فشلاً ذريعاً على أرض الواقع وفي التطبيق، لأنه يواجه برفض شعبي شامل، وهو ما يجعل التطبيع تطبيع الرسميين لا تطبيع المواطنين، أي تطبيع الحكومة ووزرائها لا تطبيع الشعب وقواه الحية.
وفي حوار مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين دلل العسري على الرفض الكبير للتطبيع من قبل الشعب المغربي وقواه الحيّة، بالإشارة إلى التفاعل الكبير مع " الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع" رغم حداثة تأسيها ولم تصل لسنتها الثالثة بعد، الا أن حجم حضورها على الساحة المغربية يشير إلى حجم الرفض الشعبي للتطبيع في البلاد.
وأشار العسري، إلى معارك تخوضها الجبهة في كل المدن المغربية للتعبير عن رفض التطبيع الذي تقيمه الحكومة مع الكيان "الإسرائيلي" وتكون على شكل أيام احتجاجية تضامنية وطنية.
ولفت أنّه حين وصلت الفعاليات لليوم الوطني التاسع، خرجت معظم المدن الكبرى في المغرب استجابة لنداء الجبهة وفروعها للتضامن مع فلسطين شعباً وأرضاً وللاحتجاج على التطبيع بكل أشكاله." حسبما أضاف في اشارة الى التفاعل المتوسع مع حراك الجبهة.
وتأسست "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" في آذار/ مارس 2021، وتضم 18 حزباً وفصيلاً سياسياً مغربياً، وذلك رداً على اتفاق التطبيع الذي أبرمته حكومة المملكة المغربية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي والذي جرى في كانون الأول/ ديسمبر 2020.
العسري أوضح لموقعنا، أنّ الجبهة تضم في صفوفها 18 هيئة، من الهيئات الديمقراطية والحية في عموم المغرب، منها هيئات سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية، وتتضمن أربعة تنظيمات سياسية، ثلاثة تحسب على اليسار المغربي وواحدة على الحركة الإسلامية، إضافة إلى واحدة من أكبر المركزيات النقابية بالمغرب، ونقابات قطاعية مناضلة، وكذلك تضم في صفوفها أكبر الجمعيات الحقوقية بالمغرب.
وصل عدد فروع الجبهة 40 فرعاً وتأسست بعد توقيع المغرب اتفاق التطبيع
وتابع منسق السكرتارية الوطنية، أنّ الجبهة التي تأسست إثر توقيع الدولة المغربية لاتفاق التطبيع المشؤوم، وهي ائتلاف بين تلك التنظيمات، جمعهم هدف واحد هو "دعم فلسطين ومناهضة التطبيع".
وحول عمل الجبهة، قال العسري: إنها ارتأت أن تعمل عمودياً وأفقياً، وذلك بتأسيس فروع لها في مناطق المغرب كافة، وقد وصل عدد فروعها اليوم إلى حوالي 40 فرعاً، وتغطي جل المدن المغربية الكبرى.
وتابع: أنّ الجبهة ومنذ ولادتها وهي تقف مناهضة رافضة لكل أشكال التطبيع، مناضلة من أجل إلغاء التطبيع وكل ما تولد عليه، تناضل من أجل ذلك بكل الوسائل المتاحة من بيانات وبلاغات ووقفات واعتصامات وندوات وغيرها من الوسائل النضالية السلمية.
ولفت العسري، إلى أنّ العمل المقاوم والرافض للتطبيع الذي تقوم به الجبهة إلى جانب تنظيمات أخرى، يلعب دورا كبيرا في تأطير المواطن المغربي، الذي يعتبر أساساً أنّ القضية الفلسطينية من ضمن قضاياه الوطنية الأولى، وهو ما يجعل التطبيع، تطبيع الحكومة ووزرائها لا تطبيع الشعب وقواه الحية.
وختم العسري حديثه لبوابة اللاجئين بالقول: "هذا يجعلنا في الجبهة متشحين بوشاح الأمل أمل كبير في إسقاط اتفاق التطبيع اللعين وكل ما تولد عنه من معاهدات واتفاقيات، نضالنا ونضال الشعب المغربي وقواه الحية يزرع فينا هذا الأمل ويجعلنا متفائلين بغد أفضل غد يسقط فيه التطبيع، وتقوم فيه الدولة الفلسطينية الحرة والمستقلة بعاصمتها القدس وعودة كافة اللاجئين وتحرير كافة الأسرى والأسيرات."
وطالما شهدت المدن المغربية تظاهرات وفاعليات شعبية مساندة للشعب الفلسطيني، ورافضة لكافة اشكال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي. فيما توالت الفعاليات بالتزامن مع الاقتحامات الأخيرة للمسجد الأقصى، حيث خرج الاف المغاربة في عدد من المدن الكبرى خلال شهر نيسان/ ابريل الجاري، للتنديد بالاعتداءات الصهيونية.