شهد مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان إشكالاً مسلحاً تطور إلى اشتباكات قوية، ونتج عنه اقتحام مكتب تنظيم الجبهة العربية في المخيم والسيطرة عليه من قبل عناصر تابعين لحركة فتح.

واستمرت الاشتباكات لأكثر من ساعتين وسط تأكيد بعدم وقوع إصابات، إلا أنها تسببت بحالة رعب وهلع لدى أهالي المخيم الذين بدؤوا بالنزوح إلى المدارس حفاظاً على سلامتهم.

الأمور متجهة للتهدئة وتحقيقات ستبدأ

وأكد مسؤول القوة الأمنية في مخيم البداوي علي الأمير تشكيل لجنة تحقيق لمتابعة القضية، والكشف عن ملابساتها "ومحاسبة المسيء والمخل للأمن".

وقال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن الأمور عادت إلى طبيعتها، وتم استعادة مكتب الأمن الوطني بجهود الفصائل وحركة فتح وقوات الأمن الوطني، بعد الاعتداء عليه ومحاولة اقتحامه، مشيراً إلى أن الأمور متجه نحو التهدئة، وأن تحقيقاً سيأخذ مجراه وسيحاسب كل مخل بالأمن وكل من أطلق النار.

وقال مسؤول الارتباط والتنسيق مع الأجهزة الأمنية في مخيم البداوي علي منصور لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: أنه تم تشكيل لجنة تحقيق من الفصائل الفلسطينية في المخيم واللجنة الأمنية، وتم تسليم 6 عناصر من جبهة التحرير العربية مسؤولين عن إطلاق النار إلى القوة الأمنية المشتركة، وتم تسليم المكتب إلى مسؤول تنظيم الجبهة العربية "أبو بكر البهلول" بعد السيطرة عليه من قبل عناصر حركة فتح.

وأضاف منصور: أن لا إصابات شهدتها الاشتباكات التي توقفت، ولكن ما حصل قيد المتابعة "وكل مخل بالأمن سوف يعاقب".

ونقلت وسائل إعلام عن قيادة جبهة التحرير العربية أن ما حصل هو إشكال فردي بين بعض الأشخاص، وأن لأمور الآن تتجه نحو التهدئة والاجتماعات متواصلة لتثبيت إنهاء الإشكال.

وقالت جبهة التحرير العربية: إن العلاقة مع حركة فتح ثابتة ومتينة "ولن يستطيع أحد أن يسيء لهذه العلاقة الراسخة".

وخلال ساعات الاشتباك، أصدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تصريحاً عبرت فيه عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات التي اندلعت بعد ظهر يوم السبت 6 أيار/ مايو، وقالت: إن 500 طالبة في مدارسها يداومن في الفترة المسائية كن عالقات في إحدى المدارس التابعة للوكالة.

وناشدت الوكالة جميع الأطراف لوقف جميع الأعمال القتالية بشكل فوري وعاجل للسماح بالإخلاء الآمن لجميع الأطفال.

وتأسس مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين عام 1955 على بعد 5 كيلومترات شمال شرقي مدينة طرابلس شمالي لبنان وبحسب وكالة "أونروا" فإن 16500 لاجئ فلسطيني مسجل لديها في المخيم.