حذرت قوى سياسية يسارية وإسلامية مغربية منضوية ضمن "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" من خطورة التطبيع على المجتمع المغربي وأمنه وسلامته على كافة المستويات، وذلك في اجتماع المجلس الوطني الثالث لها يوم أمس الأحد 7 أيار/ مايو تحت شعار " نضال متواصل لإسقاط التطبيع."
واعتبر المنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع جمال عسري، أنّ التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي تجاوز وصف "تسونامي" وذلك "بعد تجاوز الحاكمين كل الخطوط الحمراء والسوداء وعدم الاكتفاء بالتطبيع مع الكيان النازي والصهيوني، بل تمديده إلى كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والدينية وحتى الأمنية والمخابراتية والعسكرية" وفق قوله.
وأكدت الجهة المغربية، أنّ التطبيع مع الكيان الإسرائيلي "خيانة كبيرة" وقال العسري: إن الشعب الفلسطيني "أثبت أن الطريق الوحيد لتحقيق الدولة الحرة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة كافة اللاجئين والإفراج عن الأسرى، هو طريق المقاومة التي أربكت حسابات الخصوم والأعداء، وأسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وصالحت الشعوب العربية مع الانتصارات، وأثبتت أن الهزيمة ليست قدرا، وأخجلت مناضلي الاتفاقيات والتطبيع".
رئيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان عبد الواحد متوكل، اعتبر كيان الاحتلال الإسرائيلي أكبر خطر يوجه الأمّة بعد قضية الفساد والاستبداد.
وقال خلال الاجتماع: "نحن أمام خطر حقيقي، لا يتجلى فقط في تمدد وتصاعد جرائم الكيان الصهيوني في أرض فلسطين، بل في التصاعد المحموم، وتهافت أنظمة الفساد والاستبداد على التطبيع”، مضيفا أن التطبيع “أصبح سياسة رسمية للدولة، حيث توقع الاتفاقات علنا، وتُستدعى شخصيات صهيونية بارزة، وتعقد صفقات في مختلف المجالات.".
من جانبه، دعا حزب "النهج الديمقراطي العمالي" إلى "العمل على تأهيل هياكل الجبهة على الصعيد المحلي، وتطعيمها، وانفتاحها على مكونات المجتمع المدني، لتغيير موازين القوى لإسقاط التطبيع، واستهداف والانفتاح على كافة شرائح المجتمع المغربي".
وقال سكرتير الحزب جمال براجع إن "العدو الصهيوني لا يستهدف فقط تحقيق الربح السياسي والاقتصادي من خلال التطبيع، بل يسعى إلى تدمير المناعة والوجدان المغربي من أجل قبول التطبيع، وذلك بالترويج لكون إسرائيل والصهيونية شيئا طبيعيا".
أمينة الحزب الاشتراكي الموحد في المغرب نبيلة منيب، حذرت من خطورة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي على الأمن الصحي للمغاربة، بعد تولي شركات إسرائيلية تنفيذ مشاريع لها علاقة بصحة المغاربة.
وقالت منيب في كلمتها في الاجتماع "التطبيع مع الكيان الصهيوني انطلق منذ عقود عبر التعاون مع جهاز المخابرات الموساد لنقل مغاربة يهود إلى فلسطين لاحتلال أراضيها واعتناق العقيدة الصهيونية، واليوم وصل الأمر إلى مجالات حيوية كاستغلال الغاز المكتشف في المغرب من شركة إسرائيلية تملك منه خمسة وسبعين في المئة، وغدا ستكون محطات تحلية مياه البحر تحت رقابة الكيان الصهيوني، ونحن نخشى على الأمن الصحي للمغاربة كلهم."
وشددت منيب على أن التطبيع إذا امتد إلى المجالات جميعها، بما في ذلك المجال التربوي، سيشكل خطراً على الأجيال المغربية وذلك "عبر تزوير الحقائق التاريخية في الكتب المدرسية التي تتكلم عن الثقافة اليهودية، وأن المكوّن اليهودي يجب أن يكون ذا أولوية."
وأضافت أن التطبيع مع إسرائيل "هو خيانة كبرى لحاضر ومستقبل كل الشعوب العربية والمغاربية."
وأكدت أنّ التطبيع لا يشكل خطرا على الوضع الداخلي للمغرب فحسب، بل يهدد بتقويض أمنه الخارجي أيضا، وذلك "عبر محاولة جرّنا إلى حرب مع أشقائنا الجزائريين”، على حد تعبيرها، مشيرة إلى أن الحزب الذي ترأسه “يرفض الاتفاقية المشؤومة الموقعة سنة 2020". حسبما أضافت في كلمتها.
يذكر أنّ "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" تأسست في آذار/ مارس 2021، وتضم 18 حزباً وفصيلاً سياسياً مغربياً، تأطروا لمواجهة اتفاق التطبيع الذي أبرمته حكومة المملكة المغربية مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، والذي جرى في كانون الأول/ ديسمبر 2020.