نظّمت البلديات والمجالس المحلية ومجالس أولياء الأمور في منطقة شمال غرب مدينة القدس وقفة احتجاجيّة، اليوم الأربعاء 17 مايو/ أيار، وذلك رفضاً لتعنت إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الاستجابة لمطالب اتحاد الموظفين.
وهتف المشاركون في الوقفة، ضد تقليصات وكالة "أونروا" لخدماتها المقدّمة لمجتمع اللاجئين، فيما هتفوا دعماً لحقوق العاملين والمعلمين في وكالة الغوث في الكلية الجامعية للعلوم التربوية.
وخلال الوقفة، التقى المشاركون مع نائبة المفوّض العام لوكالة "أونروا" وسلموها رسالة دعمٍ لحقوق العاملين، واحتجاجاً على تصلّب موقف المفوّض العام من مطالب العاملين.
وفي رام الله، نظّم اتحاد الموظفين مؤتمراً صحفياً أمام المستشفى الاستشاري في رام الله، وذلك لتسليط الضوء على إضرابهم الموظفين المستمر.
وخلال المؤتمر، قال الناطق الإعلامي باسم اتحاد الموظفين في "أونروا" بإقليم الضفة رائد عميرة، إنّ وكالة "أونروا" ما زالت تتلاعب في الوقت، وتناست أن الوقت أمام الكرامة لا قيمة له، وفي مقابل ذلك، فإنّنا سنمضي في إضرابنا لا سيما، وأن الإدارة مستمرة في التنمر والعداء لموظفي "أونروا".
وأضاف عميرة: إن استمرار قطع رواتب العاملين لقرابة شهرين ونصف على التوالي يكشف حقيقة ما خلف القناع، فهذه الإدارة تجردت من كل معاني الإنسانية، وهذا في ظل أنّ هذه المؤسسة الإنسانية تحيي ذكرى النكبة، وتقطع رواتبنا في الوقت ذاته.
وأوضح عميرة، أنّ الإدارة العليا لوكالة "أونروا" تسلب حقوق العمال واللاجئين، وتمارس أنواع العنف بحق العاملين في إقليم الضفة الغربية، مُؤكداً أنّ هذه فرصة أخيرة أمام الإدارة للاستجابة لكافة مطالب العاملين الـ16، وعلى رأسها علاوة إقليم الضفة.
وشدّد عميرة، أنّ الاتحاد ماضٍ في إضرابه حتى تحقيق كافة مطالب العاملين، ولن يثنيه أي شيء، ونتطلع إلى المفاوضات التي تجري اليوم وخلال الأيّام القادمة بأن تفضي إلى نتائج مثمرة وإعادة الحياة إلى طبيعتها قدر الإمكان.
وبيّن عميرة، أنّ 8 من العاملين ما زالوا يضربون عن الطعام، وما يحصل اليوم من انتكاسة صحية لدى بعض الزملاء هو بفعل ممارسات هذه الإدارة التي بدأت بعداءٍ مخيف ومقلق يكشف الوجه الحقيقي لهذه الإدارة.
كما وجّه عميرة رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قائلاً: نحن في إقليم الضفة نتوجه إليك اليوم لتقف موقفاً جدياً، وتقف عند مسؤولياتك لوقف هذا التعنت الذي يمارسه المفوّض العام والإدارة العليا في إدارة "أونروا" ومدير العمليات ونائبته في الإقليم بحق الموظفين في الوكالة، لذلك نحملك المسؤولية الكبرى عمّا ستؤول إليه الأمور في قادم الأيّام.
ويواصل 8 موظفين من وكالة "أونروا" في إضرابهم المفتوح عن الطعام رغم تدهور حالتهم الصحيّة، وذلك جرّاء استمرارهم في الإضراب عن الطعام في الكلية الجامعية للعلوم التربوية في رام الله.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأزمة المستمرة، تنعكس سلباً وبشكلٍ خطير على مُخيّمات اللاجئين في الضفة المحتلة، إذ توقّفت خدمات "أونروا" وأصبحت شوارع المُخيّمات تعج بالنفايات، وسط تحذيراتٍ من جهاتٍ عدّة من خطر تحوّل المُخيّمات إلى مكاره صحيّة تنتشر فيها الأمراض والأوبئة، حيث نظّم اللاجئون في الأيّام الماضية وخاصّة في مُخيّمي الدهيشة والفوار عدّة وقفات رافضةٍ لانهيار قطاع الخدمات في المُخيّمات جرّاء استمرار هذه الأزمة.
وأصدر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" ورقة موقف تسلّط الضوء على "إضراب موظفي "أونروا" في وجه ابتزاز الوكالة".
وتفجّرت الأزمة مجددا يوم الجمعة 3 آذار/ مارس، حيث أعلن الاتحاد عن استئناف الإضراب الشامل والمفتوح في جميع القطاعات التابعة لوكالة "أونروا"، كاشفاً أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فشل المفاوضات مع إدارة الوكالة، وبسبب عدم احترام إدارة الوكالة للمبادرة التي تقدمت بها السلطة الفلسطينيّة ومنظمة التحرير بكل مكوناتها في التاسع من شباط من العام الحالي.
وأطلقت "الهيئة 302" للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، مبادرة لحل الأزمة القائمة بين إدارة وكالة "أونروا" واتحاد العاملين العرب، حيث تضمّنت المبادرة 7 نقاط للحل، أولها أن تعترف وتقر إدارة الوكالة بشرعية وأحقية جميع مطالب اتحاد العاملين، وثانيها أن تحدد "أونروا" قيمة العلاوة للعاملين بموجب اتفاق بين الطرفين.