أعاد اتحاد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالضفة المحتلة، اليوم الإثنين 22 مايو/ أيار، نصب خيمة الاعتصام في مقر "أونروا" في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة.

وأفاد المتحدث باسم اتحاد العاملين العرب رائد عميرة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، بأنّه "وبسبب تعنّت إدارة وكالة الأونروا في الحوار ورميها بعرض الحائط كل المبادرات التي كان آخرها ما تمخض عن اجتماع يوم أمس مع اللجنة الرئاسيّة، حيث تهرّبت الوكالة من مسؤولياتها مرة أخرى، قررنا تنظيم فعالية القدس ضمن النضال النقابي حتى تحقيق مطالب اللاجئين قبل العاملين".

وأوضح عميرة: عند الساعة 11 صباحاً في مقر الشيخ جراح نصب الاتحاد خيمة الاعتصام مجدداً من أجل الاستمرار في الاعتصام بشكلٍ دائم تعبيراً عن الصمود والاستمرار حتى تحقيق كافة مطالب العاملين، مُؤكداً على رفض الاتحاد لما وصفه بالتغوّل الغريب من قبل إدارة "أونروا" على العاملين، فهذه المؤسسة باقية ولن تكون مرهونة بأمزجة الإدارة العليا وعلى رأسها المفوض العام، على حد قول عميرة.

"مخطط ما".. وتصعيد للاحتجاج

وشدّد عميرة، أنّ الاتحاد ماضٍ في خطواته الاحتجاجيّة بعزيمة العاملين وسيكون هناك برنامج تصعيدي جديد، وغداً سيكون هناك تجمّع لمخيمات جنوب الضفة الغربية أمام مقر وكالة "أونروا" في مخيم الدهيشة، كما أنّ هناك خطوات نقابية أخرى ستُعلن لاحقاً في بيانٍ رسمي ومؤتمر صحفي قريب.

ولفت عميرة لموقعنا: تعنّت "أونروا" يضعنا أمام تساؤل حول مخطط كبير تحيكه الإدارة، لكننا مستمرون من أجل حقوقنا وحقوق اللاجئين من أجل الحفاظ على المنظمة الدولية التي أنشئت لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ونُشير إلى أنّ المفوّض العام لوكالة الغوث أصبح يشكّل خطراً كبيراً على اللاجئين وحقوقهم وخاصّة في إقليم الضفة الغربيّة.

الوضع يسوء في مخيمات الضفة

من جهتها، حمّلت اللجان الشعبية وفعاليات مُخيّمات اللاجئين في جنوب الضفة الغربيّة، إدارة وكالة "أونروا" واتحاد العاملين العرب في الوكالة والحكومة الفلسطينية الوضع الكارثي في المُخيّمات، مُؤكدةً أنّ استمرار الوضع الكارثي في المخيمات على ما هو عليـه ينذر بانفجــار المخيمات في وجه الجميع بدون استثناء.

وعبّرت اللجان الشعبيّة في بيانٍ لها، عن استغرابها للموقف السلبي من كل المسؤولين ومن كل الأطراف الذين غابوا بقصد عن تحمّل مسؤولياتهم أمام معاناة أهالي المخيمات.

وشدّدت اللجان، أنّه لا يمكن القبول والسكوت على أخذ سكّان المخيمات رهينة لأي طرف، في ظل عدم اتخاذ أي اجراء وقائي واستثنائي يساند صمود المخيمات في هذا الإضراب والتخلي عن المسؤولية تجاه المخيمات، وهذا لــه مــا بعـده.

كما حمّلت اللجان دائرة شؤون اللاجئين المسؤولية الخاصة تجاه هذه الأزمة، حيث كان من المفترض أن يكون هناك خطة بديلة وإجراءات متوقعة لخدمة أهالي المخيمات في ظل الاضراب أقلها صرف الدواء لكبار السن وهذا لم يتم مما يعني قصر النظر عند كل الأطراف، بحسب البيان.

وأعلنت اللجان عن بدء تنفيذ خطوات في سلسلة برامج لإنهاء الأزمة، تبدأ من يوم الثلاثاء بوقفة لكل مخيمات جنوب الضفة الغربية أمام مخيم الدهيشة واغلاق الشارع الرئيسي.

ويُواصل 8 موظفين من وكالة "أونروا" إضرابهم المفتوح عن الطعام، رغم تدهور حالتهم الصحيّة جرّاء استمرارهم في الإضراب عن الطعام في الكلية الجامعية للعلوم التربوية في رام الله ومقر "أونروا" بالشيخ جراح.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأزمة المستمرة، تنعكس سلباً وبشكلٍ خطير على مُخيّمات اللاجئين في الضفة المحتلة، إذ توقّفت خدمات "أونروا" وأصبحت شوارع المُخيّمات تعج بالنفايات، وسط تحذيراتٍ من جهاتٍ عدّة من خطر تحوّل المُخيّمات إلى مكاره صحيّة تنتشر فيها الأمراض والأوبئة، حيث نظّم اللاجئون في الأيّام الماضية وخاصّة في مُخيّمي الدهيشة والفوار عدّة وقفات رافضةٍ لانهيار قطاع الخدمات في المُخيّمات جرّاء استمرار هذه الأزمة.

وتفجّرت الأزمة مجدداً يوم الجمعة 3 آذار/ مارس، حيث أعلن الاتحاد عن استئناف الإضراب الشامل والمفتوح في جميع القطاعات التابعة لوكالة "أونروا"، كاشفاً أنّ هذا التصعيد يأتي بعد فشل المفاوضات مع إدارة الوكالة، وبسبب عدم احترام إدارة الوكالة للمبادرة التي تقدمت بها السلطة الفلسطينيّة ومنظمة التحرير بكل مكوناتها في التاسع من شباط من العام الحالي.