شارك عشرات اللاجئين الفلسطينيين داخل مخيم برج البراجنة جنوب العاصمة اللبنانية بيروت في وقفة تضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وعلى رأسهم الأسير المريض وليد دقة المهدد بالموت جراء إصابته بالسرطان وسط إهمال طبي متعمد من قبل سلطات السجون "الإسرائيلية" ورفض الإفراج عنه.
الوقفة التي نظمت أمام مستشفى حيفا وسط المخيم مساء أمس الثلاثاء 6 حزيران/ يونيو نُظِمت من قبل "لجان المرأة الشعبية" ورفع خلالها المشاركون صوراً للأسير المريض وليد دقة، والأسير أحمد سعدات الذي تعرض ورفاقه إلى سياسة العزل خلال الأسابيع الفائتة.
وألقيت خلال الوقفة عدّة كلمات تضامنية مع الأسرى، وقالت عضو لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية صفاء عثمان: إن الوقفة تأتي للتعبير عن التضامن الكامل مع أسرانا خلف قضبان وزنازين العدو الصهيوني، ودعماً لخمسة آلاف أسيرة وأسير منهم أطفال وشيوخ وشبان.
وأكدت عثمان على مركزية قضية الأسرى، وضرورة تكثيف التحركات الداعمة لهم، لا سيما الأسرى المرضى كالأسير وليد دقة، الذي يعاني من تدهورٍ مستمر في وضعه الصحي، وترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه.
هيئة شؤون الأسرى تحذر من تدهور حالة الأسير دقة
ويوم أمس حذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبوبكر من خطورة الوضع الصحي للأسير المصاب بالسرطان وليد دقة، مؤكداً أن وضعه يستدعي تكثيف الجهود للإفراج عنه وإنقاذ حياته.
وفي بيان له قال أبو بكر: تم الإعلان عن حاجة الأسير دقة إلى زراعة نخاع شوكي، حيث تبرع له الأسير البطل زكريا الزبيدي من داخل الأسر، وكذلك إخوته وأشقائه بالخارج، لكن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاهلت الأمر ولم تفعل شيئًا.
وأضاف أن وضعه الصحي تطور ليصاب بالرئتين حيث أصبح غير قادر على التنفس، مما استدعى إلى إجراء عملية جراحية واستئصال جزء من رئته اليمنى، وهو حاليًا يعيش على الأوكسجين والتنفس الاصطناعي.
وكان ناشطون قد أطلقوا حملة إلكترونية للمطالبة بالإفراج العاجل عن الأسير المريض بالسرطان وليد دقة ونقله إلى المستشفى وإنقاذ حياته، بعدما نقلته سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" من مستشفى " آساف هاروفيه" إلى "عيادة" سجن الرملة يوم 25 أيار/ مايو، في خطوة أثارت استهجان اهل الأسير نظراً لتردي حالته الصحية.
وقالت العائلة في بيان لها: إنّ الأسير دقة خضع لفحوصات عديدة، بعد أن تدهورت حالته الصحية نتيجة مضاعفات عملية الاستئصال في رئته اليمنى، مضيفة أنه خضع لعملية قسطرة جراء قصور ملحوظ في عضلة القلب، وأيضاً عانى من الاختناق التنفسي الشديد والتلوث، فيما أعاده الاحتلال الى سجن الرملة مع توصية إبقائه تحت المراقبة الشديدة على مدار الساعة.
وأكدت العائلة مطلبها الوحيد المتمثل بـ “الإطلاق الفوري لسراح الأسير وليد دقة حتى يتمكن من تلقي العلاج دون قيد"، وعدم المماطلة في المسار القضائي.
وحملت العائلة، سلطة السجون المسؤولية التامة عن حياته في ظل عدم توفر أي بيئة علاجية لمرض السرطان النادر الذي يعاني منه.
يذكر أنّ الأسير دقة معتقل منذ 25 آذار/ مارس 1986 وهو من عائلة مكونة من ثلاث شقيقات و6 أشقاء، علماً أنه فقدَ والده خلال سنوات اعتقاله، ويعتبر الأسير دقّة أحد أبرز الأسرى في سجون الاحتلال، ساهم في العديد من المسارات في الحياة الإعتقالية للأسرى، وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج عدداً من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت"، و"حكاية سر السيف" مؤخراً.
وفي عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، وفي شباط عام 2020، رُزق الأسير دقة وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة، وتعرّض الأسير دقة لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكل خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفيّ
وأصدر الاحتلال بحق الأسير دقة حُكماً بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقاً بـ(37) عاماً، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عاماً.