أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، اليوم الخميس 8 يونيو/ حزيران، بأنّها وقّعت مع دولة الدنمارك اتفاقية جديدة متعددة السنوات للفترة 2023-2027.
وأوضحت "أونروا" في بيانٍ لها، أنّ الدنمارك قدّمت تبرعاً بقيمة 105 ملايين كرونة دانمركية (15,2 مليون دولار) كل عام، بمبلغ إجمالي قدره 525 مليون كرونة دانمركية (75,2 مليون دولار)، حيث تستند الاتفاقية إلى التعاون القوي والمتعدد الأوجه بين "أونروا" والدنمارك وتأتي في أعقاب الاتفاقية السابقة متعددة السنوات 2017-2021 والتي تم تمديدها حتى عام 2022.
وأكَّدت "أونروا"، أنّ هذه الاتفاقية الجديدة ستُساعد على المساعدة المالية التي تقدمها الدنمارك لوكالة "أونروا" وعلى دعم الدنمارك المستمر للاجئين الفلسطينيين.
بدوره، قال السفير كيتيل كارلسن (رئيس البعثة) من مكتب الممثلية الدنماركية في رام الله، إنّ هذه الاتفاقية متعددة السنوات وتقدّم تمويلاً مرناً يمكن التنبؤ به لوكالة "أونروا"، وفي عام 2020، زادت الدنمارك تمويلها لوكالة "أونروا" بنسبة 50% وستواصل تقديم المساعدة على هذا المستوى.
وبيّن كارلسن، أنّ الدنمارك تنظر إلى "أونروا" على أنها قوة استقرار مهمة في منطقة تمر بأوقاتٍ عصيبة، كما ستركّز الدنمارك ووكالة "أونروا" بشكلٍ خاص على الشباب وعلى الكيفية التي يمكننا فيها مساعدة المراهقين، وكذلك الفتيات والفتيان، على اكتساب المهارات التي تمكنهم من دخول سوق العمل.
وبحسب وكالة "أونروا"، فإنّ التبرع الدنماركي سيعمل على دعم خدمات "أونروا" الرئيسية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية وقطاع غزة، حيث تشتمل خدمات "أونروا" على الرعاية الصحية الأولية والتعليم النوعي والجامع وخدمات الحماية الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات وحمايتها.
ومن جهته، أكَّد المفوّض العام لوكالة "أونروا" فيليب لازاريني، أنّ حكومة الدنمارك تعمل على تزويد "أونروا" بتمويل متعدد السنوات، وعلى وجه الخصوص، قامت بصرف تبرع عام 2023 بالكامل لدى توقيع هذه الاتفاقية، مما يساعد الوكالة على تلبية احتياجاتها التمويلية هذا الشهر.
وشدّد لازاريني، أنّ هذا الأمر مهم بشكل استثنائي لقدرة الوكالة على الاستمرار في خدمة اللاجئين الفلسطينيين، وتحديداً في سياق الجولات المستمرة من نقص التمويل، كما تحدد هذه الاتفاقية مستوى جديد من المنح الجيدة من خلال منح الوكالة تمويلاً يمكن التنبؤ به للسنوات الخمس القادمة لتشغيل خدماتها، بما في ذلك التعليم والصحة في أرجاء المنطقة.
وتابع لازاريني: بالإضافة إلى الدعم المالي المستمر الذي تقدمه الدنمارك، تقوم "أونروا" والدنمارك حالياً بإعداد ورقة بحثية مموّلة من الدنمارك لتقييم قطاعات التوظيف المطلوبة عبر أقاليم عمليات "أونروا" الخمسة والعوائق التي تحول دون دخول اللاجئين الفلسطينيين الشباب إلى سوق العمل.
وأشارت "أونروا" في بيانها، إلى أنّ الدنمارك تعدّ شريكاً قيماً وراسخاً لوكالة "أونروا"، حيث بدأت تبرّعاتها في عام 1951، وفي عام 2022، تبرّعت بمبلغ 105 مليون كرونة دانمركية لتعزيز تقديم خدمات الوكالة الحيوية للملايين من اللاجئين الفلسطينيين في أرجاء الشرق الأوسط.
ونوّهت "أونروا"، إلى أنّ حوالي 8,000 شاب من اللاجئين الفلسطينيين مسجلون في ثمانية مراكز تدريب تقني ومهني تابعة لوكالة "أونروا" في أقاليم عملياتها الخمسة، ويتم توظيف خريجي التعليم والتدريب التقني والمهني بمعدل يقارب 80 بالمئة، ومن المقرّر أن تكون الورقة البحثيّة المموّلة من الدنمارك متاحة خلال الربع الرابع من عام 2023.
ويأتي هذا التبرّع الجديد في وقتٍ جاءت فيه نتائج مؤتمر المانحين الذي عُقد يوم الجمعة في نيويورك بالولايات المتحدة، مخيّبة للآمال، لا سيما أنّ الأزمة المالية التي تُعاني منها وكالة "أونروا" ستستمر وفق تصريحاتٍ رسميّة للمفوّض العام للوكالة.
وتعقيباً على نتائج مؤتمر المانحين، قال المفوّض العام، إنّ التعهّدات المعلنة على أهميتها، إلّا أنّها أقل من الأموال التي تحتاجها الوكالة للإبقاء على 700 مدرسة تابعة لوكالة "أونروا" إلى جانب 140 عيادة مفتوحة اعتباراً من أيلول فصاعداً.