قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إنّ 107 لاجئين فلسطينيين في عدد من مخيمات سوريا، استفادوا من مشروع "تعديل المنازل" الذي أطلقته في تموز/ يوليو 2022 الفائت، واستمر حتّى شباط/ فبراير 2023 الجاري.
وفي تقرير نشرته الوكالة عبر موقعها الإلكتروني، بيّنت فيه أهمية المشروع للاجئين الفلسطينيين "من ذوي التحديات الخاصّة" التي يواجهونها في حياتهم اليومية، بسبب ظروف استثنائية صحية تعرضوا لها.
والمشروع الذي نفذته "أونروا" بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يقدّم خدمات تعديل لمنازل أشخاص، تعرضوا لظروف صحية مزمنة كاللاجئ "خالد قاسم" من مخيم سبينة للاجئين في ريف، والذي أصبح مشلولا تماما من الخصر إلى الأطراف السفلية بعد إجراء عملية جراحية خاطئة.
وجرى قبول اللاجئ قاسم على أنه مؤهل لإجراء تعديلات على منزله، ورصد احتياجاته في منزله، والتعديلات التي يحتاجها، فقامت "أونروا" وبناء على طلبه، بتركيب حمام وتكييفه بناء على احتياجاته الخاصة، وشملت التعديلات مقعد مرحاض غربي ودرابزين ومكان للاستحمام. بحسب ما أوضحت الوكالة في مثال طرحته حول المشروع.
ونقلت "أونروا" عن اللاجئ خالد قوله: "أشعر براحة أكبر الآن لأنني لم أعد بحاجة إلى المساعدة عندما أريد استخدام الحمام. ولولا دعم الأونروا، لكان الأمر سيستغرق مني أكثر من 25 عاما لتعديل حمامي بطريقة تمكنني من استخدامه بكرامة."
وأضاف: "هناك العديد من الأشخاص من ذوي التحديات الخاصة يعيشون في المخيم. إن حياتهم أصعب من حياتنا. وعلى الأونروا أيضا أن تدعم هؤلاء الأشخاص بأي مساعدة يمكن تقديمها".
كما عرضت الوكالة، حالة ثانية تعود للاجئة أمل شحادة (24 عاما) من أبناء مخيم خان دنون بريف دمشق، حيث قامت بتركيب حمام في منزلها وتعديله ليسهل عليها احتياجاتها، علماً أنها مصابة بشلل نصفي في ساقيها، مما حد بشكل كبير من حركتها.
وتتذكر أمل قائلة: "كان الاستحمام واستخدام الحمام دائما صعبا حقا بالنسبة لي. بفضل التعديلات التي أجرتها الأونروا، يمكنني التعامل مع جميع احتياجات الحمام الخاصة بي بشكل آمن ودون الحاجة للاعتماد على أي شخص آخر. لم أتخيل أبدا أنه في حياتي، سيتم تعديل منزلي لمساعدتي في التعامل مع تحدياتي الخاصة".
وحول المشروع، يقول نائب مدير شؤون "أونروا" في سوريا "برافولا ميشرا": إنّ "الظروف المعيشية لمعظم لاجئي فلسطين في سوريا صعبة للغاية وغير صحية. ويعيش الكثير في منازل ضيقة ذات تهوية سيئة، وجدران غير مكسوة، وأرضيات غير مثبتة بالإسمنت، وفي كثير من الأحيان، تكون مغطاة فقط بالحصير والبطانيات."
وتابع القول: "ومع ذلك، فإننا نشعر بتشجيع كبير عندما يكون للدعم الذي تقدمه الأونروا، مثل هذا المشروع، تأثير إيجابي على الحياة".
ويعاني اللاجئون الفلسطينيون في سوريا من فقر شديد بلغت نسبته 90% بحسب أرقام صرّح فيها مسؤولون في الوكالة، إضافة إلى ضعف في الخدمات والتقديمات الاجتماعية والصحيّة، ما ينعكس بشكل كبير على ذوي الاحتياجات الخاصة والأسر التي لديها حالة صحية استثنائية في المنزل، فيما تغيب الإحصاءات حول نسبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمع اللاجئين الفلسطينيين واحتياجاتهم، وغياب المتابعة الممنهجة والدائمة لاحتياجاتهم.