اعتداءات الاحتلال المستمرة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بالضفة المحتلة طالت جميع مناحي الحياة، وحتى شريحة طلاب الثانوية العامة "التوجيهي"، إذ لا يسلم هؤلاء الطلاب من منغصات الاحتلال التي تفرضها جرائمه المستمرة في المخيمات بشكلٍ شبه يومي.
وخلال شهر يونيو/ حزيران الجاري، يواصل طلاب الثانوية العامة في مُخيّمات الضفة الغربيّة تقديم الاختبارات النهائيّة لهذه السنة الدراسيّة التي تعتبر مفصليةً في مسارهم التعليمي، إذ يرحّلهم النجاح هذا العام للالتحاق في الجامعات والدخول في مرحلةٍ أكاديميّةٍ جديدة.
هذه الأجواء التي من المفترض أن يتوفّر فيها كافة الاحتياجات وخاصّة الهدوء الكامل لإعطاء الطلبة التركيز المطلوب، لم تتحقّق، ولم تتوفّر، وذلك بسبب الاحتلال وتصعيده العسكري الشرس الذي يستهدف المُخيّمات، فكيف يتمكّن هؤلاء الطلاب من التركيز في ظل هذه الأجواء القلقة وكيف يؤثّر الاحتلال عليهم؟.
يقول عبد الرحمن جربوع وهو طالب ثانوية عامة في مُخيّم عسكر الجديد لـ بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ هناك تشويشاً كبيراً من جهة الاحتلال، وخلال هجمات الاحتلال المستمرة يرتقي شهداء في المخيمات، فلا نعلم كيف ندرس، نحن نشعر بالخوف عند الذهاب لتقديم الاختبارات في حال كان الجيش يقتحم المخيم وتعميم حالة من منع التجوال، وخاصّة أنّ منزلنا قريب من منطقة "قبر يوسف".
أمّا الطالبة آيات أبو عايش، فتؤكّد أنّ اقتحامات جيش الاحتلال للمخيمات تؤثّر على دراسة الطلبة وتشتّت ذهنهم، وفقط يصبح تفكير الطالب في حماية نفسه وأهله وجيرانه وفي حالة خوفٍ دائمة.
وأشارت طالبة أخرى لموقعنا، إلى أنّ هذه الحالة صعبة للغاية، لا سيما مع ظروف المدرسة التي لم نأخذ فيها جميع الدروس التعليميّة بسبب إضراب العاملين في وكالة "أونروا"، وعندما نسمع أصوات إطلاق نار واشتباكات نشعر بالخوف الشديد ويصبح لا يوجد دافع للاستمرار في هذه الدنيا.
إلّا أنّ ذات الطالبة عادت وأكَّدت أنّ طلبة المخيمات بصمودهم المتواصل لن يسمحوا للاحتلال بالتأثير على أحلامهم ومستقبلهم الدراسي.
من جهته، قال يوسف علي وهو طالب ثانوية عامة: إنّه وأصحابه لهم أحلامهم المختلفة، لكن الاحتلال هو المعيق الأوّل لجميع هذه الأحلام، فيما شدّد على أنهم سيكملون مشوارهم رغم كل شيء وإجراءات الاحتلال.
وبالانتقال إلى مخيم بلاطة، يرى الطالب كايد خفّش، أنّ جرائم الاحتلال تمنع الطلبة عن الدراسة بعض الأحيان، إلى جانب تأثير القصف والتفجيرات الجديدة التي أصبح ينفذها الاحتلال في بيوت الشباب المطاردين، وهذا كله يؤثّر على طلاب التوجيهي.
وحول ذات الأمر، أشار الطالب تامر القط، أنّ هذه المنغصات تعيق الدراسة وعملية التركيز، إلى جانب زيادة انشغال الطلبة على الشباب والأهل، لأنّه في أي وقت يمكن أن يستشهد مقاوم هنا أو هناك، ومن الممكن أن يقصف منزل لشخص قريب من الطلبة، فكل هذه الأشياء توتّر الطالب وتؤثّر في دراسته وتؤثّر عليه.
وتعقيباً على كل ما جاء في حديث الطلاب، تؤكّد مديرة مركز النشاط النسوي في مخّم بلاطة أمل الطيراوي لموقعنا، أنّ عام 2022-2023 كان صعباً على الطلاب جميعاً، وليس فقط على طلبة مخيم بلاطة، وذلك جرّاء الاقتحامات وارتقاء الشهداء وزيادة معاناة الأهالي جرّاء عدم توفير التدريس في المدارس جرّاء الاضراب، فكان هذا تأثيره صعب جداً على الطلبة.
وترى الطيراوي، أنّ أغلب الطلاب يكونون في طريقهم إلى المدرسة وفجأة تقتحم قوات الاحتلال المخيم، أو قوات خاصة تقتحم المخيم بشكلٍ مفاجئ، وهذا كله يسبب الرعب لهم وعدم الاستقرار في التفكير والتركيز.
وتؤكد الطيراوي: أن الطلاب يعون جيداً ما يجري حولهم، إلّا أنّهم يصرّون على طلب العلم ومواصلة هذا الطريق الهام في مسيرتهم العلميّة.
شاهد/ي الفيديو